يقود عبدالله احمد وهو سائق سيارة بيجوت صغيرة يعمل بها منذ أكثر من 20 عاما على طول الخط الطريق الرابط بين حي صلاح الدين النائي بمديرية البريقة وبين مديرية الشيخ عثمان الواقعة إلى الشرق من البريقة . مساء اليوم الاثنين قاد "عبدالله " سيارته الصغيرة ماراً بجوار مصافي عدن هناك حيث تقبع احد أقدم شركات تكرير النفط في الجزيرة العربية وهي مصفاة عدن لتكرير النفط .
بالقرب من سور المصفاة رفع "عبدالله " قدمه عن قوادة البنزين وابطى حركة سير سيارته واطل برأسه من نافذة السيارة .
في السماء كانت شعلة المصفاة تتوهج لتضيء جزء من الطريق الواصلة إلى صلاح الدين بعد أشهر من الانطفاء.
يقول عبدالله متحدثاً ل"عدن الغد" الناس هنا في البريقة ترتبط وجدانيا بهذه الشعلة ، هنا قامت الحياة في هذه وحينما قامت كانت شعلة المصافي تتوهج في سماء المدينة .
يصمت قليلاً ويضيف بعد ان يمضي في طريقه بسيارته :" لهذه الشعلة قيمة كبيرة في نفوس الناس هنا حينما انطفأت قبل شهر أحس الكثير من الناس بألم شديد .
اليوم الاثنين عاودت مصفاة عدن عملها بعد أكثر من شهر من التوقف القسري بعد توقف إمدادات النفط إلى المصفاة من حقول نفط محلية اثر توقف العمل بعدد من حقول النفط في هذه الحقول.
وبحسب معلومات تحصل عليها "عدن الغد" فان عمل المصفاة الهدف منه تكرير 3 مليون برميل قدمتها المملكة العربية السعودية إلى اليمن بهدف سد احتياجات البلد الذي تعصف به أزمة وقود حادة منذ أشهر.