شيء مؤسف جدا ومؤلم جدا جدا ومخزي جدا جدا جدا ما وصل إليه حال عدن اليوم من سوء .. واقع مرير بل وأمر من المرارة نفسها ووضع بائس ومزري تعيش العاصمة عدن اليوم وسط مستنقعه القذر ، وضع تم إدخال عدن فيه عنوة بفعل تصرفات شرعية متوقعه في محيط جغرافي ضيق جاثمة على أنفاسها وسلطة محلية لم تجيد من القيادة الا الشكى والنوح وقيادات عسكرية وأمنية فضلت نفسها ومصالحها على كل شيء آخر بما فيه مصلحة وأمن واستقرار عدن التي لها حق عليهم وعلى كل جنوبي ولد ونشاء وترعرع على تربة أرض الجنوب قاطبة . واقع عدن الذي كنا نظن أنه سيتغير الى الافضل وأنه وبعد تلك الفترة الطويلة منذ تحررها سيتحسن وستنال نصيب الاسد من اهتمام ودعم الشرعية والتحالف الذي أوهمتنا ظنوننا أنه اي اهتمام ودعم الشرعية والتحالف سيحول عدن إلى مدينة أخرى مختلفة عن عدن قبل التحرير ، عدن الجنوبية المحكومة من قبل قادة جنوبيين والمحمية بعيون وسواعد جنوبية ولكن اكتشفنا ان كل امالانا في ذلك ماهي الا مجرد أوهام. نعم عشنا فترة ما بعد التحرير حتى اليوم على وهم التغيير الذي ننتظره أن يحل بعاصمتنا والهدوا وراحة البال الذي سينعم بهما اهلها ولكن وللأسف الشديد صحونا اليوم على وقع الحقيقة المرة التي حاولنا تجاهلها كثيرا وعدم المبالاة بها على الرغم من شروقها كالشمس امام أعيينا منذ الشهر الاول صحونا على حقيقة الفشل الذريع الذي منيت به جهود تغيير واقعها فكل الجهات التي لها شأن بحكم عدن فشلت في حكمها ليس ذلك فحسب بل فشلت حتى في الحفاظ على وضعها السابق الذي كان أفضل الى حد كبير من وضع اليوم . لم تعرف عدن طيلة تاريخها وما أطوله وضع أمني وخدمي أسوى من وضع اليوم كما لم تشهد أبدا وفي أي مرحلة من مراحل الصراع السياسي فيها تفريخ وحداتها الأمنية والعسكرية وتحولها الى مليشيات متبوعة لشخصيات بعينها ومؤتمره بأوامرها تتقاتل فيما بينها تعرقل اعمال بعضها البعض وتعطل مصالح المواطن موظف مدني وعسكري طالب وعاطل عن العمل رجل وامرأة شاب وطفل . ما يحدث اليوم في حياض المدينة الأرقى والأكثر تقدما وحضارة ومدنية شيء لم يتصور حدوثه وبهكذا مستوى أكثر الناس تشاؤما بل وحتى من أفتعل ذلك وصنع هذا الواقع المعاش نفسه لم يتوقع هذا النجاح الذي حققه بإيصالها الى هذا المستوى من السوء الذي تعيشه عدن اليوم وانعدام مؤشرات تغيره وتحسنه الى الافضل في الوقت القريب. كلنا توقعنا وخصوصا بعد تحررها من قبضة المليشيات الشمالية أن حكام صنعاء وحاشية ومناصري المحروق صالح لن يدعو عدن تنعم بالهدوء والسكينة أو تتذوق أي امن وامان وكلنا يعي ويدرك تماما أن هناك بقايا لنظام صالح تعيش في جلباب شرعية هادي تنفذ تلك الأجندة الصالحية الخبيثة وان هناك عناصر جنوبية تتظلل بظلال المقاومة الجنوبية تعمل بوعي أو بدون وعي على خلق شرخ مجتمعي جنوبي وتوسيعه عبر تصرفات عبثية وسلوكيات غير مسئولة تسي للمقاومة ونضالها وتضحياتها ودماء شبابها من الشهداء والجرحى الذين رسموا بدمائهم لوحة التحرير والاستقلالية الجنوبية في حكم المحافظات الجنوبية وعدن على وجه الخصوص. فهولا المتمنطقون الذين بتصرفاتهم السيئة وسلوكياتهم الشاذة ينبشون جراح الماضي الذي تسامى شرفاء الجنوب عليه وردموه قبل سنوات بتراب مشروعهم التصالحي التسامحي التاريخي . للأسف الشديد واقع عدن اليوم أقل ما يقال عنه مأساوي ويسير بشكل مخيف الى الأسوأ ففيما عدن تعيش في وحل العشوائية والفوضى والازدواجية في المهام والصلاحيات وكل شيء في الوقت نفسه تعيش حضرموت (الساحل) ومأرب واقعا آخر ومغاير لواقع عدن . حضرموتومأرب تعيشا مرحلة ازدهار متصاعد لم تشهداه من قبل. في حياضهما يتولد واقع جديد مضطرد وينمو بسرعة ويسير بخطى ثابتة في اتجاه التطور المدروس علميا بعناية فائقة ، فيهما(حضرموتومأرب) وجدت قيادات منتمية للأرض نفسها تستندا لخلفيتا دعم سخي وإلا محدود يتم استثماره بشكل ايجابي جدا. في حضرموت الساحل الجنوبية ومأرب الشمالية يطبخ على نار هادئة واقع اداري وسياسي واقتصادي ومالي وامني وعسكري جديد عنوانه العريض حضرموتومأرب أولا وأهدافه بناء وتنمية حضرموتمأرب وانسانهما قبل كل شيء. ففي حضرة هرولة مؤشر حاضر ومستقبل عدن إلى هوة المجهول وانحداره الى قاع الحضيض بالمقابل نرى صعود مؤشر حضرموتومأرب الى الاعلى بشهادة الواقع وحقائقه وفعل المقارنة وناتج الفوارق بين عدن وبينهما يعود التساؤل عن ماهية الفاعل لطرق الرؤوس ولو افترضنا معرفته اي الفاعل يولد سؤال آخر منبثق عنه هل الفاعل يمتلك من القوة ما يجعل الجميع عاجزا عن ايقافه عند هذا الحد و ايقاف مشروعه التدميري لعدن والعبث بأمنها وخدماتها وحاضرها ومستقبلها؟