عقد وكيل محافظة عدن والقيادي في الحراك الجنوبي علي هيثم الغريب مساء أمس الخميس لقاءاً موسعا في العاصمة عدن مع رئيس الهيئة الشعبية الجنوبية (الإئتلاف الوطني الجنوبي) الدكتور عمر عيدروس السقاف وعدد من أعضاء القيادة العامة للهيئة والشخصيات السياسية وقيادات الحراك الجنوبية لإستعراض نتائج الجهود المبذولة من كلا الطرفين مع بقية القوى الوطنية الجنوبية لتحقيق أقصى توافق ممكن لتوحيد صف وكلمة الجنوبيين في كيان سياسي جنوبي جامع وضمان أوسع مشاركة ممكنة لمختلف القوى والشخصيات الجنوبية وبتمثيل متوازن لمختلف محافظاته . وقد أفتتح الأخ الوكيل اللقاء بالترحيب بالحضور تلبية لدعوته واصفا إياه بالحضور المتميز الذي يعكس الإخلاص والجدية في العمل من أجل الانتصار لقضية شعبنا العادلة.. ومايفرضه ذلك من تسريع خطى الجهود المبذولة للتعجيل في تحقيق أقصى مايمكن من التوافقات المطلوبة وبما يجاري تسارع الأحداث وماتفرضه من متغيرات هامة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وما لذلك من علاقة صميمية مباشرة وغير مباشرة بمسار ومصير قضية شعبنا العادلة سلباً أو إيجابا. وقال : بالتأكيد ستنعكس الأحداث سلبأً على قضيتنا بحال بقينا نراوح مكاننا كقوى جنوبية ونفكر بنفس الطريقة والآلية القديمة التي ثبت عدم قدرتها على مجاراة متغيرات الواقع الذي فرضته أحداث ما قبل سنوات والفشل في تسخيرها إيجاباً لصالح قضيتنا كما كان يفترض حينها، وبالتالي من الطبيعي أن تفشل في مواكبة المتغيرات الحالية وإستقلالها وتوظيفها إيجاباً لصالح قضيتنا. وأكد أن كل فشل سببه العامل الخارجي ، كما أن العامل الجنوبي الداخلي يتحمل الجزء الأكبر، وليس ذلك بالضرورة أن يكون نتيجة الخيانات أو المؤآمرات كما يرى البعض بل كان في معظمه ناجم عن الإفراط في الإجتهادات والحرص والتباري على من يظهر أكثر تشدداً وحرصاً من الآخر وهو ماضاعف تعدد الكيانات والمكونات وعقد جهود جمعها، في إطار قوة سياسية وطنية جنوبية جامعة تكون بحجم الوطن والقضية الجامعة ولينعكس من خلالها ذلك الزخم الشعبي الجنوبي العظيم للعالم أجمع ، وبما يعكس للعالم وجود تغيير حقيقي في التعاطي مع الأحداث والمتغيرات الحديثة، وبشكل مختلف عن ماكان عليه الحال في المراحل الماضية .. وأضاف يقول : ومن أجل ذلك الهدف بذلت جهود مخلصة كبيرة ومضنية ولكنها أصطدمت بما أسلفنا بكل أسف ، مستدركا حديثه : ولهذا نقولها للأمانة والتأريخ إن ماحققته وتحققه الهيئة الشعبية الجنوبية من نجاحات كبيرة ومتسارعة في ترجمة عملية لرؤيتها المنفتحة على كل الطيف الجنوبي بكل تبايناته واختلافاته الفكرية والسياسية والجغرافية إنما يشكل نجاحا غير مسبوق يستحق الثناء والإعجاب . وأضاف: لهذا أقولها بكل إنصاف لقد باتت الهيئة وقيادتها ونجاحاتها مثار حديث وإهتمام مختلف القوى وخاصةً في المراحل الأخيرة التي تصدرت فيها الهيئة المشهد وبما لفت أنظار الجميع ليس بنموذجية رؤيتها وسعة أفقها وحركتها السياسية والاجتماعية المتسارعة ونتائجها المبهرة وحسب ، بل وبوجود تلك الشخصيات والهامات الوطنية الجنوبية التي لها مكانتها واحترامها ورصيدها وتأثيرها . وأوضح أن كل ذلك قد جعل الهيئة تستحق أن تكون هي الأساس التي يتوجب التفاف كل القوى الخيرة حولها وتتوحد الجهود المتفرقة في إطارها ، خاصةً وإنه ليس هناك عوائق أو عراقيل تذكر تحول دون قبول وإستيعاب الآخرين، بل أثبتت قيادتها على أن أبوابها مشرعة أمام الجميع بكل تبايناتهم وألوان الطيف الجنوبي، وهو ماسيمكن الجميع من إختصار المسافة وتغيير مسار القطار السياسي الإقليمي والدولي وإجباره على التوقف عند المحطة الجنوبية وإعتبارها إحدى المحطات الرئيسية في برنامجه . من جانبه استهل الدكتور عمر السقاف كلمته بالشكر والتقدير للأخ الوكيل المناضل علي هيثم الغريب على دعوته الطيبة لهذا اللقاء المبارك والذي يعد إستمراراً لجهوده الوطنية المخلصة والمشهود لها وقال أما فيما يتعلق بما تفضل به الأخ الوكيل فإنه يعجز اللسان عن التعبير عما يليق بذلك الموقف العظيم ،ولكن يكفي إن أقول إن مثل ذلك الموقف لايصدر إلا عن رجال عظام ، وهذا يدل أننا لم نخطئ حينما أشرنا مراراً بأننا آثرنا التريث لعدة سنوات بعد تشكيل الهيئة والإبقاء على العمل على المستويات السياسية والشعبية التحتية دون الإشهار العلني والعمل على الفضاءات الأوسع وخاصةً الإعلامية ، وذلك إحتراماً وتقديراً للجهود المخلصة التي كان يقوم بها رجال مخلصون وصادقون يحظون بإحترامنا وتقديرنا وذلك من أجل توحيد صف وكلمة الجنوبيين في كيان جامع وقيادة موحدة وعلى رأسهم الشيخ صالح بن فريد العولقي والأستاذ علي هيثم الغريب وكنا نتمنى أن تنجح جهودهم فإن نجحت فنحن أول المباركين والداعمين لأن ذلك هو هدفنا، وإن فشلت جهودهم وهو ماكنا مرجحين نكون عندها نحن جاهزون لملء الفراغ فورأً دون أن يلومنا أحد أو يستهجن أحد ما أقدمنا عليه كما لو فعلنا ذلك أثناء مسار تلك الجهود لأنه لامفر من إعتبار ذلك نوع من التآمر المدفوع الأجر الذي يهدف لحرف وتشتيت الجهود وإفشالها وبالتالي لامفر من تثبيت تلك الوصمة السوداء ضد الهيئة والتشكيك في مصداقيتها وبالتالي إفشالها وعودتها من حيث عاد السابقون ويمكن من قبل ذلك وأسرع منهم . واستطرد يقول : لكن الحمد لله كانت الرؤية واضحة أمامنا ومستوعبة كل ذلك وغيره من أخطاء الماضي التي أتينا لتصحيحها ومنع تكرارها وعلى رأسها إحترام وتقدير جهود الآخرين من شركاء الوطن والقضية وعدم التقليل منها أو بخسها، مضيفا : نحمد الله الذي أمرنا بتقديم حسن الظن في إخوتنا على سوءه فالتزمنا ذلك وتركنا الباقي على الله. وقال : ها هو خير الجزاء من الله تجسد فيما أستمعتم إليه من أستاذنا القدير علي هيثم الغريب مما أسعد قلوبنا وضاعف الأمل والإيمان بأن الجنوب بخير فتلك الشهادة وذلك الإقرار لو صدروا ممن ينضوون تحت راية الهيئة قد تكون مجروحة ولكن أن يأتي ممن أجترح الصعاب وسلك قبلنا بسنوات هذا الطريق الشاق والشائك وخبر جيداً مدى التعقيد وحجم المطبات والعوائق والألغام التي لاتسمح بحرية حركة آمنة معقولة إلى الأمام حتى بحدها الادنى ولهذا نعتبر هذه الشهادة عظيمة وشجاعة بكل المقاييس ولايمكن أن تصدر إلا من الرجال العظام والشجعان الذين يملكون قدر وافر من الثقة بالنفس والإحساس العالي بالإنتماء الوطني الحقيقي ، موضحا أن إن تلك الشهادة وذلك الموقف الشجاع لاينتقص من مكانة وجهود أستاذنا وكل من بذلوا جهود مشرفة إلى جانبه وعلى رأسهم شيخنا الجليل المناضل الأصيل الوالد الشيخ صالح بن فريد العولقي بل تزيدهم رفعةً ومكانةً في نظرنا وكل شعبنا وذلك مايجعلنا نطمئن بأن مثل أولئك هم من تطمئن لهم القلوب ويستحقوا الثقة لكونهم منصفين ومتوازنين نفسياً ويعرفون أن الشرف العظيم والإنجاز الوطني العظيم ليس في محاولة إختزال عقول كل الشعب وقواه المختلفة في عقل واحد للأستفراد بالبطولة والمجد والكلمة العليا واليد الطولى ، وحين الفشل يتحول الأمر الى عقدة نفسية مستحكمة يصبح أصحابها مجندين كل جهدهم وتفكيرهم وطاقاتهم لإتباع كل السبل لإفشال وكبح كل جهد يحمل أسباب ومؤشرات النجاح أو السطو على جوهره ومضمونه وإعادة تسويقه بأسمائهم. وأشار إلى أن تلك هي إحدى أبرز المعضلات المسببة لإستدامة مأساة شعبنا الجنوبي وهو ماجعلنا نعتبر إن لاعلاج ولا مخرج لتلك المعضلة وغيرها سوى القبول والإقرار بشراكة الجميع مهما كانت التباينات اليوم ليشارك الجميع في إطار الحامل السياسي ، وغداً حين إستعادة الجنوب والذي سيمر حتماً بفترة إنتقالية ستشارك فيها مختلف القوى والرموز والمحافظات بشكل توافقي عادل بعيداً عن عقلية الإقصاء والاستحواذ والتفرد والأستقواء بأي قوة ضاغطة كانت وتحت أي مسمى كان وخاصةً المسميات الديمقراطية التي لامكان حتى للحديث عنها في بلد كل معادلات توازنه مضروبة في الصميم وليست مختلة وحسب كما أشار مشروع رؤية الهيئة وهي : المعادلة الإجتماعية والسياسية والأقتصادية وحين يتم تعافي تلك المعادلات وإعادتها لتوازنها فعندها ممكن نقول إن هناك عدالة في المنافسة وتكافؤ الفرص سواء في منافسة سياسية أو أقتصادية وسواء بين الشمال والجنوب أو بين الجنوب وبعضه. وأفاد الدكتور السقاف بأن أي محاولات للقفز على تلك الحقائق وتجاهلها إشباعاً لرغبات ذاتية وتلبية لهوى النفس سيشكل كارثة حقيقية على الجنوب ووحدته كشعب وجغرافيا وضياع آخر المكاسب المتبقية من ثمرة نضالات وتضحيات جسام قدمها شعبنا على مدى أكثر من نصف قرن . وأضاف : إن وضوح ونموذجية مشروع رؤية الهيئة ( التشخيص والمعالجة) والمصداقية في تجسيد ذلك في سلوكنا العملي فذلك هو مايفسر تلك الثقة الغير مسبوقة في الهيئة وقيادتها وذلك الإلتفاف الكبير تحت رايتها من تلك الاعداد الكبيرة من أشرف وانزه وأكفى هامات الوطن بأحراره وحرائره الممثلين لمقاومته الباسلة وقواه الحراكية والسياسية والإجتماعية والقبلية والعسكرية والأمنية والأكاديمية والقضائية والإعلامية والشبابية والنسائية والمهنية ومنظماته المدنية ونقاباته ....الخ وهي شخصيات لها مكانتها واحترامها وثقلها ورصيدها في المجتمع وفي الخارج على مستوى المغتربين ومراكز القرار والسياسة في مختلف الدول.وذلك بدءاً بالقوى المنفية بإرهاصات ماقبل الإستقلال وعلى رأسها السلاطين والمشائخ وماتلى ذلك وصولاً لما انتهينا اليه. وقال إن لم نلم أوراقنا المتطايرة في مختلف عواصم العالم منذُ أكثر من نصف قرن ونعيدها معززة مكرمة الى وطنها ونعيد الإعتبار لوطننا كشعب وجغرافيا أحياء وأموات، فدون ذلك لايعدو عن كونه ذر رماد في العيون وإستحضار للماضي بكل مآسيه ومساوئه التي نحن نعمل على الخلاص من تبعاتها وآثارها لنولج وشعبنا الى المستقبل وقد رمينا خلف ظهورنا كل أوزار الماضي وتحللنا من تبعات أعبائها. كما اشار الى ان كل ذلك سينعكس تلقائياً على تغيير سياسات الاشقاء والأصدقاء نحونا وتسليمهم بموائمة مصالحهم مع مصالحنا وخاصةً بعد إقرارنا بإستحالة مرور مصالحنا إلا بالتوائم مع مصالحهم وهو مايجعل الضمانات متبادلة فضمانهم لمصالحنا يشكل ضمانة لمصالحهم والعكس، وهو مايخرجنا من دائرة الإستقطاب السلبية الى العلاقات الندية والمتكافئة .وذلك يستحيل أن يتأتى إلا إذا وحدنا صفوفنا وكلمتنا وقبلنا ببعضنا واحترمنا حقوق بعضنا المكفولة وطنياً ودينياً وهذا ماعقدنا العزم جاهدين لتحقيقه من خلال الإلتفاف حول الهيئة ورؤيتها التي لاتستثني أحد لنطوي صفحات العهد القديم ونبدا بالعهد الجديد محكومين بوسطية شريعتنا السمحاء والأستضلال بعدالتها وماكفلته من حقوق سامية لمعتنقيها وغيرهم من شركاء الوطن. وأضاف:ونحن واثقين إننا قد وضعنا اقدامنا في الطريق الصحيح وكل يوم نحقق تقدم ونجاح في ضل إنعدام أي دعم أو غطاء مادي من أي جهة داخلية أو خارجية وهذا ماضاعف ثقة شعبنا وقواه الخيرة في الهيئة وقيادتها، بل وجعلها محل تقدير وإحترام وثقة أغلب القوى الخارجية المعنية بشأننا وقضيتنا. هذا وقد تداخل العديد من الحاضرين بثنائهم على تلك الجهود وبمداخلاتهم القيمة في إثراء اللقاء ومقترحاتهم للدفع بتوحيد الصفوف والجهود . هذا وقد حضر اللقاء العميد الركن علي محمد السعدي والاستاذ محمد مشبح والمستشار عمر عبدالقادر عمر والأستاذ الخضر الجعري وآخرين ومن أعضاء القيادة العامة للهيئة: القاضي انيس جمعان الشيخ ناصر علي بن سبعة الشيخ توفيق صالح صائل العلوي الأستاذ مطهر أحمد الكوني الأستاذ ناجي قاسم المحلائي العميد الشيخ فضل سعيد شنظور العميد الركن ناصرعبدالقوي الطويل العقيد علي احمد عامر العقيد حمود ثابت السعدي المحامي منصر راجح الداعري .