في الآونة الأخيرة ذهب الكثير من طلاب المرحلة الثانوية بل حتى الأساسية للالتحاق بالعسكرية ، ولم يمروا بتدريب ولو ليوم واحد ، ومنحتهم اللجان المشكلة أرقاماً وستين ألفاً كراتب شهري ، ويا خوفي أن تُعطى لهم أسلحة وهم لا يجيدون حملها ناهيك عن استخدامها ، لقد استبشرنا خيراً وظننا أن الجيش الجنوبي في طريقه للتشكيل ، ولكن خابت الآمال وتبددت الأحلام ، وتحول الطلاب إلى بشمرجة ، فلقد أصبح الطلاب عساكر لا يفقهون من العسكرية إلا رقمها الذي لا يستطيعون قراءته ناهيك عن حفظه ، ولا يعرفون من العسكرية إلا الستين الألف التي يفرونها فراية ويتشمشمونها عن بعد . لقد أصبح طلاب المدارس بين عشية وضحاها من على مقاعد العلم إلى طوابير طويلة أمام اللجان العسكرية لترقيمهم وتسليمهم الراتب. ولقد أصبحت العسكرة هوس ، ولا تخضع لمعايير العسكرية ، فلا مؤهل يحملونه ولا قوة بدنية يتمتعون بها ولا تدريبات تصقلهم . إن هذه الكتبة لطلاب المدارس كارثة بكل المقاييس ، كارثة على الطلاب أنفسهم وعلى الوطن بشكل عام ، فتخيلوا هؤلاء الطلاب في عمر الزهور وهم لا يقوون على طوابير اللجان العسكرية ، فكيف سيباتون في المتارس يحرسون الوطن ؟ سوف يأتي اليوم الذي يلعن فيه هؤلاء الأبرياء كل القيادات التي سمحت لهم بقتل مستقبلهم ، سيأتي اليوم الذي يتكبد فيه الوطن جريرة هذه الجريمة ، نعم هي جريمة بكل المقاييس ، فالعسكرية ليست رقم وراتب فقط ، إنها تدريب في الميدان فقطرة عرق في الميدان توفر أنهاراً من الدماء في المعركة ، وعساكر اليوم ضحايا وقرابين تُقدم للعدو . فهل من عاقل يوقف هذه الكارثة ؟؟؟ فأفيقوا يا قادة الجنوب ، فإذا كان ولابد من انخراط هؤلاء بالجيش فلا تحرموهم التدريب ، قلت قولي هذا عندما رأيت قوافل القتلى مازالت تسير على أقدامها ، اللهم أني بلغت اللهم فاشهد .