حصل هذا اثناء حدوث حالة مرضية لاحد اقاربي استدعت نقله الى عدن للعلاج . وهناك قرر الاطباء اجراء له عملية جراحية وصفوها اطباء مستشفئ الوالي بالكبرى . تمت العملية بحمد الله وتوفيقه، سارت الامور خلال ساعات يوم العملية بشكل طبيعي الى ما بعد منتصف الليل . حينها فاجانا الطبيب المناوب بان المريض بحاجه الى دم وبصورة مستعجلة !!. ارتبكنا في بداية الامر لاننا اتينا من خارج عدن لا نعرف متبرعين والوقت متاخر والناس نيام تصعب علينا الامر كثيراً وعشنا بعض الوقت في قله من الحيلة وضعف في التدبير . وقفنا خارج المستشفى نتدابر الامر . خطرت فكره عند احدنا وقال انا اعرف واحد شعيبي يسكن قريب من المستشفى يمكن ان يدلنا على متبرع . الساعه تجاوزت الثانيه ليلاً وطرق الباب في هذه الساعه محرج جداً ولكن للضروره احكام . طرقنا باب الشعيبي وايقضناه من نومة وطرحنا عليه الموضوع فقال لنا اسبقوني الى المستشفى انا سابحث لكم عن متبرع والحقكم هناك . لم ننتظر كثيراً حتى اقبل الشعيبي وبصحبته ما يقارب العشرين شاب يريدون التبرع بالدم !!!.نحن فاجانا الموقف ولم نصدق اعيننا اننا نجد كل هذا العدد من المتبرعين في هذه الساعة !! من اين اتى الشعيبي بهؤلاء الشباب ؟ واين وجدهم ؟ . هؤلاء هم شباب الحارة الذي يسكن فيها صاحبنا الشعيبي وهي حاره متواضعة واغلب بيوتها شعبية تقع في الجهة الشماليه للمستشفى . صحيح هم مزعجين شوي وحركوا المستشفى بعد سكون الليل الذي كان يعيشة ، كانوا يتنقلون بين طوابق المستشفى وممراته وكاننا في وقت دوام . وصحيح انهم حالقين تايسن وعاملين سحبة شعر الى الخلف والى الامام وشعرهم معقد وحركات شباب ويمشون حفاة . لكن عندهم ايثار نادر وفيهم رجوله لم اراها في اي مكان آخر ، جاءوا ليتبرعوا بالدم في 0خر الليل ورافضين لاي مقابل !!.. اتينا لهم بعصائر فرفضوها ، قالوا نحن اتينا لنعمل خير ونريد الاجر فقط !!!!. فديتكم يا هؤلاء الشباب المزعجين واشهد انكم اروع شباب شفتهم بحياتي واشهد انكم ترفعون الراس .وفديناك يا عدن بدمائنا وارواحنا ونشهد انك تستحقين الفداء ، وتستحقين ان يمشوون المسئولين حتى على اعينهم ليوفروا الخدمات العامة والعيش الكريم لاهلك وشبابك الرائعين .