إذا كان للتميز موطن فأورمة هي موطنه الأصلي ، وإذا كان للإبداع هوية فهويته مدرسة أورمة ، وإن سألت عن مدرسة الأوائل فيمم وجهك تلقاء أورمة ، وإن أردت مكاناً يجتث فيه الجهل والأمية فلا تحيد عن الطريق المؤدي إلى مدرسة أورمة ، وإن سألت عن الوفاء فبيته مدرسة أورمة ، لا أقول هذا مجاملة ولا تزلفاً أو تقرباً لأحد ، ولكنني زرتها وهي تؤبن أحد طلابها الذي درس وتفوق فيها وتخرج فيها أيضاً فوصل إلى الجامعة متميزاً ولكن الموت كان معه على موعد ، نعم مات صدام فبكته أورمة المدرسة فهو أحد ثمارها اليانعة . حضرت مهرجان تأبين صدام ناصر الوحيش فأذهلتني مدرسة أورمة وأذهل الجميع حسن الترتيب فيها ، نعم هذا القليل في حق مدرسةٍ كل ما فيها أكثر من رائع ، لا أقول هذا مجاملة في حق مدرسة الكل يشير إليها بالبنان في التميز في مختلف الجوانب فمديرها قلبها النابض بالحيوية لا يبحث إلا عن التميز والإبداع ، وطلابها لا يفرطون في مراكز المتفوقين ، أما معلموها فرغم قلتهم إلا أنهم جهابذة لا يتخرج من تحت عباءتهم إلا كل مبدع ممتاز ، أما أولياء الأمور فيها فإنهم يفوقون ما سأتحدث به عنهم ، فمجلس الآباء في مدرسة أورمة هو الرديف للإدارة فتصوروا أنهم وفروا وعلى حسابهم بعض المدرسين ليتناولوا ويقطفوا ثمرة أولادهم يانعة ناضجة حلوة المذاق ، أقول قولي هذا بعد أن زرتها وتمليت فيها وأشبعت ناظري من كل شيء فيها ، فحجارتها تكاد تنطق بالتميز ، وقد سمعت عن مدرسة أورمة وتميزها فتساءلت عن السبب والسر في هذا التميز وعندما زرتها علمت أن سر تميزها هو تعاون الجميع إدارة ومدرسين وأولياء أمور وطلاب تسر بهم العين ويطمئن لهم القلب ، لا أتحدث لكم عن مدرسة في قلب باريس ولا حتى في ضواحي لندن ، ولكنني أحدثكم عن مدرسة أورمة بمديرية مودية ، إذ تقع هذه المدرسة شرق مدينة مودية بين جبالها التي تحرس هذا الإبداع لهذه المدرسة وتحافظ عليه ، فمن أراد أن تكون له يد بيضاء في دعم الإبداع من تجار أو مسؤولين فلتكن مدرسة أورمة قبلته ، لأنه في المستقبل سيرى ثمرة دعمه طبيباً يتعالج بين يديه ، أو مهندساً يمهد له الطريق ويشيد له الإعمار ، أو سيتخرج منها مدرس يجلو الجهل عن الأجيال ، أو سيتخرج منها مبدع في أية سبيل من سبل التميز والإبداع ، فلا تفوتكم الفرصة من دعم مدرسة أورمة أو حتى زوروها لتنعموا بالأفضل . في الأخير لا أملك إلا أن أقول جميلة ورائعة دوماً مدرسة أورمة ، وبوركت كل الأيادي والعقول العاملة فيك ، بورك مديرك قلبكِ النابض فهمي عمير ووكيلك الخضر امارم وطاقمك اختصاصيك الدينمو علي جون ، ومحمد عبدالله ، والظهر ، وهنيد ، والصبيحي ، ومشرف ، ومعرج ، والدباني ، ومشدق ، وعبداللاه سميح ، بورك مجلس الآباء وبورك طلابك وبوركت حتى حجارتك وذرات رمالك ... ومما زاد المهرجان تألقاً حضور مدير مكتب التربية سعيد محمد الذي قدم شهادة تقديرية لمديرها ، كما ازداتت بحضور كل طاقم التربية بالمديرية وعدد من مدراء المدارس والمدراء السابقين تشريفاً لأورمة ، وفي الأخير أقول لمدرسة أورمة يا عين لا تذرفي الدمعة على صدام فقد أصبح قدوة لزملائه .