يرى الأمين العام ل"التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري" في اليمن عبدالله نعمان محمد، أن تحالف اللقاء المشترك في حالة موت سريري ولم يعد موجوداً على الصعيد المركزي كهيئة، وأن مساحة التباين بين مكوّناته قد اتسعت، مشيراً إلى أن هذا التباين تحوّل إلى فراق وانقسام بعد اجتياح العاصمة صنعاء من قبل الانقلابيين. وفي حوار مع "العربي الجديد"، يقول نعمان إن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لم يعلن عن أي مشروع جديد، معرباً عن تشاؤمه إزاء احتمالات أي تسوية جديدة، ومؤكداً أن أي تسوية لا تقوم على تسليم الانقلابيين السلاح وإزالة آثار الانقلاب والانسحاب من المناطق والمؤسسات الخاضعة لسيطرتهم وضمان عدم الإفلات من العقاب، ستكون مجرد استراحة مؤقتة لجولات عنف أشد. ويضيف نعمان أنه على الرغم من أن ميزان القوى على الأرض بات يميل لمصلحة الشرعية، إلا أنه لم يصل إلى الحد الذي بات كافياً لإقناع الحاضن الموالي للانقلابيين بالانصراف عنهم نهائياً، فما يزال الانقلابيون يتمتعون بقدرة على التحرك والحشد في المحيط الحاضن لهم على الرغم من أنهم يدركون عدم قدرتهم على الحسم العسكري لمصلحتهم، ولا أمل في الحصول على أي اعتراف دولي بشرعية سلطتهم الانقلابية، وهم لم يستطيعوا تأمين اعتراف رسمي بها ولو من دول تجاهر بدعمها لهم. وأكد الأمين العام للحزب الوحدي الناصري أن التسوية الممكنة يجب أن تُبنى على المرجعيات الأساسية، المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولاسيما القرار 2216، وأن تبدأ بتسليم السلاح والانسحاب من المناطق ومن المؤسسات التي يسيطر الانقلابيون عليها وإلغاء ما قاموا به من إجراءات أحادية، والالتزام بتنفيذ برنامج خاص بالعدالة الانتقالية وضمان عدم الإفلات من العقاب، وبعد ذلك كل شيء يمكن أن يكون قابلاً للحوار. وأشار نعمان أن استمرار حالة العجز في إعادة بناء مؤسسات الدولة، والعجز عن توفير الخدمات الضرورية للسكان، سوف يؤديان إلى تصدّع وانقسام في صفوف الشرعية وتفكك التحالف الداعم لها، وسيُحدث تحوّلاً في الرأي العام المحلي وفي دول التحالف الداعم للشرعية وفي المجتمع الدولي. وأبدى نعمان تفائله بمستقبل اليمن على الرغم من الصعوبات والمعوقات الراهنة، فالحرب التي عصفت بالبلاد من الطبيعي أن تترك تداعيات كارثية، لكن من الممكن أيضاً أن تخلق فرصاً متاحة للخروج إلى المستقبل، وإذا تم استغلال الفرص سنتمكن من الخروج من الأزمة وبناء اليمن وفق مضامين مؤتمر الحوار الوطني الذي توافق عليه اليمنيون.