لم أقرأ من مبادرة السياسي الحوثي العفاشي علي البخيتي إلا العنوان لأني أدرك كل الإدراك العقلية الشمالية العدوانية، التي لم نر منها غير القتل والدمار والتنكيل بحق الجنوبيين، دون أي ذنب اقترفناه بحقهم غير أن قادتنا أرادوا يمنًا عربيًا قويًا، كما كان يحلم القوميون العرب، غير مدركين أن جزءًا كبيرًا من جيرانهم لا يفقهون شيئًا في معنى (عروبة)، فأجدادهم الفارسيون كانوا قتلة ومعتقلين على ذمة قضايا جنائية، وحاولت فارس إخراجهم من السجون إلى اليمن لكي تستريح منهم ومن تكاليف إطعامهم، وهذه قصة يعرف تفاصيلها الكثير من نخب اليمن الشمالية المثقفة وأبرزهم وزير الثقافة (خالد الوريشان). لم أتحدث عن مبادرة البخيتي لأني أدرك أن حالها كحال ملازم سيده حسين بدر الدين الحوثي، لا تقدم ولا تؤخر. كان الهدف من رؤية البخيتي للحل في اليمن، هو إرسال رسالة للجنوبيين عن طريق خالد الرويشان «الوحدة أو الموت»، سنقاتل عن مستقبل أجيالنا ولن نفرط في ثروات الجنوب. يعرف الغالبية الساحقة من أبناء الجنوب، أن اليمن الشمالي بيئة معادية لبلادهم ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخرج فيهم رجل ليقول للجنوبيين (خلاص خذوا حقكم)، كما أن الجنوبيين ليس فيهم جبان لكي ينتظر ما تجود به قوى العدوان اليمنية. كما أنهم (الجنوبيين) ليسوا في حاجة إلى أي (مخبر شمالي) أن يقدم مقترح حل مع اليمن الشمالي، بعد أن سالت أنهار من الدماء الزكية. ليس فينا جنوبي ييمم وجهه صوب الشمال ينتظر ممن غزاه ودمر بلاده وقتل وسحل أهله، ويحرض عليهم ليل نهار أن يأتي لهم بحل يكف عنهم العدوان. تصريحات الرويشان، جاءت لترسل رسالة تهديد وتحريض علانية، هو نفس خطاب المخلوع «الوحدة أو الموت ليس أمام الجنوبيين طريق إلا البحر». أتحدث عن (قوى قبلية وسياسية شمالية)، معادية لم نر منها غير العدوان والقتل والتدمير بوحشية، لم نر من قوى اليمن الشمالي إلا المدافع والقذائف والتفجيرات، والقتل والسحل. يجب على الجنوبيين الكف عن الاستماع إلى أحاديث الأعداء، فمن يقتلك كل يوم لا يمكن أن يأتي يوم ليمنحك باقة ورود. تحدث الرويشان المثقف الشمالي بلسان اللص (سارق ومبهرر)، (سنقتل الجنوبيين من أجل أن نستمر في سرقة ثرواتهم…) يا للعار! أيعقل أنك كنت يومًا وزيرًا للثقافة، (ثقافة اللصوصية)، ولا شيء غيرها. أي ثقافة كنت وزيرًا عليها (ثقافة القتل والسرقة والنهب). لكن ألا تعلم على من تحرض بخطاب الحرب هذا يا وزير اللصوصية؟! إنك تحرض على قتال جهوي. ألا تعلم أن عدد سكان الشماليين في الجنوب بعد الحرب والتحرير أكثر من قبل الحرب والعدوان الشمالي على بلادهم. ألا تعلم أن في عدن عشرات الآلاف من الأسر الشمالية، هجرها العدوان الحوثي العفاشي من تعز وغيرها. ألا تعلم أن خطابك هذا تحريض على القتل والنهب والسرقة والتهجير والقتال ببطاقة الهوية. إنك تحض وبخطاب رسمي وعبر صفحتك الرسمية في فيسبوك «على وجوب القتال الجهوي»، تعرف أن خطابًا مثل هذا مرفوض رفضًا باتًا، خطاب يدعو لقتل الجنوبيين في الشمال وقتل الشماليين في الجنوب (قتال جهوي) أنت المسؤول عنه وعن التحريض عليه. الوحدة التي قتلها اليمنيون الشماليون (عسكر وقبائل ونخب مثقفة) لا يمكن أن تعود لها الحياة على حساب موت الجنوبيين. دعوا عنكم الغرور والكبرياء، ودعونا نعِشْ بسلام بعيدًا عن الاقتتال، اذهبوا إلى بلادكم وعيشوا بعيدًا عن ثقافة القتل يا مثقف! وكفى.