أحرزت قوات الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف العربي أمس المزيد من التقدم الميداني وباتت على بعد نحو 5 كيلومترات فقط من محافظة الحديدة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر، بعد معارك شرسة مع مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في منطقة «حسي سالم» الواقعة شمال مدينة المخا الساحلية في محافظة تعز، والتي تبعد كيلومترات قليلة عن بلدة الخوخة. وقالت مصادر عسكرية «إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية باتت تسيطر على طول الساحل الغربي الجنوبي البالغ 144 كيلومتراً، وأجزاء من الساحل الغربي الشمالي في مدينة ميدي التابعة لمحافظة حجة، بينما يهيمن الانقلابيون على ساحل الحديدة البالغ طوله نحو 78 كيلومتراً، ويضم ميناءي الحديدة والصليف». وقصف طيران التحالف أمس، أهدافاً للمليشيات شمال المخا، ودمر أهدافاً أخرى شرقي المدينة التي تم تحريرها فبراير الماضي في إطار عملية الرمح الذهبي الهادفة لاستعادة الساحل الغربي. وأصاب القصف مواقع في مفرق المخا وجبل النار ومحيط معسكر خالد. وقالت مصادر إن المعارك والغارات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المليشيات، وتدمير معدات وآليات عسكرية. لافتة بالوقت نفسه إلى إفشال هجوم للانقلابيين على معسكر التشريفات، وحي الدعوة شرقي تعز. كما أعلنت قيادة محور تعز التابعة للجيش إحباط محاولة تسلل للمليشيات في أطراف وادي الزنوج شمال المدينة، والتصدي لهجمات أخرى في منطقة العين ببلدة جبل حبشي غرب تعز، أسفرت عن مقتل 3 انقلابيين. كما قتل حوثيان خلال تصدي قوات الجيش والمقاومة لمحاولة تسلل من مناطق حدودية جنوب شرق تعز باتجاه بلدة كرش التابعة لمحافظة لحج. واستمرت معارك الكر والفر بين أنصار القوات الشرعية والمليشيات في بلدتي صرواح ونهم شرق وشمال صنعاء. وقال الجيش اليمني، إن اشتباكات عنيفة اندلعت في صرواح، وأن القوات الحكومية نجحت في كسر تسلل الانقلابيين لمواقعها في البلدة، مشيراً أيضاً إلى إحباط هجوم للمليشيات لاستعادة جبل القرن ببلدة نهم التابعة لمحافظة صنعاء. لافتاً إلى سقوط عشرات القتلى في صفوف المليشيات لا تزال جثثهم ملقاة في مناطق الاشتباكات. وقصف طيران التحالف، أمس، موقعين للانقلابيين في صرواح، ودمر في خمس غارات مواقع للمليشيات في بلدتي المصلوب والمطمة بمحافظة الجوف المجاورة. وقالت مصادر في المقاومة، إن القصف الجوي دمر مركبات عسكرية للحوثيين في المصلوب. كما شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع وتجمعات في بلدات كتاف، الصفراء، باقم، والظاهر في شمال وجنوب غرب صعدة، وقصفت بالتزامن أهدافاً للانقلابيين في مدينة حرض الحدودية، والتابعة لمحافظة حجة المجاورة. وقال قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن عمر سجاف، أمس، في بيان «إن الانقلابيين في رمقهم الأخير في كل الجبهات والمحاور»، مؤكداً أنه لا خيار أمامهم سوى الخضوع والإذعان لإرادة الشعب وشرعيته التي قدم في سبيلها خيرة رجاله من أبطال الجيش والمقاومة. من جهة ثانية، قتل 10 عناصر من تنظيم القاعدة في هجوم إرهابي استهدف مبنى المجمع الحكومي في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، وأسفر أيضاً عن استشهاد 5 جنود ومدنيين. وقال مصدر أمني، إن الأجهزة الأمنية تمكنت من إحكام سيطرتها على مقر المجمع الواقع في مبنى وزارة الصحة العامة عقب إفشال الهجوم الذي كان بدأ باستهداف البوابة الرئيسية بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، تمهيداً لتسلل عناصر أخرى ترتدي ملابس عسكرية، وأحزمة ناسفة إلى ساحة المبنى، إلا أن القوات الأمنية تمكنت من التصدي للهجوم وقتل 10 إرهابيين، فيما استشهد 5 جنود ومدنيان وأصيب 10 بجروح. وأكد وكيل محافظة لحج، العقيد عبدالفتاح هيثم أحمد أن أجهزة الأمن تمكنت من إفشال الهجوم الإرهابي، وقال إن هذه العمليات لن تزيد السلطات المحلية والأمنية إلا مزيداً من القوة والعزيمة لمواصلة تأمين لحج وتطهيرها من الخلايا الإرهابية، والسعي نحو بناء وتطوير المحافظة وتحقيق الأمن والاستقرار، مؤكداً أن أجهزة الأمن سوف تتعقب مرتكبي الهجوم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل.
