استطاع صالح إدارة معاركه مع الخصوم أو المعارضين أو الرافضين له ولسياسته عبر صناعته لحلفاء مهمتهم هي البطش بخصومه ، يرسم لحلفائه كل السبل ويمنيهم ويمدهم بكل أدوات الموت ، رقص طويلا ضاحكا على الأفاعي التي تحت أقدامه ، إمبراطوريته التي ضرب لها في الأعماق واشتد بنيانها تصدعت أركانها ، تحالفه الجديد والخطير لا يؤسس للانقلاب على شخص أو تأديب قبيلة أو جماعة كرهت أفعاله وممارساته ، أو من اجل إشباع نهمه وسطوته وتملكه كما هو الحال وتحالفاته المسلحة الفتاكة التي وجهت على الجنوب وشعبه عام 94م ، اليوم صالح يؤسس عبر تحالفه الأخير لواقع لن يبقى فيه اليمن يمناً والجنوب جنوبًاً أو أن تكون المنطقة هي نفسها تلك المنطقة . بالنظر لواقع سير المعارك اليوم وبعيدا عن سقوط المناطق ودرجات الضعف والقوه للأطراف المتقاتلة إلا أن الملاحظ هناك هو إفرازات قد طفت على السطح ، هذه الإفرازات بمجملها إرادة شعبية فعليه على مستوى اليمن والجنوب إنها تحن وتتعطش للتقسيم ولفك الارتباط كواقع لا خيار بعده وتقاتل من أجله ، كان للتخويف والترهيب والقتل الممنهج والنهب والعلو لفئة معينه وعائلة بعينها أن شدت كثير من المناطق نفسها لتبتعد عن صنعاء ، هذه المناطق ذات ثروة ومنافذ بحرية وبرية وتعداد سكاني هائل ، منها من أعلن حكمه على مناطقه والنهوض نحو إدارتها وترشيد ثرواتها بفرحه بعد أن دفع خيرة شبابه للقتال عليها واستشهد الكثير منهم ، ومناطق تنتظر مزيدا من الدعم لتهرب بأرضها بعيدا عن ويلات صنعاء ، قد يرى أن هذا الأمر ضرب من الخيال وبعيدا عن الواقع غدا ، وهذا أيضا مستغرب كونه يصطدم مع قناعات كثير من الناس على مستوى الشعب في اليمن أو الجنوب ؛ أي انه طال الأمد أم قصر سيتم تعديل الصياغات والرؤى مع ثبات التقسيم وفك الارتباط كأساس يستديم فيه الاستقرار والتعايش والنماء . اليوم صنعاء تحشر في زاوية ضيقه ، عندما يتوسل رأس ما يسمى برلمان صالح والحوثيين وهو يحيى الراعي بروسيا عبر القائم بأعمال سفارتها في صنعاء وان تتدخل كي لا يسقط ميناء الحديدة تكون مؤشرات الرمق الأخير بداءت ملامحه ، الجديد في حرب إسقاط الميناء مباركة ومشاركة أمريكا في ذلك ، وتعتبر مشاركتها هامه من حيث أنها ستعمل على ضرب نوايا إيران المتجهة لزعزعة الممرات المائية واضطراب المنطقة ، تحرك إيران في باب المندب بحسب العسكرية الأمريكية يحمل نفس بصمات تحركات إيران في مضيق هرمز ، المشاركة معلن عنها ونوعها ستتجلى عند تامين هذا الميناء بعيدا عن العابثين ، المخاء شريان جديد يضخ الحياة للناس هناك أن أراد صالح والحوثيين فعلا أن يعيش الناس هناك ، المهم في الأمر خنق من دمر منازل الناس واعتلى المرتفعات لقنص النساء والأطفال والدواب ، وبدل المعتقد في مقررات الأطفال الدراسية ، وعبث بدور العبادة ، ورهن حياة الناس بطائفيته ، الانتقال من ظلامية صالح إلى ظلامية سيد الحوثيين أمر لا طاقة للدواب عليه . كل الأمور تسير في منحى ايجابي إذا أحسن التعامل مع القبضة على صنعاء وشدتها ، ما بعد ميناء ألحديده هو التفرغ لصنعاء ، كما يقال في المثل الشائع ( على نار هادئة ) ، واستعادة الرياض للفارين من صالح أي حلفاءه بالأمس أكثر ضرر من الفائدة المرجوة منهم ، هؤلاء كانوا على مدى تأريخ حكم صالح هم سطوته وقوته وفوضويته وفساده ، هؤلاء لن يؤسسوا للاستقرار المستدام ، دخول صنعاء يجب أن يتزامن فيه دخول كل من علية قطرة دم على الشعب إلى منزله ولا ينصب على الرقاب ، نفس الحال يترجم في كل المناطق ، وحتما سيعود الحوثيين إلى شمالهم ، وسيطوى أطول حكم عسكري دموي متخلف غاصب للأشياء ظالم للناس قاده رئيس قد خلعه شعبه وقضى عليه بلا رجعة تحالفه الأخير .