المذبحة الشهيرة التي ارتكبت بحق الجنوبيين في ساحة العروض / عدن عندما احتفل إخوان اليمن بمناسبة مرور عام على اعتلاء هادي العرش ، حاكم مدينة عدن آنذاك إلاخواني وحيد رشيد ألقى معلقته الطويلة من على منصة الساحة على أتباع حزبه القادمين من تعز و إب ، هؤلاء تم نقلهم بخفيه وحراسه مشدده إلى الساحة في ذلك التاريخ ، هذا الفعل لا يخرج عن دائرة النكاية بالجنوبيين ومحاولة إذلالهم ، والسعي نحو إفراغ نضالهم التحرري الذي مضى عليه أعوام كثيرة ، محاولاتهم في الجنوب دائما فاجرة ، كان الاحتفال بطعم الدم ورائحة البارود ومناظر يقشعر منها الأبدان للشهداء من شباب الجنوب ، في عدن يجب أن ينحر شبابها ويقدمون قرابين من أجل أن تنتهي شيطنة هذه المدينة بزعمهم ، بل يجب إراقة الدماء تحت أقدام كل محروس ، نعم إنهم يهيئون للحاكم كل سبل الغواية ويعبثون بعد ذلك بكل الأشياء ، لقد قالوا عن صالح سابقا أكثر مما قاله عشاق الخمر عن الكأس الأحمر ، ولولا الاستحياء لوصفوا هادي اليوم صراحة بنبي ورسول كريم . حقيقة المعركة هي كسر عظم بين كل من التحالف العربي بقيادة السعودية وتحالف صالح والحوثيين المدعوم من إيران ، التودد الذي أظهره صالح في خطابه الأخير تجاه السعودية يعد حدس غير عادي لهذا الرجل وقراءة دقيقة لواقع حدث عليه تغيرات عاصفة يستوجب الانحناء لها تكتيكيا ، هذه التغيرات متمثله بموقف البيت الأبيض الجديد الداعم للتحالف العربي بقيادة السعودية ، و التوعد بضرب ذراع إيران الإرهابي وحدده البيت الابيض أنه الحوثيين ، زد على ذلك الحملة الموجهة وبعنف على إيران واتهامها أمريكيا ومن أوربا أيضا أنها لاعب أساسي في عدم استقرار المنطقة ، والتلويح باستئناف العقوبات على إيران إذ يسعى ترامب اليوم إلى فرض العقوبات واقعا لأنه يعتبر ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية السابقة بالخطاء الفادح - وهو رفع العقوبات عن إيران - وبهذا فإنها تتشكل كرة عظيمه من المشاكل وتتجه إلى حضن إيران ، هذا الأمر سينعكس في إضعاف إيران واذرعها اذرعها و منهم صالح والحوثيين . حرب السواحل والموانئ وإصرار التحالف على السيطرة الكاملة لهما ، هذا الفعل العسكري دقيق في خطواته وأثره مهلك للخصم ، التصرفات الطائشة لكل من صالح والحوثيين وإطلاق الصواريخ وتوجيهها للإضرار باحتياجات الشعوب ومقدساتهم قشة قسمت الظهر المتعب ، في الأصل هذه الممرات المائية أصبحت اليوم خارج تصرف دولها أي المطلة عليها وانتقلت تحت تصرف دول عظمى ووضعت لها التشريعات الاممية لحمايتها وضرب أي جهة تؤثر على الملاحة الدولية فيها ، هذا التصرف الطائش أعطى المباركة لسيطرة التحالف العربي على الموانئ وتعليقها وجعلها مناطق عسكريه تعد أي حركة فيها هدف للنيران ، لقد فشل صالح والحوثيين في فك الحصار ووقف النار المتساقط على رؤوسهم ورؤوس أتباعهم وعلى ترسانتهم العسكرية رغم كل تكتيكاتهم ومناوراتهم في الحوارات المختلفة سواء عبر غطاء الأممالمتحدة أو عبر فعلهم العسكري . المقاومة الجنوبية المدعومة من التحالف العربي اشتكى منها صالح والحوثيين كثيرا وفي أكثر من خطاب ، لقد توغل المقاتلين الجنوبيين إلى عمق المناطق التي يسيطر عليها صالح الحوثيين وأسقطوها وسيطروا على مفاصلها ، تقدم الجنوبيين في أراضي صالح والحوثي أسهم وبدرجه كبيره في إضعافهم وزيادة معدل التشققات والاختلافات بينهما وأنهت والى غير رجعه التوصل إلى حل سياسي والاتجاه في منحى الحل العسكري بترتيب إسقاط المناطق وصولا إلى صنعاء . صالح والحوثيين سيلعبون بورقتهم المتبقية بهدف فك الحصار عنهم وان كانت في مداها اللحظي ذات تأثير لا يذكر إلا أن أطالة الحرب قد تولد تصدعات اقلها في الجانب الأخلاقي الذي سيسقط في وحلها التحالف العربي ؛ إنها الورقة الإنسانية بحجم التراجع المخيف والمهلك للإنسان نتاج الحرب والحصار ، المنضمات الدولية الحقوقية والإنسانية باتت تعكس رعب معدل ارتفاع الأمراض والأوبئة والجوع حد المجاعة والفقر المدقع حد العوز وانعدام الصحة والتعليم ،كل هذه الكوارث ستطال التحالف وستربك خطاه في القادم إن تأخرت الحرب واستمرت لفترة أطول ولم تؤسس لهذه التصدعات أي معالجات . صالح أيضا لن يتراجع عن تسميد صنعاء وجعلها أرض مفخخة غير مستقرة ولا تجنح للاستقرار بالمطلق معيشيا وسياسيا في المدى القريب والبعيد لقد نفذت خزانة البنك في صنعاء ، وفي عقول كثير من اليمنيين أرضهم تتعرض لغزو ، والعقل الجمعي لكثير من اليمنيين يعتبرون السعودية ليست صديقه بالمطلق ، اليمن والجنوب يجوع اليوم بسبب هبوط العملة الكارثي أمام معدل الارتفاع الجنوني للعملة الصعبة ويتندر الناس من هذا التحالف العربي الذي يحمي حدوده ويهين الناس جوعا وفاقه وعوز . رؤوس الأموال الكبيرة والبيوت التجارية ووكالاتها تقع تحت ولاء صالح وكثير أيضا يخضعون للحوثي اليوم ، بعد حرب 94م أسس صالح إمبراطوريه تجاريه عبر تجار مقربين فتحت لهم البنوك سيولتها وإعفاء جمركي بالمطلق لبضائعهم وتسهيلات مذهله أثمرت في غناء فاحش لهؤلاء وهم أدواته القادمة الأخطر من البارود غدا ، وان تم حصر وتقييد منابع أموال صالح أو حتى مصادرتها عبر اللجنة الأممية المكلفة بذلك سيكون ذلك أثره طفيف على قوةة صالح وتحركه . هذه الأمور كلها يدركها محسن وحزبه الأخونجي وأهل مأرب الذين يحتضنون هؤلاء ، جميعهم يخشون أن تكون عليهم دماء في صنعاء أو مجرد إذلال صنعاء ، إن سقطت ألحديده نتاج والزحف إليها من الجنوب أو الشمال وهذا الأمر قد صرح به هادي وينتظر هادي من السابق إلى ألحديده ، إن سقطت ألحديده ستضل صنعاء أكثر دفئ وأن بعدت عنهم ، ومستقر صدق وان بعدوا عنها ، وستبعد صنعاء وان قربت مسافتها للتحالف ، هذا الأمر متأصل في كل اليمنيين - الضعفاء والأقوياء - وإسقاط صنعاء لن يخرج عن تفاهمات في كيفية القادم واحتياجاته ، و يجب إبعادصنعاء عن أي مكروه و كذلك الأقوياء فيها يجب عدم المساس بهم . كل هذا الأمر قد صرح به سابقا مخلافي تعز رأس خارجية الشرعية وصاحب الحفل الصاخب وبذخه ، والذي يقابله في الاتجاه الآخر غير البعيد مجاعة وفاقة وتشريد أهله في تعز وشعبه من ألحديده لقد صرح هذا الوزير سابقا أن كل هذه الحرب للضغط على المتمردين للحوار ، قبائل طوق صنعاء لن تنحني لمحسن والمقدشي ولن يعلو على صنعاء قاده حاصروا الشعب والأقوياء فيها - هذا الشيء تختص به صنعاء - ولن يكتب على باب اليمن الفاتح محسن ، وستبقى الأمور بعيده حتى ينضج الحل السياسي وسيكون كارثي على التحالف العربي في القادم القريب وليس البعيد وألا بطال في هذا الأمر هم القادة التي يعول عليهم التحالف العربي في تحطيم أسوار صنعاء وإزالة المارقين ألظلمه المستكبرين . إفشال عدن بعظيم المؤامرات رغم اعتلاء رأس الشرعية على ناصيتها يعكس عدم حسن النوايا لكل الجنوب ، وضع التحالف بين حرب يتقدم فيه وإرباك من الخلف - عدن على وجه الخصوص - يؤثر على خطى التحالف العربي ، إشعال الفتن في عدن التي تسعى للملمة نفسها وشعبها رغم الدماء الغزيرة المخضبة على جسدها المتعب يعكس حقد دفين سرطاني عليها وعلى شعبها ، القائمون على احتفال هادي والعرش مازالوا يؤسسون كل الويلات هنا وهناك ويسعون إلى تفكيك وإضعاف الجنوبيين و السيطرة على مفاصل الجنوب لعلو صنعاء مجددا ، وهذا الأمر سيعيد التحالف العربي إلى نقطة الصفر ، العاجز عن حماية وترتيب بيته لا يصلح أن يقود وينظم بيوت الآخرين .