"عدن تذبح بالمليشيات" هذا رسالة شخصية وصلتني من صديق عزيز، عن حال ثغر اليمن الباسم عدن اليوم، وهي ذات الرسالة التي وصلتني من صديق أخر ايضا بعد لحظات من سيطرة مليشيات الحوثي على صنعاء. الحقيقة اليوم أكثر وضوحا، الحوثي ومليشياته تسيطر على مؤسسات الدولة في الشمال، وهادي ومليشياته يسطير على مؤسسات الدولة في الجنوب. وحدهم أبناء القوات المسلحة والأمن الأبطال من يدفعون الثمن، ثمن التحالف الغادر والجبان بين هادي والحوثيين. أخفيكم أني كنت أدعو الله أن أكون قد أخطأت في تقديراتي ومعلوماتي التي أنشرها عن هذا التحالف التخريبي هادي والحوثيين وبدعم طهران وملالي قم، من موقعي هذا في شبكة التواصل الإجتماعي فيس بوك، منذ أكثر من عام، وكان البعض يتعامل معها بسخرية، والتشكيك بوطنيتي وإخلاصي وولائها لوطني قبل كل شيء. اليمن اليوم لم تعد، يمن الوحدة، بل أصبحت يمنان، الجنوب لهادي ومليشياته، والشمال للحوثي ومليشياته، هذا السيناريو الذي حذرنا منه منذ البداية أصبح اليوم حقيقة يراها كل أبناء اليمن الشرفاء من الشمال والجنوب. بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء تعرض الكثير من الشرفاء الجنوبيين الذين يرفضون ملشنة الدولة من قبل هادي والحوثيين، لمضايقات واعتقالات من قبل الحوثيين وبإيعاز حليفهم هادي، كذلك اليوم في عدن يتعرض أخواننا وأبنائنا وآبائنا من أبناء المحافظات الشمال يتعرضون اليوم في الجنوب لمعاملة وممارسات لاإخلاقية ولاإنسانية وحمله اعتقالات سرية ضد كل من هو من أبناء هذا المحافظات الشمالية بذريعة "الإنتماء للحوثية" وإنهم جاءوا لمحاربة هادي ومليشياته التي تدنس اليوم ثغر اليمن الباسم تحت لأفتت حماية شرعية رئيس هارب، سلم البلاد بنفسه لحلفائه الحوثيين ومليشياتهم، وكل الشواهد تؤكد هذا. هادي اليوم يدخل الجنوب في السيناريو الأخطر والأكثر فتكا بنسيجهم، وهو يجيشهم ويسلحهم ضد أبناء الشمال، بتهمة أنهم حوثيين، أبناء الجنوب ومن قبل أن يلد هادي ومليشياته يتميزون بتعايشهم السلمي مع الأخر الخارجي فما بالكم بالشقيق اليمني في شمال الفؤاد، خصوصا أبناء عدن ومدينتهم الأسرة الذي احتضنت إخواننا من أبناء المحافظات الشمالية ولهم عقود في تعايش حضاري مع أبناء هذه المدينة وبعضهم أصابه النسيان لمسقط رأسه وأصبحت عدن لهم السكن والوطن. العنصرية التي يريد هادي خلقها في الجنوب ضد أبناء الشمال، خطيرة وسيكون لها عواقب وخيمة ضد نسيجنا الإجتماعي ككل، ولم تكن لنا خلقا ولم نكن يوما من أهل العنصرية. ولهذا كجنوبي أبرأ إلى الله مما يتعرض لها أخواني الشماليين في الجنوب، من قبل سلطة المليشيا الهادية، وكذلك ما يتعرض له أخواني الجنوبيين في صنعاء من قبل دولة المليشيا الحوثية. وأحب أن أذكر أخواني في الجنوب بإن لا ينساقوا خلف هذا التصرفات العنصرية الخطيرة التي يريد هادي ومليشياته ترسيخها في الجنوب، عليكم أخواني أن تتذكروا إن الإسلام الذي ننتمي إليه جميعا ينفي كل التصرفات العنصرية، ويرد البشرية كلها إلى أصل واحد، الطين، فلا فضل فيها لشخص عن أخيه، وأن هناك ميزانا واحدا لتقدير الأفضلية هو تقوى الله وطاعته والعمل الصالح في عبادته، ويؤكد ذلك قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). إخوتي وأحبابي في الجنوب لا تراهنوا على رئيس لم يستطيع أن يدير الدولة وهو لايزال رئيسا لليمن، وكل شيء بين يديه، والعالم كله خلفه، فكيف يستطيع أن يدير دولة وقد سلم جزء من البلاد لمليشيات إرهابية تابعة لإيران، فلا تنحرفوا عما كنتم عليه من صفات جميله وخلق حميد وتذكروا دائما قول الله تعالى (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ). أنه أمر يثير الضحك والسخرية أن يتحدث هادي ويجيش الجنوبيين ضد أخوانهم الشماليين الذين انتخبوه وفشل في قيادة البلد، وخذلهم وسلم أمنهم ومؤسساتهم وجيشيهم لمليشيات لا تعرف معنى الدولة ولا تعرف معنى للقانون، وتعتبر ذراع إقليمي لدولة فارس الصفوية التي تحقد على العرب والمسلمين، وتسعى لتفريقهم وتمزيق صفهم. الحوثي ومليشياته هو الحليف الوثيق لهادي الذي تحالف معهم لتصفية خصومه في حزب الإصلاح والمؤتمر وسلمهم دماج ورقاب طلابه، وشردهم من مساكنهم ودارهم، وقتلهم باعتبارهم إرهابيين. ممارسة الاعتقالات ضد أبناء الشمال في عدن من قبل هادي ومليشياته، أمر خطير ويهدد بتقويض أهم منجزات البلد، وهي الوحدة، فهؤلاء ليسوا حوثيين، ولم يقاتلوا ضد هادي، ولم يسلموا رقبة الشهيد البطل حميد القشيبي واللواء 310 مدرع، ونهب سلاحه وقتل جنوده وضباطه وأسر البعض منهم بل وذهب إلى عمران ليبارك جرائمه ضد الشهيد القشيبي ولوائه وفي اليوم الذي تم تشييعه فيه إلى مثواه الأخير في صنعاء كان هادي يزور مليشيات الحوثي في عمران ويعلن أنها لم تسقط وأنها بيد الدولة. هادي ومليشياته في الجنوب وحليفه الحوثي ومليشياته في الشمال يمارسون جميعهم نفس الأساليب العنصرية القذرة ونفس الجرائم، ضد الشرفاء والأحرار، فلم يكتفي هادي بتدمير الشمال وتشريد أهله بعد أن سلمه للحوثي بل ذهب جنوبا العمل على اعتقال وتعذيب وأسر أبناء الشمال ومطاردتهم بتهمة الإنتماء للحوثية التي سلمها هادي البلاد وكل أبناء شعبنا باتوا يدركون هذا الحقيقة. الاعتقالات التي يتعرض لها أخواننا الشماليين هي من أفعال هادي ومليشياته ولا تعبر عن تصرفات أبناء الجنوب الشرفاء، فهؤلاء ليسوا حوثيين ولم يكونوا يوم ما كذلك، فقد تصدوا لمليشات الحوثي وقدموا دمائهم رخيصة في عمران وحاشد، وعمران وحجة والجوف، والرضمة وصنعاء، وكان هادي نفسه يوجه لهم الطعنات الغادرة والجبانة، فسلمهم عمران وحاشد والفرقة الأولى مدرع وخطط لقتل قائدها اللواء علي محسن وكذلك دخول واقتحام ونهب منازل بيت الشيخ حميد الأحمر وإخوته واقتحامها ونهب كل ما بداخلها ونهب ممتلكاتهم بل وسلمهم دار الرئاسة ومعسكرات النهدين. ليس هذا فحسب بل واصدر لهم القرارات ومكنهم من كل الدولة عسكريا ومدنيا وصولا برئاسة الجمهورية، ليتركوا لها ولمليشاته الجنوب. هادي ومليشياته في عدن اليوم يفتحون المعتقلات السرية في آبين وفي دار سعد وفي بعض مساكن حي السعادة، لاعتقال والأسر والتحقيق قسرا وسرا مع أهلنا من أبناء المحافظات الشمالية عسكريين ومدنين بذريعة أنهم جاءوا محتلين لعدن وان من أرسلهم حليفه الحوثي الذي هربه أصلا إلى عدن لأداء هذا الدور كما يمارسه الحوثي مع خصومه في صنعاء. ممارسات لا يصدقها عقل ما تجري اليوم في عدن وبتوجيهات مباشره من هادي ونجله جلال وأخيه ناصر منصور وغيرهم من زمرته وأنا هنا لا اتهم كل أبناء أبين ففي أبين من الشرفاء والرجال والمناضلين الذين يرفضون ممارسات هادي ماضيا وحاضرا. هادي الذي يعامل إخوتنا وأهلنا من أبناء المحافظات الشمالية بشتى الطرق المشينة في عدن خاصة والجنوب عامة ومهاجمتهم إلى الفنادق والى اللوكندات ومحلات المفارش وعند بوابات المعسكرات ومطاردتهم واعتقالهم. تناسى هادي وزمرته ما قدمه أبناء الشمال عندما ولى هاربا من القتل في أحداث يناير الشهيرة عندما كان محكوما عليه بالإعدام بعد أن تلطخت يداه في جرائم ضد الإنسانية في معسكر طارق وغيرها من المعسكرات والوحدات العسكرية آنذاك. هادي تناسى أن أبناء الشمال جميعا فتحوا له وزمرته قلوبهم قبل بيوتهم وأعطوه الأمان والأمن الذي كان يبحث عنه في عدن ووفروا له ولأسرته وأقربائه حياه كريمة وأمنه ومستقره ليس هذا فحسب بل أعطوه ثقتهم وأعطوه مناصب عليا في الدولة ابتداء من وزير ونائب رئيس وصولا إلى رئيس جمهورية بل وذهبوا لانتخابه في صنعاء وتعز وذمار وحجة والمحويت والحديدة وريمة وأب والبيضاء ومأرب والجوف، ليرد لهم الجميل بتسليم محافظاتهم لمليشيات الحوثي الإرهابية. هذا هي مواقف أهلنا في الشمال مع هادي وزمرته خاصة ومعنا جميعا أبناء الجنوب، لقد كانوا كرماء ورجال شهامة وقبائل وما زالوا حتى اليوم يغمرونا بحبهم وكرمهم وإنسانيتهم وأخلاقهم وأصالتهم. حتى قطاع الطرق واللصوص لا يمارسون ما يمارسه هادي ضد أخواننا الشماليين في عدن، الشماليين الذين فتحوا لنا قلوبهم قبل بيوتهم فلماذا هذا الجحود والنكران من هادي ومليشياته. هادي ومليشياته يكرر أخطاء يناير 86 المشؤومة في عام 2015 وعلى طريقه حديثه قليلا، ما هكذا تورد الإبل يا هادي. هذا الحماقات التي ترتكبونها لن يغفر لكم الشعب اليمني ولا التاريخ وعليكم أن تتذكروا عندما كنتم مشردين في أحداث يناير واحتضنكم أبناء الشمال، حتى قبل الوحدة وبعدها وأكرموكم حتى يومنا هذا. هادي الذي يدعي انه وحدوي وانه دافع عن الوحدة يمارس اليوم ومليشياته ضد أهلنا من أبناء الشمال ممارسات لا يصدقها عقل ولا يمكن أن يمارسها مجرمون عاشوا في السجون لعقود من الزمن، فما بالكم بشخص عاش نائبا للرئيس ثمانية عشره عاما وبعدها أربعه أعوام رئيساً لليمن الموحد الذي يسعى هادي ومليشياته اليوم إلى تقسيمه، لي الشمال ولكم الجنوب، أنه منطق الأغبياء والعملاء. لم يكتفي هادي بتدمير الشمال وتشريد أهله بعد أن سلمه للحوثي بل ذهب جنوبا العمل على اعتقال وتعذيب وأسر أبناء الشمال ومطاردتهم على أساس أنهم حوثة جاءوا لقاتل هادي. أنها التهمة القبيحة التي لا تصدر إلا ممن فقدوا صوابهم وباتوا يهرولون إلى مزابل التاريخ. ها أنا أحذر من خطر اعمال هادي ضد أبناء الشمال في عدن، لأبرأ إلى الله من هذا الأعمال، ولأسقط الحجة أمام نفسي وأمام الله وأمام الأحبة في شمال الفؤاد من هذا الأعمال الاإخلاقية. التاريخ لا يرحم، وكل شيء سيدون.