بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسباق الرئاسة الأمريكية على منافسته هيلاري كلنتون وبعد التصريحات التي أدلى بها ترامب لوسائل الإعلان بشأن الحرب في سوريا وتأييده الضمني للعمليات الروسية فيها كنت قد كتبت مقالا بعنوان(حلب حلقة الوصل بين واشنطنوموسكو) تحدثت فيه عن مستقبل العلاقات الروسية الأمريكية والتي توقعت فيها أن تتغير بشكل إيجابي على خلاف ما كان في عهد الرؤوساء السابقين ل ترامب. وكنت قد اتكأت في نظرتي حينها إلى الخطابات المعسولة التي تبادلاها الرئيس الروسي بوتين والأمريكي الحالي ترامب إضافة إلى المجهود الكبير الذي لعبه الدب الروسي في نجاح ترامب على حساب هيلاري والتي فتحت النار على روسيا لاحقا لتتهمها بالتورط في عدم نزاهة الانتخابات الأمريكية الأخيرة عطفا على انحدار الأمريكي ترامب من عائلة روسية كل هذه الأمور كانت كفيلة للحكم بأن العلاقات الأمريكية الروسية ستختلف كليا عما كانت عليه في السابق. لكن بعد الغارات الأمريكية الأخيرة على القاعدة الجوية التابعة للحكومة السورية والتي وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن أمريكا انتصرت فيها للعدالة وأنه من أعطى تلك الأوامر للقيام بالعملية والتي كانت ردا على المجزرة التي ارتكبها النظام السوري بحق الأطفال باستخدامه للسلاح الكيماوي. بعد هذه الأحداث والتي بكل تأكيد لاتروق لروسيا والتي دافعت عن النظام الروسي باستخدامه للسلاح الكيماوي حين قالت أن الصور التي تم عرضها عن المجزرة التي ارتكبها النظام السوري كانت مدبلجة وليست حقيقية حسب مزاعم روسيا. هل تكون هذه الضربة الكبيرة التي وجهها ترامب للنظام السوري بداية اشتعال الصراع الروسي الأمريكي من جديد وتوسع الفجوة كما كانت عليه سابقا وهل ستصبح (حلب حلقة الفصل بين موسكووواشنطن) ؟. ومن الأمور التي يجب التركيز عليها هو نظرة العرب التي تباينت تجاه ترامب بين من رأى أن ترامب يكنُّ العداء للعرب والمسلمين ومن كان مخالفا لذلك ويرى فيه رجل السياسية الأول . هل بعد الضربات الأخيرة والتصريحات النارية التي ظهر بها مؤخرا ترامب حول سوريا وتغير موقفه تجاه النظام السوري وبشكل مفاجئ يكسب ودَّ العرب والمسلمين؟. هل العرب والمسلمين تحكمهم العاطفة لدرجة أنهم يصبحون مؤيدين ل ترامب في سياسته وتنسيهم الحقد الكبير الذي يكنه ترامب تجاههم والذي يسير على خطى الرئيس الأسبق بوش الابن الذي اعتمد نظام نشر الفوضى والخلافات الطائفية والعرقية والمذهبية في الشرق الأوسط تحت غطاء الديمقراطية التي خدع بها العرب والمسلمين . اعتقد أنه لابد على العرب والمسلمين أن يتنبهوا لسياسة ترامب ولا ينخدعوا بها كما كان شأنهم في عهد بوش الابن الذي بدأ يدغدغ عواطفهم من خلال محاربة الإرهاب في افغانستان وبعدها غزو العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل وبعدها ثورة الربيع العربي التي دمرت شعوب المنطقة ولم يكن الربيع العربي حينها يعبر عن صحوة للشعوب العربية بل كان بمثابة الشرارة التي احرقت ومزقت الشعوب العربية في الشرق الأوسط وهو ماخطط له بوش الابن وحقق نجاحا كبيرا فيه ليأتي الدور على ترامب ليكمل مابدأه بوش الابن.