أطلقت قوات الجيش الوطني اليمني، وبدعم من قوات التحالف، عملية عسكرية جديدة أطلقت عليها اسم «السهم البحري»، وهي التي تهدف إلى اجتثاث الألغام البحرية التي نشرها الحوثيون بدعم مباشر من قبل الإيرانيين، بحسب المصادر. تزامن ذلك، مع إعلان وزارة الداخلية السعودية عن تعرض دورية أمنية راجلة تابعة لحرس الحدود «لانفجار لغم أرضي نتج منه استشهاد العريف عيسى مضواح معبر الريثي، وإصابة 3 من زملائه تم نقلهم إلى المستشفى»، وذلك خلال تنفيذ الدورية مهامها في قطاع الداير بمنطقة جازان (جنوب السعودية). في الأثناء، تصاعدت وتيرة المعارك في الجبهات الميدانية بمحافظة حجة شمالي غرب البلاد، بعد ساعات من إعلان قوات الجيش الوطني بدء عملية «السهم البحري» التي يسعى من خلالها إلى تطهير سواحل مدينة ميدي من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية والألغام البحرية. وقالت مصادر عسكرية ل«الشرق الأوسط»: إن قوات الجيش الوطني المسنودة بمقاومة شعبية أحرزت تقدما ميدانيا خلال المعارك ضد الميليشيات في جبهة حرض، في وقت تواصل فيه المدفعية قصف مواقع متفرقة في المديرية. وطال القصف المدفعي مواقع في وادي عبد الله ومنطقة العسيلية غربي المدينة، تزامنا مع التحليق المكثف لمقاتلات التحالف المساند للشرعية فوق المديرية. وأفادت المصادر، التي فضلت عدم ذكر أسمائها، بأن غارات جوية عنيفة دمرت آليات عسكرية في مدينة ميدي، التي أعلن الجيش الوطني بدء عملية الرمح البحري في سواحلها. وتأتي المعارك وتمشيط سواحل مدينة ميدي، مع العملية العسكرية الشاملة للقوات المشتركة في الساحل الغربي بشكل كامل؛ الأمر الذي يصفه المراقبون ببداية النهاية لتحالف الانقلاب. وقال المحلل السياسي خالد عبد الهادي ل«الشرق الأوسط»: على الرغم من أن العمليات العسكرية ضد قوات علي صالح والحوثيين تمضي بوتيرة متأنية، غير أن المأزق الذي يواجه سلطة الانقلابيين بدأ يلوح في الجبهة الغربية مع اعتزام قوات الحكومة الشرعية استكمال عمليات استعادة السيطرة على الساحل الغربي. وأضاف عبد الهادي: إنه في حال بسطت القوات الحكومية سيطرتها على القسم الساحلي الواقع بين ميدي والمخا فسيعني ذلك عزل سلطة الانقلاب عن العالم الخارجي نهائياً؛ إذ إن الساحل الغربي منفذها الوحيد للاتصال بالخارج، ولو أنه اتصال يجري عبر حيل وعمليات تهريب متنوعة، وعلى الشريط الساحلي الغربي أيضاً، يحرز الجيش الحكومي المدعوم بالمقاومة الشعبية تقدماً في السيطرة على معسكر خالد بن الوليد الذي ليس مجرد معسكر، بل يشكل نقطة مرجعية لإدارة معارك الانقلابيين ومد قواتهم بالعتاد في مسرح المعركة الدائرة على طول النطاق الجغرافي المحاذي للساحل. ويرى الدكتور والمحلل العسكري، علي الخلاقي، أنه «كلما زادت انتصارات قوات السلطة الشرعية ضد الانقلابيين، أثر ذلك على تحالفهم الهش القائم على المنفعة الآنية، وفي حالة هزيمتهم في الساحل الغربي، وهو ما بات مؤكدا ومسألة وقت فقط، فإن تحالفهم سيشهد المزيد من التصدع، وسيحمل كل طرف الطرف الآخر أسباب الهزيمة». إلى ذلك، شهدت محافظة البيضاء وسط البلاد، مواجهات هي الأعنف بين المقاومة الشعبية من جهة والميليشيات من جهة أخرى، في ذي ناعم، بعد 48 ساعة من فرض الأولى سيطرتها على أحد المواقع الاستراتيجية في المديرية. وقالت مصادر قبلية: إن مواجهات متواصلة منذ مساء أمس السبت في شعاب ناصر، خلفت الكثير من القتلى والجرحى غالبيتهم من الميليشيات. وبحسب المصادر، فإن المقاومة الشعبية قصفت مواقع تتمركز فيها الميليشيات، عقب قصف مماثل استهدف مواقع لها في المنطقة. وكانت المقاومة الشعبية فرضت سيطرتها، أول من أمس، على موقع الشرقان، وهو أهم المواقع الاستراتيجية التي تتمركز فيها الميليشيات، عقب هجوم عنيف استهدف الموقع ذاته. وتحدثت المصادر عن استيلاء المقاومة الشعبية على أسلحة وذخائر، إضافة إلى مقتل كل من تواجد في الموقع من الميليشيات. وتتمركز المقاومة الشعبية على مناطق التيبة وهضبة صباح والمقهاية وحزامة ومواقع متفرقة في المديرية، إضافة إلى مناطق أخرى متفرقة في مديريات المحافظة.