عشنا هذه التراجيديا المثبطة سابقاً في عدن بمختلف محافظيها، واليوم نشهدهم يمارسون ذات الأسلوب مع أبناء أبين، فالمحافظ أبوبكر حسين لم يقضي أياماً بعد في إدارة شؤون المحافظة، ومن خلال قوانين المساحة والمسافات وفي علم الأزمات فأن محافظة كأبين للإطلاع على واقع الحال فيها وزيارة بؤر ومناطق الأزمات فيها تحتاج إلى مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر لإستيعاب ملفاتها الرئيسية (الرئيسية فقط) ناهيك عن المشاكل والحلول والطلبات والخادمات والإحتياجات الثانوية. إنني هنا لا أتمترس مع المحافظ دفاعاً عنه، لكنني أزعم الذود عن آمال وأحلام مواطناً أبينيا بسيطاً لطالما راودته سرايا المخاوف والهموم على حاضرة المنكوب ومستقبله القاتم جراء غياب متواصل للدولة منذ العام 2009. معرفتي بهذه المحافظة يتجاوز الإطلاع إلى مستوى المعيشة، لا أعرف مشاكل المحافظة قدر معرفتي بحال ونفسية أبناءها، ولأنني منغمس إجتماعياً في أبين، أعرف جرعة الأمل الواسعة التي تلقاها أبناءها جراء تعيين محافظا غير السابق للمحافظة، وحافظ المحافظ على هذه الجرعة ونماها بحيويته ونشاطه وتفاعله وجوده المستمر في المحافظة. إنني أرصد وبإستمرار ردود أفعالا أيجابية حيال نشاط وحيوية المحافظة بوجود المحافظ بل منذ الليلة التي نشرت في أخبارها قرار التعيين، واليوم لازال الطابع العام أيجابيا في الغالب، لكنها تلك الأصوات التي سمعنا نعيقها مسبقاً في أكثر من واقعة اليوم لازالت تنعق، أستكثرت على سواد البؤس المتراكم في أبين فتحة النور التي تسرب منها الأمل في واقع قاتم بأصناف الهموم. أعلم أن مقالة كهذه أصنفها أنا شخصياً في باب العاطفية، لكن محافظة غير أبين تحتاج إلى العاطفة والعمل بحب ونشاط وهمة كما يصنع المحافظ الجديد، وإنني يقيناً أجزم أن حماسة المحافظ وتفانيه وأحلام المراتع المقهورة لهي هدف بحد ذاتها يسجل الموت لأجلها في قائمة الشهادة، وللمتحفظين على إستبشار الدلتا بنشاط المحافظ في مديرياتها قبل سواها، فنقول لهم إن النشاط غاية في الوعي لأسباب كثيرة منها الإجتماعي والثقافي والإقتصادي في المقام الأول وللجميع في الدلتا مآرب أخرى.