شهدت كلية الآداب جامعة عدن الندوة العلمية (ذاكرتي مع الصحافة)التي نظمها قسم الصحافة والإعلام اليوم الأربعاء ضمن فعاليات الأسبوع الإعلامي الأول. واستضافت الندوة شخصيتين إعلاميتين بارزتين للحديث عن تجربتهما في مجال الصحافة والإعلام على مستوى اليمن والذين وضع كلا منهما علامة مضيئة في مسيرة حياتهم المهنية. وافتتح رئيس قسم الصحافة والإعلام د. محمد علي ناصر الندوة مرحبا بضيوفها الصحفي المخضرم ومربي الأجيال الأستاذ محمد عبدالله مخشف والإعلامي والسياسي الموهوب الأستاذ لطفي شطارة. ثم تحدث الى الندوة التي حضرها طلاب وطالبات الإعلاميين عميد المراسلين اليمنيين محمد مخشف حول تجربته مع الصحافة التي قال أنها تمتد إلى 55 عاما من عمره الذي بلغ السبعين عاما في مارس الماضي. وأكد الأستاذ مخشف أن مشواره حافلا بالعمل المهني المضني مع الصحافة والذي بدأه عام 1962 في صحيفة فتاة الجزيرة ثم في العام 1965 في صحيفة الأيام التي انتقل لها ليجد فيها حيز واسع من القوالب الصحفية متدرجا بين كتابة العمود اليومي والرصد الإخباري لإذاعات العالمية حيث كانت تغطية الصحيفة الأحداث العالمية والإقليمية. وتذكر مخشف تجربة فريدة عاشها في مهنة الصحافة كانت مميزة بالنسبة له ودافعا اكبر للمضي في مشواره الصحفي إذ قال" في بداية مشواري الصحفي تمكنت من كتابة الاستطلاع الصحفي لأول مرة على مستوى الصحافة العدنية حيث كانت تفتقده آنذاك الصحافة في عدن حينما زرت محافظة المهرة رفقة مسؤولين بريطانيين نقلوا على متن طائرة عسكرية مواد إغاثية للسكان المدينة وبدأت اسجل ملاحظات الزيارة وانطباعاتي عن حياة السكان وطبيعة عيشتهم في ذلك الزمان. وشرح المخشف حالة الصحافة خلال فترة الستينيات والسبعينيات والتسعينات وقال ان صحافة اليوم بالطبع غير صحافة الامس ولا مجال للمقارنة بينهما موضحا إن وسائل الاتصال حاليا متاحة كما انه من صعوبة بمكان اخفاء المعلومة عن الصحفيين في الوقت الحاضر في ظل إمكانيات عمل متوفرة بكل المقاييس وهو الامر الذي يختلف تماما عن صحافة زمان. واستدرك مخشف بالإشارة الى الأهمية البارزة للإعلام اليوم والتي تكمن في البحث والتقصي عن المعلومة الصحيحة ودقتها وفق مبدئ الشفافية والمصداقية بالدرجة الأولى. ودعا الصحفي المخضرم مراسل وكالة أنباء رويترز منذ 47 عاما طلاب الإعلام الى ضرورة الاطلاع والقرأة بشكل مستمر لتنمية ثقافته العامة والخاصة في كل المجالات لاكتساب مزيد من المهارات الصحفية والعلمية والعملية. من جانبه تحدث الصحفي والناشط السياسي الأستاذ لطفي شطارة عن بداياته بالعمل الصحفي مع صحيفة 14 أكتوبر عام 1979م وعملة بعد ذلك في مؤسسات إعلامية عربية ودولية كصحيفة الشرق الأوسط وإذاعة ام بي سي اف ام والتي عمل لهما في مركزهما الرئيس بالعاصمة البريطانية لندن حيث انتقل للعيش هناك عام 1993. وقال شطارة إن الصحافة اخلاقيات ومبادئ ونزاهة ينبغي على كل صحفي التحلي بهم فمن غيرهم يفقد مصداقيته إمام الناس مؤكدا ان ذلك هو المحك الأساسي لنجاح الصحفي الباحث عن الحقيقة ونقلها كما هي. وأوضح الصحفي شطارة إنه أول من انشئ موقع الالكتروني يمني اخباري في أوروبا واطلق عليه ( عدن برس ) عام 2006 حيث بث من لندن. وأشار الى انه سخر موقعه الالكتروني ليكون صوت لشعبه وقضية أبناء الجنوب في وقت كان النظام السابق يخرس كل صوت ينادي بحقوقه ويتحدث عن مظلوميته السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وفتح المجال للطلاب وطالبات الإعلام في مختلف المستويات لطرح مداخلاتهم وأسألتهم والتي تجاوب معها ضيوف الندوة مخشف وشطارة وأجابا عن كل استفساراتهم التي تتعلق بدور الصحافة وكيفية المضي في مشوارها المرهق ولذلك سميت ب"مهنة المتاعب". ووجه طلاب الإعلام والمشاركين في الندوة انتقاده للحكومة لتقاعسها في إعادة عمل المؤسسات الإعلامية الرسمية الى العاصمة عدن ومنها تلفزيون وإذاعة عدن الرسميتين. *من معاذ نصر محفوظ