بما أن الشارع المحلي والمراقب الخارجي يتوقع من اللواء الزُبيدي طبقاً لتفويض 4 مايو إعلان مجلس جنوبي وطني وليس مكون سياسي جديد.. وقبل أن يحدث ذلك أود أن اضع أمام اللواء الزُبيدي ومن هو معني بالإعلان السؤال التالي..��
لنفترض أنكم قمتم بإعلان قيام دولة الجنوب أو حكومة رسمية جنوبية مستقلة لاتعترف بالرئيس وبحكومة الشرعية.؟
ارجوا قراءة مفردات إعلان عدن والفقرة2 التي تقول بالنص..:
ثانياً...(تفويض القائد عيدروس الزُبيدي لإعلان قيادة سياسية برئاسته لإدارة وتمثيل الجنوب, وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته, ويخول القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بكامل الصلاحيات لاتخاذ مايلزم من الإجراءات لتنفيذ بنود هذا الإعلان))
فواضح من هذا البند وهو الأهم في الإعلان أن تحقيق تطلعات واهداف الجنوب
لاتعني إعلان قيام دولة الجنوب أو حكومة مستقلة من طرف اللواء عيدروس بمفردة دون قرار جنوبي سياسي وفق آلية الشراكة الوطنية الجنوبية التي نص عليها الإعلان نفسه كمبداء ثابت.فهل سيتم تجاوز هذا؟
ولو افترضنا أنه تم إعلان حكومة استقلال الجنوب في شهر مايو الحالي.. هل مجلس الأمن سيلغي قراره 2216 والفصل السابع ويعلن ترحيبه بالخطوة الجنوبية.؟أم سيضيف الطرف المعلن للقرار للقائمة المحظورة؟هذا الأمر متروك لكم وللعقول لدراسته..
لكن لنفترض أن المجلس الجديد أعلن حكومة الاستقلال..
هل نتوقع أن ترحب رسمياً المملكة السعودية بالحكومة المستقلة وتتخلى رسمياً عن هادي وعن (الشمال) قبل أن تصل لحلول مع عبدالملك الحوثي ومع صالح الذين يعتبرونها دولة معتدية رغم وجود هادي, فكيف يكون وضعها بسقوط شرعية الرئيس هادي؟
قد يقول قائل آخر. إن الإعلان عن حكومة دولة الجنوب بات وقته مناسب, لأن السعودية مرتبكة بسبب تعثرها في الشمال.والشرعية لا ثقة فيها بعد الآن....طيب
هل يعني هذا أنه سينتهي التحالف السعودي الخليجي الإماراتي ويقبلون بالأمر الواقع وهذا لن يحصل..؟أم يستمر التحالف ويظل هادي رئيساً معترفاً به حتى انتها الحرب..؟اذا قلنا هذا سيتم فماذا نسمي المرحلة هذه دولة داخل دولة أم مرحلة انتقالية بين دولة الجنوب ودولة الشمال ام بين إقليم الجنوب وإقليم الشمال..؟ واعتبار الزُبيدي ومجلس القيادة إدارة لإقليم الجنوب وتقام حكومة محلية تدير شؤون محافظات الجنوب. ويظل الرئيس هادي للجميع..
أو أن هادي انتهت شرعيته والبديل جاهز, فماهو الدليل على ذلك..؟
بالمقابل دعونا نأخذ برأي من يقول..لاخوف من شي.. فإعلان الحكومة الرسمية في الجنوب سيتعاطى معه الخارج ,مثل إيران بحكم خلافها مع السعودية..أو روسيا بحكم صراعها مع السعودية في سوريا.. غير أنه لابد من التفكير بالعقل...إذا كانت السعودية لم تقبل بشروط عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح كيف ستقبل بأي أمر واقع جديد يفرض عليها بالقوة.
ونحن ندرك أنها ليست دولة يمكن لي ذراعها بسهولة..!! إلى جانب أن فيها أكثر من مليون جنوبي مغترب كيف سيكون وضعهم لو طردوهم إلى جانب خسارة بقية دول التحالف العربي..