هو بيان سياسي صيغ بلغة دبلوماسية ، يعبر عن موقف دوله ، ولايمكن له أن يأتي إلا بهذه الصيغة ، ولكن هناك شعور بخيبة أمل من الأداء السيء للشرعية وعجزها عن الحسم العسكري ، وهناك شكوك تساور دول الخليج ، من أن هناك من يعمل في إطار هذه الشرعية على إطالة أمد الحرب ، وتحويلها إلى حرب استنزاف لدول الخليج ، ولايمكن لدول الخليج أن تستمر إلى ما لانهاية في هذه الحرب ، وخاصة السعودية ، لما لهذه الحرب من كلفة مادية وبشرية ، ولكن بروز الجنوب كطرف قوي في تحالف الحرب ضد الإنقلابيين والأرهاب ، حتما سيغير المعادلة ويضع الجميع أمام الأمر الواقع للإعتراف به والخضوع لمطالبه ، وعدم فرض أية تسوية قادمة ، لايوافق عليهاالجنوبيون على الأطلاق ، المهم هو أن يحافظ هذا المجلس على تماسكه ووحدته ، ويشرع في تشكيل هيئآته ليكون رقماً مهما في أية مفاوضات قادمة بين طرفي الصراع ، بيان المجلس حول وحدة اليمن ، كلام عام ، لا يعبر عن قناعة كاملة لكل أعضائه ، مافائدة هذه الوحدة ، اذا كانت ستظل عامل توتر في الأقليم ، في ظل عدم بروز أية بوادر لحل سلمي لهذه الأزمة والحرب بسبب التعنت الذي يبديه الإنقلابيون وتشبثهم بالسلطة ، المهم بالنسبة للجنوبيين هو أن يفرضوا وجودهم على الأرض ويعززوا تحالفهم مع دول التحالف على قاعدة الحرب ضد الإنقلابيين والإرهاب ، وضد مشاريع إيران التوسعية في الجنوب واليمن والجزيرة . بيان مجلس التعاون لم يحمل جديدا ، للقضية الجنوبية وحلها ، إلا في إطار مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، التي انقلب عليها المتمردون ، وقاموا بغزو الجنوب في 2.15 م ، وما أحدثه هذا الغزو من دمار وقتل ووحشية ، وخاصة في عدن ، وأنهى هذا الغزو مابقي من حب للوحدة في نفوس المواطنين الجنوبيين إذا كان هناك من حب لها ، والأخوة في مجلس التعاون الخليجي يدركون تماما بأن الوحدة قد فشلت وأنتهت منذ عام 1994م، وتم تشجيعها إلى مثواها الأخير في 2.15 م، ، وأن أية محاولة لفرضها بالقوة ، سيقابل بالرفض والمقاومة من قبل الجنوبيين ، لماسببته هذه الوحدة من مآسي ومعاناة لهم وتهميش ، وكل مايهم دول مجلس التعاون ، هو الإنتصار في حربهم القائمة ضد الإنقلابيين المدعومين من إيران ، وإفشال التمدد الإيراني في الجزيرة والخليج الذي يهدد دولها ، والذي يبدو لنا أنّ النصر لازال بعيداً جداً ، النصر الوحيد الذي تحقق لقوات التحالف العربي حتى الآن ،هو في الجنوب ، حيث تمكنت قوات المقاومة الجنوبية المدعومة من قوات التحالف العربي من هزيمة الإنقلابيين ودحرهم بلا رجعة ، في الوقت نفسه ، الحرب في المحافظات الشمالية ضد الإنقلابيين ، لم تٌظْهِر أي تقدم يبشر بهزيمة الإنقلابيين وعودة الشرعية وإنهاء مشروعهم الإنقلابي ، فهي تراوح مكانها للعام الثالث على التوالي .
تقرير المصير حق كفلته كل الأعراف والقوانين الدولية ، لا أحد يمتلك الحق والقوة في الدوس على إرادة الشعوب إلا الحكام الطغاة ،دول مجلس التعاون معنية بدرجة أساسية بإيجاد حل عادل لقضية الجنوب يرتضي به أبناؤه ، يسهم في تحقيق الأمن والإستقرار ويبعد شبح الحروب عن المنطقة ، ليس من المنطق والعدل تجاهل عشرات المليونيات التي تم تنظيمها وتطالب بحق تقرير المصير واستعادة الدولة ، وكان آخرها مليونية الرابع من مايو ، التي تمخض عنها إعلان عدن التاريخي وتفويض الزبيدي بالعمل على انشاء المكون السياسي الجنوبي ، كحامل سياسي للقضية الجنوبية ، وجاء إعلانه في 5/11/ 2.17 م،كتتويج لنضالات الجنوبيين السلمية ، وقدقوبل إعلان هذا المكون بردود أفعال مختلفة ، ترحيب واسع من قبل الجنوبيين في الداخل والمهجر ، وتشنج ورفض من قبل الشرعية والأحزاب اليمنية المتحالفة معها . أما موقف مجلس التعاون الخليجي حسب ماجاء في بيانهم الصادر في 5/12/ 2.17 م ، على مايبدو لنا أن هناك تفهماً مبدئياً، فهو لم يرفض ولم يؤيد ، بل أكد فقط على الحفاظ على وحدة اليمن ، وكذلك أظهر السعوديون تفهما لقيام هذا المجلس في اللقاء الذي جمع مسؤولين سعوديين في الرياض مع رئيس المجلس ونائبه بعد الدعوة التي وجهت لهما من السلطات السعودية .
امّا المواقف التي تثير الاستغراب والتردد ، هي تلك الصادرة عن بعض من وردت أسماؤهم ضمن عضوية المجلس ، فالبعض منهم نفى أن تكون له علاقة بالمجلس ، لم يؤخذ رأيه ، والبعض الآخر عارض تشكيله ، مثل هذه المواقف لم نسمعها عندما شكل الآنقلابيون مجلسهم السياسي ، بل التفوا حوله. كانوا يتمنون قيام هذا الكيان ، ولماّ قام تنكروا له وأعلنوا إنبطاحهم .