اية سلطة وجماعات حكم لا تستطيع تهيئة اجواء أمنيا للقضاء لمواصلة عمله ولا تستطيع حماية مواطنيها من القتل والتعذيب زوالها خير من وجودها. ولا معنى لقيام مليونيات من حين الى اخر والمليشيات تقوم بإهانة القضاة أمام مكاتبهم وداخل حرم القضاء في جهر النهار مثلما حصل للقاضي فهيم الحضرمي رئيس محكمة استئناف عدن الاثنين الفائت من خلال من خلال منعه من العودة لممارسة عمله .. كما طالت الملاحقات والتعذيب الجائر والبشع ثلاثة من الصحفيين بعدن قبل أمس ونقلهم الى معسكر 20 بعدن التابع للحزام الامني .. بعد خروجهم من واجب عزاء لناشط مدني تم اغتياله داخل مقهى انترنت في منتصف ليل مطلع هذا الأسبوع تحت ذرائع اتهامهم بالالحاد .. صورة المشهد التراجيدي مخيفا في مدينة عدن المعروف عنها بالمدنية وقيم المحبة والتسامح هناك من اراد لها ان تتحول وكرا مريبا لجماعات العنف والفوضى وقوى اللادولة .. يبدو ثمة اطراف متحالفة تجمعهم مصالح مشتركة على تغييب مؤسسات الدولة والقضاء لتمارس دورها المشبوه كبديلا عن الدولة وتحظى بدعم من اطراف يبدو تشجع الفوضى وبطريقتها ضمن مخطط أشد قتامة تنفذه بوعي او بدون وعي وتمنعه داخل حواضرها . من المستفيد من تعطيل القضاء في عدن تو غيرها من المدن ؟؟ لماذا تطالب مليونيات الحشد في عدن بضرورة تشغيل اجهزة القضاء ومراقبتها ؟ هل المطالبة باستعادة الدولة في حين تعجز عن تحقيق شيء من عودة اجهزة الدولة ومحاسبة المجرمين عبر قضاء عادل يحول دون تحقيق الهدف الذي تناضل من اجله ؟؟ جرائم يندى لها الجبين تحدث في عدن تشابه جرائم المليشيات في الشمال ولا نسمع عن محاكمة مرتكبيها !! وكأنها شروط القوى التي تشكل غطاء وحماية لهذه المليشيات .. اخرها تكبيل وقتل نجل قائد من أبناء الصبيحة وهو مكبل اليدين .. ليفاجئ الناس بمداهمة منزل قائد عمليات المنطقة الرابعة في حي عبدالعزيز بعدن واعتقاله وتعذيبه ... وسط صمت شعبي ومدني وسياسي مريب يضع سؤال : ما مبرر وجود المؤسسات السياسية والمدنية والحقوقية بعدن ؟ وهل سكوتها سيوفر لها بيئة امنة لمزاولة نشاطها مستقبلا ؟ لا أعتقد ان وعي أهالي عدن وقواها الحية وصل بهم الغباء عجزهم عن فضح مثل هذه المخططات او خوفهم من مواجهتا والتأريخ يشهد لهم إلا من كان يعيش بين الصحاري وعلى قطيعة من القراءة وليس له علاقة بالمدنية وتجذرت علاقته بحب الجمال والتذوق بأنواعها ومزاياها .