لا اكتب عن الادوار المناطة بهم في الجوانب الامنية البحتة ففي هذا المجال اعتبرها ويعتبرها الجميع واجبات وطنية ارتضوها وفرضت لزاما" عليهم وماحققوه في القضا على الإرهاب وترسيخ الامن واقع مقروء على الارض ولسنا بحاجة اعادة كتابته نصا". أتطرق هنا للحس الوطني واستشعار قيادات الحزام الامني بالقصور الملموس في غالبية المؤسسات الادارية وخصوصا القضاء ومبادرة قيادات الحزام الامني باستشعار وحرص وطني لتغطية هذا الفراغ الحاصل والتفرد وبجداره بحل الإشكالات المستعصية وهي كثيرة من نزاعات كان من المفترض أن تحال إلى القضاء.
لا اكتب بأسلوب الوصف التشجيعي العاطفي بل أسرد واقع ملموس مدعم بادلة من قلب أحداث وأدوار شخصيات عايشتها ودونتها توثثيقا كحفظ وإنصاف اراه واجب علي وعلى زملاء المهنة أن نعطي الحق حقه.
القيادي في طوارئ الحزام الامني العميد منير محمود المشالي( ابو اليمامة) كمثال حي لهذا التوجه فالجميع يعلم قضية تلب المستعصية التي شجعت وغذت فتنتها اعوام طوال من قبل سلطات الاحتلال اليمني وكيف استعصت الحلول التي تكرم بها رجالات يافع من كل مكاتبها وكيف احتدم الأمر وزاد جريان نزيف الدم واستلهام الحس الوطني لدى القائد الشاب الذي دفع بكل طاقاته لفك الحبكة المبهمة وانتزاع الحل المرضي لجميع الاطراف.
لم يقم بهذا على حساب عمله الامني ليحل معضلة على حساب أخرى وإنما رأى أن إخماد نار الفتنة جزء من مسؤلياته لأن الوطن خدمته تعتبر فرض مقدس عندما تخلص النيات.
واسرد هنا دليل حي كشاهد لاستشعار المسؤلية وهو مادفعني لكتابة هذه السطور عن خدمات قيادة الحزام الامني في إصلاح ذات البين من ضمير حي ووازع الحفاظ على النسيج الاجتماعي وتدعيم السلم المجتمعي... دعيت يوم أمس للتواجد في حل نزاع بدء بسيطا ثم تفاقم الأمر لعدم وجود جهات الحكم ذات الاختصاص في محليات المديريات أو حتى المحافظات (توقف عمل السلطات القضائية ). كان المكان في اعالي جبال مشالة (جبال شريان - ال نصور ) خلاف بين افراد فخيذة واحدة بنو عم طال لمده لعدة اعوام وكانت تتباعد الهوة وتزداد الأمور تعقيدا يوما عن يوم ..
انطلقنا برفقة القائد الشاب من مدينة الحبيلين ردفان بعد وصوله من مقر عمله في العاصمة عدن يرافقنا بضعة افراد من حراسته الشخصية وشخصيات اجتماعية من ابناء مشاله لنمضي بعيدا في الجبال الشاهقة وبطرقها الوعرة التي بالكاد أن تجو السيارات المارة فيها من السقوط أو العطالات إلى أن وصلنا إلى آخر نقطة استطاع الاهالي شق الطرق اليها وقد نلنا قسط لايحسد عليه من التعب والإرهاق واذا بالمكان المقصود لرحلتنا يبدو على قمة جبل لاسبيل اظمامنا إلا أن نتسلقه مشيا" على الأقدام , بلغنا مقصدنا وقد شارفت الشمس على المغيب وبالاجتماع بالاطراف وقراءة منطوق الحكم تعانق الطرفان ليعم الوئام ويغلق ملف نزاع دام لسنوات ليعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في اغلاقه لقائدنا في الحزام الامني الشاب منير المشالي الذي حمل ليس مسؤلية امن الوطن على كاهله وحسب بل ليستثمر طاقاته لترسخ سبل السلم الاجتماعي والقضاء على أسباب الشقاق . فبورك كل وطني لايبرح أن يسهم في خدمة الوطن وبوركوا من تتعدد خدماتهم ليعيش وطننا وشعبنا بسلام