في الفترة الأخيرة لاحظنا أن الحضارم يمارسون جلد الذات فيما بينهم ، ويطبقون بشدة قاعدة إن لم تكن معي فأنت ضدي ، دون أي تمرير لإعتبارات حرية الرأي والتعبير عنها ، لأن سهام النقد مسلطة وبقوة ، متناسين الإنفتاح الإعلامي العالمي ، لنعيش في مجال ضيق نحشر أنفسنا فيه ونرفض التعايش والقبول على الآخر ، وعطفا على بدء من المتعارف عليه في المجال الإعلامي أن لكل وسيلة إعلامية سياستها الخاصة التي يرسمها القائمون عليها ، ويسعون لتحقيق أهدافها وفق الإمكانيات المتاحة . للأسف نتابع منذ فترة حملة ضد قناة حضرموت التي لا أنصّب نفسي ولم ينصًبني أحد للدفاع عن عنها ، لإعتقاد البعض أنها لاتمثل الهوية الحضرمية مطالبين بوقف برامجها وإغلاق القناة لأنها لم تلبي تطلعات الشارع الحضرمي ، وهو رأي نختلف معه ، مع إختلافنا على بعض برامج القناة ، لكن يجب أن لانغفل دورها ودور القائمين عليها ، وبذلهم لجهود ٍ تطويرية تتماشى مع سياساتهم التي لم تعجب البعض ، ممن يطالبون القناة بأن تعمل وفق أجندتهم وأهواءهم ، وكان الأحرى بهؤلاء المنتقدين عمل قنوات مماثلة لإظهار قدراتهم ، وعدم الإتّكال على الآخرين طالما أنه مايقدمونه من وجهة نظركم بعيدا عن تنظيركم . مسلسل " الجمرة " الذي تبثه القناة في ليالي الشهر الفضيل ، أخذ حيزا واسعا من النقد والدفاع بين معارض ومؤيد للفكرة ، رغم أن الأغلبية جنّدوا أقلامهم مطالبين بإيقاف عرضه ، لعدة إعتبارات أهمها أنه لايمثل الهوية الحضرمية ، وتداخل شخصيات من خارج المحافظة للقيام بأدوار التمثيل والإخراج ، ولكن هذا لايعني أن يكون الهجوم كاسحا بهذا الشكل ، وإقحام البعض أنفسهم لتصفية حسابات ، أو محاولة الظهور وإمتطاء صهوة الجواد ، وإغفال أن اغلب الكتابات الناقدة للمسلسل سطحية ، ولم تكن ذات عمق تاريخي وثقافي ، ومطالبة قيادة المحافظة والمؤرخون والمثقفون بإيقاف هذا المسلسل الدرامي ، تحت حجة إساءته لتاريخ قبائل حضرموت . حمّى تصعيد الحملة المطالبة بإيقاف بث حلقات مسلسل " الجمرة " لن تتوقف ، مادام البعض يتخذها وسيلة لشهرته ، والسير مع تيار المنتقدين ، لكن القناة أرسلت تنويها مع بداية الحلقات أنه لاعلاقة للقصة بالواقع ، وإنها من مخيلة الكاتب ، لعل وعسى يرجع هؤلاء إلى صوابهم ، والبحث عن أمور ذات أهمية للشأن الحضرمي ، تستحق أن ننتقدها ، بعيدا عن إستعراض عضلات كتابتنا على مسلسل درامي من بنات أفكار كاتب حضرمي ، نرفع له القبعة تقديرا ، وتأكيدنا على مبدأ أن الإختلاف لا يعني الخلاف يا ( بوحضرم ) .. ولياليكم مباركة بإذن الله .