عندما اجتاحت جحافل المليشيات الانقلابية الحوثية العفاشية منطقتنا الوسطى بمحافظة ابين كان الوضع سيئاً للغاية والمشهد مرعباً جداً....! وكانت قذائف وصواريخ الحقد العفاشية الحوثية تتساقط بكثافة على منازل المواطنين في مديرية لودر وعلى رؤوس ابنائها لتحصد ارواح النساء والاطفال والشيوخ دون رحمة ولاشفقة ولاتمييز بين طفل رضيع ولاشاب ولامراعاة لشيخ طاعن في السن ولاإمرأة...!! والكل كان هدفاً لقذائف الحقد...! وعند اشتداد المعارك واحتدام المواجهات اضطر الاهالي في مدينة لودر لنقل العائلات والاسر الى مديرية مودية حفاظاً على سلامتهم من طيش وتهور عصابات الاجرام والعمالة... وكانت مودية واهلها الحضن الدافئ لإخوانهم من ابناء لودر... وبعدها تفرغ ابطال المقاومة ورجالها البواسل في المنطقة الوسطى لترتيب وتنظيم صفوفهم للتصدي لتلك الجحافل الغازية والمعتدية ..وكان تنظيماً شعبياً وعفوياً لايخالطه موقفاً رسيماً...! وقدم الابطال الغالي والنفيس للدفاع عن دينهم واعراضهم.. وفي هذه الاثناء وفي خضم المعارك واشتدادها غاب الموقف الرسمي الحكومي عن المشهد تماماً ولم نسجل موقفاً إيجابياً ولاحضوراً للمسؤولين في المحافظة...! حيث كان محافظ ابين السابق خارج المنطقة بل خارج المحافظة وأبى إلا ان يكون بعيداً عن الاحداث والمعارك التي تعصف بالمواطنين، وفضل ان يراقب الوضع المحتدم عن بعد ولم يسمح لنفسه بمشاركة مواطنيه همومهم في هذه الحرب ، ليكتفي بإجراء بعض المكالمات التليفونية بين الحين والآخر التي لاتردع معتدياً ولاتعترض صاروخاً ولامقذوفاً متجهاً صوب الابرياء...!! وللأمانة وللتاريخ نسجل هنا شهادتنا لإحد المسؤولين في المحافظة الذي يكاد يكون هو الوحيد الذي اختار ان يكون إلى جانب المواطنين ، حيث كان له شرف المشاركة الفعلية والوقوف إلى جانب إخوانه في المنطقة الوسطى بإمكانياته المحدودة والمتواضعة ليشد من ازرهم ويرفع من معنوياتهم .. انه الاستاذ/ياسر باعزب مدير عام مكتب الاعلام بمحافظة ابين حيث كان قريباً من اهله ومواطنيه ليشاركهم احزانهم واوجاعهم ، وظل ثابتاً بين إخوانه يعاني مايعانونه ويتألم لإلآمهم ويخاف لخوفهم ويفرح لافراحهم وإنتصاراتهم... واثناء تواجده في فترة الحرب كان يعقد الاجتماعات بحضور قادة المقاومة بالمنطقة الوسطى للوقوف على آخر المستجدات ولتدارس مايمكن القيام به للتصدي للعدوان الهمجي الغاشم على مديريات المنطقة الوسطى، كما بذل جهوداً لفتح المركز الاعلامي للمنطقة الوسطى ومقره مودية وقام بتغطية اخبار المعارك ونقلها عبر القنوات الفضائية المحلية والعربية بمعية اعلاميوا المحافظة، وعمل بصمت لتفعيل دور مكاتب الاعلام بالمحافظة وتأهيل مدرائها وكان حريصاً على ان يحصل الاعلاميين والصحفيين على التأهيل والتدريب ليتمكنوا من تأدية رسالتهم الاعلامية ومواكبة الاحداث الجارية، وهناك جهوداً بذلها الاستاذ ياسر باعزب لايتسع الحيز لسردها يستحق عليها التكريم والشكر والثناء.... وكان (باعزب) هو العلامة المضيئة والمتميزة في سماء المنطقة الوسطى يشحذ الهمم ويرفع المعنويات...! فشكراً بحجم التضحيات وبحجم الوطن للدكتور/ ياسر باعزب لموقفه النبيل الذي سيسجل في سفر التاريخ...!