في تطور متصاعد للازمة بين دولة قطر ودول الخليج العربية ومصر على خلفية التصريحات الاخيرة لامير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ، المثيرة للجدل التي صدمت دول التحالف العربي بقيادة السعودية حيث تخوض دول التحالف العربي حربا منذ عامين في اليمن لاعادة شرعية الحكومة اليمنية من قبضة جماعة الحوثيين المواليين لايران وحليفهم الرئيس السابق صالح .. وقطع دابر الخطر القادم من اليمن لحماية الامن القومي العربي من هذا التمدد الموالي لايران حيث تشهد العلاقات الايرانية السعودية توترا منذ اعوام بسبب التدخلات الايرانية والاعمال التخريبية في الخليج العربي وبقية البلدان العربية كالعراقوالبحرينواليمن ولبنان والعراق من خلال دعم مليشيات شيعية خارج نطاق الدولة ناهيك عن احتلال ثلاث جزر اماراتية من قبل ايران. وبسبب الموقف القطري الذي اعلن من خلاله امير قطر عن علاقات متينة بايران تربط قطر في توجه يناقض مايقوم به التحالف العربي فضلا عن كونه يشكل خطرا على العمليات العسكرية التي تقوم بها دول التحالف باليمن باعتبار ان قطر احدئ الدول المشاركة فيه ، بالاضافة الى الدور القطري المزدوج في دعم جماعة الحوثيين الانقلابية في اليمن وهو ماتراه دول التحالف العربي يشكل خرقا وتهديدا حقيقيا لسرية العمليات العسكرية باليمن ناهيك عن اتهام قطر ودورها في دعم التنظيمات المتطرفة والارهابية في العالم ومنها جماعة الاخوان المسلمين في مصر واليمن بالاضافة لدورها السلبي تجاه مايحدث في البحرين ومحاولاتها الحثيثة للتدخل في الشان الاماراتي وتشوية الدور الاماراتي في اليمن لخدمة بعض الجهات الحزبية اليمنية ومنها الاخوان المسلمين الذين تربطهم علاقة عداء شديدة مع الامارات العربية . حيث أعلنت كل من السعودية والبحرينوالامارات ومصر واليمن قطع علاقاتها مع قطر وسحب السفراء واغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية امام قطر. الموقف القطري المتناقض والمرواغ كان في اول تعليق له على تلك الاجراءات العربي وعبر وزير خارجية قطر ابدى اسفه تجاه ماحدث معتبرا انها غير مبررة واستندت تلك المواقف علئ مزاعم وادعاءات لا اساس لها بحسب وزير خارجية قطر. واكد الموقف القطري ان قطر ستسعى لافشال محاولات التأتير على المجتمع والاقتصاذ القطريين. واتهم الوزير القطري صراحة مصر بالوقوف وراء هذه الاجراءات لغرض فرض الوصاية -حد وصفه- وذلك مايراه الوزير القطري انتهاك للسيادة. في وقت تعمل قطر ليلا ونهارا وعبر قناتها السيئة الصيت والسمعة -كما يصفها الشارع العربي - على التدخل السافر في شئون مصر وتشجيع ودعم الجماعات المتطرفة لضرب الدولة المصرية في سيناء كما يتهمها النظام المصري . مايدل على ان موقف قطر لن يتغير من خلال التصريح الاخير لوزير الخارجية الذي رفض هذه الوصاية حسب وصفه . وهذا مرفوض قطعيا- كما قال. تصر قطر على المضي قدما في انتهاج سياسة تفتيت وتشتيت الموقف العربي الموحد كاحد اجنداتها التي تنفذها بالوكالة لمصلحة ورغبات ايران ومصالح دولة اسرائيل التي تربطها هي الاخرى علاقات ودية عبر المكتب الاسرائيلي في قطر وذلك ما اكده الامير القطري نفسه. فقد حشرت قطر انفها للتدخل في شؤون العديد من البلدان العربية ودعمها المستمر للتنظيمات المتطرفة ودورها في ضرب الامن القومي العربي والمصلحة العربية العلياء. لقاء وزير الخارجية القطري مباشرة بعد قمة الرياض بقاسم سليماني الوزير الايراني في العراق كان كنتيجة ورد مباشر لمخرجات القمة في الرياض التي دعت صراحة قطر للالتزام بمخرجات القمة ومراجعة حساباتها في دعمها للارهاب. تقف الدولة القطرية اليوم في مفترق طرق وسيناريوهات كثيرة متوقعة..كما تشير المواقف الاولية ويرى مراقبون ان قطر سترتمي لحضن ايران نكاية بالمملكة العربية السعودية والامارات التي ترى قطر ان مصر هي من يقف وراء تلك المواقف ضدها في وقت قد تتجه الامور نحو مزيدا من التصعيد طالما وفضلت قطر عدم العدول عن مواقفها التدميرية التي تنهش المصلحة القومية العربية وربما تنضرب قطر اقتصاديا حيث تربطها بهذه الدول علاقات استثمارية وسياحية اقتصادية كبيرة. ولذلك قد تدفع قطر الثمن قاسيا نظير مواقف اصبحت عدائية اكثر من كونها منكافات وتمسك بمزاعم سرعان ماتفضي بهذة الدولة الخليجية الى عزلة وهذا ماكانت تتمنى حدوثه ايران فلقد عملت كل مابوسعها لضرب الوحدة العربية والخليجية تحديدا. بعض المحليين نظروا لتصعيد الازمة بين قطر واشقائها ان قطر ربما تلعب دورا لايقل خطر عن ماتقوم به من ادوار تآميرية في نهش الجسد العربي وتمزيق اوصاله ومن ذلك تشتيت ماتبقى من اللحمة والوحدة العربية المتمثلة في مجلس التعاون الخليجي العربي بالاضافة الى العمل على زعرعة الاستقرار داخل المملكة العربية السعودية والامارات وصولا للبحرين لتحقيق آمال ايران وتنفيذ خارطة ماسمي بالشرق الاوسط الجديد بعد هذه التطورات الاخيرة. المواقف العربية لاسيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي كند وقطب دولي أصبحت شديدة من الوهن والضعف في ظل هيمنة القطب الواحد وبالتالي كان الموقف العربي في حالة انهيار فما ان يشذ احد الاقطار العربية لايؤخذ بيده قبل ان يتحول لسلاحا يدمي هذا الجسد العربي المريض ككل. فعندما أخطأ صدام حسين بغزو الكويت لم يؤخذ بيده ولم تأخذ الحكمة العربية والسياسة مجراها الحقيقي و تركت العراق في عزلة تامة لتتهيا الفرصة لايران طباخة مشروعها على نار هادئة وبالتعاون مع اذيالها تم غزو هذا البلدوتحولت العراق قاعا صفصفا ومزقت وهاهي النتيجة اليوم كما يؤكد كثير من المهتمين بالشان العربي. وهكذا شذت قطر عن الاجماع والمصلحة العربية وذهبت نحو ليبيا للتآمر على اسقاط الدولة هناك وتمزيقها وبات الاشقاء في ليبيا يدفعون ثمن هذا الانحراف العربي والخيانة الداخلية التي حذر منها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.. وقال يومها مخاطبا قطر:" بدلا عن ان تكونوا معانا تكونوا ضدنا وتثوروا كل شي ضدنا..لماذا لمصلحة من هذا؟! هل هذا الماء والملح بيننا والدم والاخوة؟! قد تندمون يوم لاينفع الندم.. فالذي بيته من زجاج لايرجم الناس بالحجارة". وعلى ضوء هذه الاحداث المتسارعة والتطورات المتلاحقة باتت اليوم قطر في مواجهة مباشرة مع اشقائها وربما اصدقائها كثمرة ونتيجة طبيعة لسلوكها سبيلا وعرة ومعقدة وانحراف سياستها وتدخلاتها التي قد ترتد سهما قاتلا في صدر هذا البلد العربي الذي لايتمنى له المواطن العربي من المحيط الى الخليج ان يصل لهذا الحال.