ماهي أعذار وحجج إدارة كهرباء لودر ازاء ما يحدث من تدهور ممنهج للمنظومة الكهربائية، وللطريقة الإستفزازية التي تخرج الإنسان عن طوره، وتحيل برودة أي عاقل إلى نار متقدة؟ مرات كثيرة ناشدنا وصرخنا وكتبنا، ولكن لا حياة لمن تنادي، بل وصفنا بعض الغوغائيين بالمناطقيين والحاقدين وزراع الفتن، ولم يعلموا أننا نكتوي بنار المناطقية والتمييز والإستفزاز..
ومرات عدة حذرنا من تدهور المنظومة الكهربائية في حال لم يحرك المعنيون المحنطون ساكن،وفي حال لم يستشعر بعض المثلجون أن الكهرباء مقبلة على أيام سوداء، ولكن للأسف كنا كمن ينفخ في قربة مثقوبة،وظل المستفيدون ينظرون بصمت قاتل،يقابله مباركة تقصم الظهر من قبل السلطات المعنية..
اليوم ماعدنا نطيق وضع الكهرباء والطريقة التي تدار بها من قبل إدارتها وموظفيها الذين للأسف باتوا يبحثون عن مصالحهم غير آبهين ولا مكترثين بحياة الناس،ولكن مايؤلمنا جداً هو من سيوقف هذه السياسة القذرة التي تمارسها إدارة الكهرباء تجاهنا، ماعاد هناك من نرفع إليه مظالمنا، فشعار الجميع نفسي نفسي، وإن أستجابوا فلاتتجاوز حلولهم الحلول الترقيعية فقط..
ما اريد أن أفهمه ويفهمه الجميع هو لماذا باتت كهرباء لودر تعمل بنظام (التقطير) رغم أن جميع مشاكلها قد حُلت ومرتبات موظقيها صُرفت، والأهم هل سيخرج المواطن من دائرة الصمت والخذلان ويعلن ثورته ضد الفساد وأهله..
في ظل هذا الصيف الحار والقاتل، وفي ظل تفشي وباء الكوليرا باتت الكهرباء ضرورة (ملحة)، ناهيك عن أن رمضان على الأبواب، فمن المتوقع أن تصبح فيه الكهرباء مجرد حُلم يزورنا للحظات ثم يوقظنا منه كابوس الحر الشديد والبعوض القاتل..
قد يظن البعض أنني أكتب لمجرد الكتابة أو حقداً على مديرها (المصون) أو ربما من منطلق المناطقية كما يحلو لأطفال الفيس وجيل ( التمبل) وملحقاتها أن يسمونا، بل على العكس أنا أكتب لان واقع الكهرباء ووضعها مخزي ومخجل ومؤلم في ذات الوقت، ويتطلب ثورة رجال وضمير إن كان هناك (رجال) وضمائر حية،كي نعيد للكهرباء مكانتها وموقعها..
إما سياسة (المزاج) والكيد المضاد التي باتت تُمارس ضد بعض المناطق فذلك لن يزيد الطين إلا (بلة) وسيصب زيت الصيف الحار على (جمر) الوجع والألم، فلغة التذلل والتودد واللين لم تجدي نفعاً معه هكذا (أصنام)،وهكذا (كائنات)..
حاولت أن أتجنب الكتابة عن الكهرباء علّ وضعها يتغير وعودها يستقيم وحالها يصطلح ولكن للأسف أصر (كبيرها) إلا أن يسيرها وفق ماتقتضيه الحاجة والطلب، ويفصلها على (مقاسات) الأقربون وأصحاب النفوذ، وهذا ماجعلنا نخرج من (صمتنا) ونبحث بين ثنايا الأفواه عن (حلول) جذرية وليست ترقيعية ..
واقع الكهرباء اليوم يتطلب وقفة جادة من أعلى هرم السلطة إلى الطفل (الرضيع)، ويتطلب حلول وليس حبر على ورق، إن كان يهم الجميع وضع الكهرباء التي ستتحول مع مرور الأيام إلى (أطلال) نبكيها ونتمنى زمان (الوصل) بها،وحينها لن يفيد ذلك..
لن أطيل فلغة الكلام لن تسبر أغوار الألم ولن تصل لعمق المعاناة، ولكن نضع هذه الكلمات على طاولة كل شريف لايزال يسري بين ثناياه (دم) نظيف لم يتلوث بوباء (الفساد)، فإن ثاروا فهو المطلوب وإن لم يفعلوا فالثائرون ينتظرون صفارة الإنطلاق...والله من وراء القصد..