يثار هذه الأيام جدل واسع في مواقع التواصل الإجتماعي وفي مواقع إعلامية متعددة حول نية المجلس الإنتقالي الجنوبي عقد إجتماع له في مدينة المكلا ، عاصمة محافظة حضرموت ، لما تمثله هذه المحافظة من رمزية هامة للقضية الجنوبية ، ولكونها تمثل العمق الإستراتيجي للجنوب ، حتما ستجد هذه الخطوة الجريئة من قبل قيادة المجلس الإنتقالي مباركة واسعة ودعما قويا من قبل جماهير عريضة من أبناء هذه المحافظة الباسلة ، التي لن تتخلى أبدا عن إخواتها الأخروات من المحافظات الجنوبية اللاتي يتعرضن للحصار والتدمير وحرب الخدمات والمرتبات ، وبشكل أكبر محافظة عدن على أيدي رموز فاسدة من بقايا النظام السابق ، مسنودة برموز انتهازية تتدثر برداء الشرعية ، كعقاب جماعي لمواطني هذه المحافظات ، التي تحررت من هيمنة الإنقلابيين وسلطتهم ، وكمحاولة يائسة منهم لإعادة الأوضاع إلى ماقبل 2.15 م، إن انعقاد المجلس الانتقالي في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها حضرموت والجنوب بشكل عام وقضيته العادلة بشكل خاص ، في مدينة المكلا عاصمة حضرموت بالذات ، تمثل حدثا بارزا في سياق النضال السلمي الجنوبي ، وذات مدلولات هامة يمكن إيجازها فيما يلي : 1- التأكيد على إرتباط حضرموت بعمقها الجنوبي مصيريا وسياسيا ، ورفض أية محاولة لتجريدها منه ، تحت أية مسميات أو مشاريع معينة 2- التضامن مع حضرموت وأهلها لما تتعرض له من تهديدات أمنية وارهابية 3- التأكيد على وحدة حضرموت وحقها في فرض سلطتها إداريا وأمنيا وعسكريا على كامل أرضها ، بمافيها منافذها البرية والبحرية ، ورفض تواجد أية تشكيلات عسكرية ، تهدد أمنها واستقرارها 4- التاكيد على مشروعية مطالبة حضرموت وأهلها بالتحكم في ثرواتهم والإستفادة منها في تطوير محافظتهم ، وتحسين الخدمات لمواطنيها ، ولاسيما في مجال الصحة والكهرباء والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية المرتبطة بحياة المواطنين ، ورفض ماتقوم به رموز الفساد من عبث بهذه الثروة ، لتمويل فسادها على حساب مواطنيها . وتنتصب أمام المجلس في لقاء المكلا مهام عاجلة وحيوية ، وفي مقدمتها استكمال الهيكل التنظيمي للمجلس وإقرار مشروع سياسي له ، يستجيب لتطلعات أبناء الجنوب العادلة وحقهم في تقرير مصيرهم ومستقبلهم ، ويفتح حوارا مع باقي المكونات الجنوبية والشخصيات ، التي لازالت خارجه ولديها الرغبة للإنضمام إليه ، ويجب ان يعتمد المجلس في نشاطه على العمل المؤسسي المنظم والمبرمج البعيد عن العشوائية والموسمية والإرتجالية ، حتى يكون بحق وحقيقة الحامل السياسي للجنوب وقضيته العادلة ، وممثله الوحيد الذي يخاطب الأقليم والعالم بصوت واحد ورؤياواحدة ، ليقطع الطريق أمام المتاجرين بالقضية الجنوبية والمتطفلين عليها الى الأبد ، ونتطلع في إجتماع المجلس في المكلا أن يحسم هذه القضايا ويرسم المستقبل المنشود لنشاط هذا المجلس وأفاقه . من الطبيعي جدا أن يكون هناك معارضون لعقد المجلس الإنتقالي دورته في المكلا ، وهم بالتأكيد من رفضوا تشكيله ًو قيامه وأعتبروه إنقلابا على الشرعية ، وهم المتمسكون بوهم الوحدة المغدور بها ، ولايريدون للجنوب أن يمتلك تمثيلا حقيقيا ، بل يريدونه أن يظل تابعا ضعيفا يرسمون له مستقبله ومصيره كيفما شاءوا وبالطريقة التي يريدونها، وبما يحقق لهم مصالحهم ويٌبقِي نفوذهم وتسلطهم على مصير البلاد والعباد ، يجب أن يعِيَ الجميع أنّ حضرموت والجنوب ، لم تعد تلك الأرض ، التي استبيحت أرضها وسماؤها وبحارها وثرواتها ودماء أبنائها منذ حرب صيف 1994 م المشؤومة ، فقد تغيرت المعادلة منذ 2.15 م ، ولن تقبل الإملاءات والوصاية من أحد بعد اليوم وعلى الجميع ادراك ذلك .