هذه آخر قرارات ليلية تمس مصالح الجنوب ومجلسه الانتقالي يصدرها الرئيس هادي كانت قبل أزمة قطر بأيام وبإيعاز منها عبر نائبه علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح اليمني فجمدت , وكانت بصدد تغيير أولئك المحافظين في الجنوب والوزراء الجنوبيين في حكومة الشرعية الذين هم أعضاء في المجلس الانتقالي الجنوبي كعقاب لهم بعد تهديد , على أن يعين بدلهم محافظين ينتمون لحزب الإصلاح اليمني الإخوانجي مثل محافظة عدن , وشاء القدر أن تجد تلك القرارات النور بعد منتصف ليل البارحة ولكن بديباجة جنوبية خالصة غير إصلاحية خالية من لمسات الشرعية اليمنية من دون نكهة كريهة قطرية . بمعنى أنه تم تعديلها واستبعدت الشخصيات الإصلاحية وحلت محلها شخصيات جنوبية قوية حرة وفي مقدمتهم اللواء فرج سالمين البحسني والذي هو عضو في المجلس الانتقالي الجنوبي مواكبة لمجريات الأحداث في المنطقة ورغبة القوى المؤثرة في الأزمة القطرية والتي ترى ضرورة تفرغ أحمد سعيد بن بريك لمسائل كبرى ضمن المجلس الانتقالي الجنوبي وتوجيه دفته في الاتجاه الذي يريده الحضارم لكي لا يقع في أخطاء الماضي التي حددتها مخرجات ثلاث مؤتمرات حضرمية عقدوها في حضرموت في مدة قياسية لا تتجاوز الشهر الواحد , كلها تؤكد على مصالح حضرموت أولا والتي هي أساس مصالح دولة الجنوب العربي . تفرغ بن بريك يراد منه عدم اجتراء الماضي بمآسيه بسبب إقصاء وتهميش الحضارم من قيادة حضرموت والجنوب عامة في دولة جنوبية بل تم إقصاء وتهميش أهالي مختلف مناطق الجنوب من إدارة شئون مناطقهم , حيث أن قبل 22 مايو تسعين كان المنتمين للحزب هم يديرون حضرموت , وبعد 22 مايو تسعين كان المحافظون في حضرموت شماليين والحضارم المنتمين للأحزاب اليمنية في مسئولون في دولة الاحتلال اليمني التي تحتل الجنوب كأداة لضرب الجنوبيين . أحمد بن بريك أنجز الكثير في حضرموت خلال فترة وجيزة لا تتعدى السنتين وحضرموت حققت المزيد في ظل إدارته , وهو بإمكانه أن ينجز الكثير في الجنوب عامة ولديه من الطاقات والخبرات ما شاء الله ما سنضرب بها كيد الأعداء وسيحقق الجنوب الطموحات المرجوة والأهداف المنشودة في ظل المجلس الانتقالي الجنوبي والذي هو عنصر فاعل فيه , وخاصة أن العديد من الجنوبيين غير مطلعين على ما تحقق في حضرموت ويعتقدون أن المؤتمرات الحضرمية التي عقدت في حضرموت ما هي إلا جلسات قات أو سمر بالحنظل والسماور وأن القرارات والتوصيات ما هي إلا هراء , وقد اشتغلت مكنة سفينة الجنوب لمواجهة العواصف العابرة والتيارات العاثرة الآلة اليمنية بشقيها الشرعي وغير الشرعي سياسيا وإعلاميا بما تمتلكه من إمكانيات مادية منهوبة من ثرواتنا . فالقرارات الليلية التي سيصدرها بعد اليوم الرئيس هادي ستكون موجهة نحو الحكومة الشرعية لتغيير وزرائها ومسئوليها الذين ينتمون لحزب الإصلاح اليمني الإخوانجي والمقصرين وفي مقدمتهم وزارتي الصحة والسكان والتربية والتعليم والكهرباء بهدف تحسين الأوضاع في الشمال وهذا شأن يمني على كتابهم أن يهتموا به ويبعدوا من رؤوسهم جنوبنا العربي .