لم يعد هناك عذر لأحد ، ولن تقبل المبررات والتسويف ، ان التقاعس واللامبالاة والتسيب والتخلي عن المسئولية الاجتماعية للمدينة العدنية المذبوحة في قارعة الطريق سلوك غريب ولم تعهده المدينةالعدنية من قبل وهي التي اتخذت من النظام والقانون سلوكا حضاريا تعيشه اليوم والليلة ولم نتعود في عدن ان نقول هذه المهمة مسئولية هذه الجهة او تلك ، المجتمع العدني والجنوبي الضاربة جذوره في تاريخ القيم والأخلاق الإنسانية لم ولن ينسى او يتخلى عن تراثه الحضاري وسلوكه الاجتماعي وحبه للنظام والقانون ، ان الفترة السابقة من عمر الجنوب أصابت السلوك الحضاري المتميز لعدن والجنوب عموما بإعراض مرضية فيروسية غاية في الخطورة. إصابة الجسد في مفاصل هامة وحساسة حتى صار البعض منا ينظر من بعيد للتغييرات الشاملة والمسخ الشيطاني الذي نخر منظومة القيم الجنوبية واوشك هذا المسخ الشيطاني ان يلبسنا ثوبا قذرا لايليق بأجسادنا المتألقة بتألق منظومة القيم الأخلاقية العطرة في عدن والجنوب عموما. ،
كان النظام والقانون لوحة فنية جميلة مشاهدة بالعين المجردة جهارا نهارا اخلاق جنوبية عامة في كل مكان هي رمز الاستجابة المجتمعية الطبيعية المتفاعلة مع النظام والقانون ، وكل افراد المجتمع هم ادوات النظام والقانون ، لاينتظر المواطن استقامة رجل المرور وسط الشارع ليحدد اتجاه السير يكفيه وجود الاشارة الارضية او الجدارية او الضوئية وهي وحدها لغة المحادثة بين المواطن وحركة النظام والقانون الطبيعية ورجل المرور هو هيبة النظام والقانون ووقوفه في وسط الشارع رمزية الصرامة والثقافة لايحتاج سلاح وسيارة النجدة بل تكفيه الصفارة والبدلة الانيقة ليفك الزحام من الجهات الاربع في اضيق شارع ، هو مجتمع يضع هيبة وحب وتقدير لرجل المرور ... لامخالفة بناء ومزاجية ولا بسط على ممتلكات الغير باستقواء وتسلط ولا عبث بالمال العام بهمجية ،
لاداعي لهيئة مكافحة الفساد ولا الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ولا لجان تفتيش او اقتحام ومباغثة ولا احتجاجات ولاعصيان مدني ان الامر طبيعي وبغاية البساطة في عدن المدنية انه النظام والقانون والثقافة الاجتماعية والوعي الحضاري . قد يقول البعض ان الثقافة والوعي الحضاري قد اختفت معالمهما بسبب الممارسات العلنية من قبل السلطات المتعاقبة والمجتمع المتغير خلال اكثر من عقدين من الزمن وهي فترة كفيلة بتغيير ونسيان كل شيئ له علاقة بما صار يطلق عليه بالذكريات الجميلة للعهد السابق. يشرفني ان اقول لكم وبكل شجاعة ان مفاخر الزمن ومزايا الامم وتراثها الحضاري والانساني تظل محفورة في الوجدان وفي كل الخلايا الدماغية ومجاري الدم وهي نبضات القلب التي لاتتوقف ،
هي فقط. بحاجة الى عملية انعاش وتنشيط بسيطة وبحركات ضغط عقلانية نستطيع بعدها ان نعود كما كنا واحسن ونغرس في نفوس اجيالنا ثقافة النظام والقانون والوعي الحضاري ولن نواجه صعوبة في ذلك البتة لاننا نمتلك جينات وراثية فريدة من نوعها ومعادن نقية وان كانت صدأة نوعا ما بسبب عوامل التغيير القهري لكنها سرعان ما ستعود براقة لماعة بعد ان ينجلي عنها الصدأ وتشع فيها حقيقة الاصالة والعراقة العدنية والجنوبية من جديد قولا وفعلا.
انها مجرد جرعات تنشيطية مدعومة من قبل الكفاءات العريقة الغيورة والتواقة لعودة لكل جميل في عدن والجنوب وليس هناك اجمل من عودة سيادة النظام والقانون والوعي الحضاري بدلا من تفشي ثقافة المسخ الشيطاني التي نعيشها في اسوأ مراحلها وايامها لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ولاتعكس سلوكنا ولارقينا الحضاري ولا وعينا الاجتماعي ولا تاريخنا التليد اننا في عدن والجنوب ايها الاخوة.. افيقوا لقد انفضح امرنا واهدرت كرامتنا وسبنا الناس في كل مكان ووسمونا بصفات لا تليق بنا وبسمعتنا العطرة والزكية لقد صرنا في عدن مسخ وركام من المخلفات السلوكية السيئة .. فكفى لابد من انهاء هذه المهزلة التاريخية ونعود الى سابق عهدنا اهل حضارة وثقافة ووعي ورمزا للنظام والقانون .