يعتقد أبناء عدن أن تاريخ مدينتهم وثقافتها الشعبية وموقعها الإستراتيجي العبقري منحتها قدرات وصفات تكاد تكون سحرية,.لكن قواها هذه تبدأ بالتحول عندما يمارس الآخر عليها التدليس لإنتزاع السلطة من أبنائها لإدارتها, وتتبعه الكوارث, ومهما يكن الشيء الذي يستند إليه الباطل هو باطل. لم ننس, أنه في يوم أسود سيء النية, وعلى الرغم من مظاهرات الإحتجاج والإعتصامات والإضراب عن العمل, وإستياء ومعارضة أحزاب عدن الإتحاد الشعبي الديمقراطي (برئاسة عبدالله باذيب), حزب الشعب الإشتراكي (برئاسة عبدالله الأصنج), وثلاثون نقابة ممثلة في المؤتمر العالمي, ومغادرة سبعة من أعضاء المجلس التشريعي المنتخبين إحتجاجا على الإتفاقية التي وقعت في لندن في أغسطس 1962 عند مناقشتها في المجلس في 24 سبتمبر 1962 ليمنحوها مشروعية زائفة, وصوت أربعة فقط من الإتنى عشر الأعضاء المنتخبين لصالح الإتفاقية. ومع ذلك أصر الإنجليز على دخول عدن في إتحاد الجنوب العربي إبتداء من مارس 1963. والذي أدى في نهاية المطاف إلى تسليم حكم عدن بالتدليس في 30 نوفمبر 1967 للجبهة القومية (الحزب الإشتراكي). وقد شهدت عدن من بعده فصلا سَفَّاك قاتم هو الأسوأ في تاريخها, لم تعرف كيف تخرج منه حتى يومنا هذا. أعترف المندوب السامي وحاكم مستعمرة عدن جونسون أنه إذا تقدمت الثورة اليمنية أسبوعا واحدا ولم تحصل في 26 سبتمبر 1962 أي قبل البدء في مناقشة الإتفاقية في مجلس عدن التشريعي ما كان بإمكان خطة ضم عدن إلى اإتحاد الجنوب العربي أن تنجح. جاء ذلك في كتاب "السياسة الإستعمارية في جنوباليمن" للدكتورة فالكوفا, ترجمة فقيد اليمن عمرالجاوي, رحمة الله عليه. الأحزاب والقوى السياسية القائمة تقليدية دموية وفاسدة وبدون قضية وطنية أو إنسانية, ولا تعبر إلا عن قادتها, وهذا يفسر سبب فشلها الذريع في تجربة الحكم في الشمال والجنوب, وبسبب هؤلاء الحمقى نشهد هذه الصراعات والحروب الأهلية الدموية المتوالية. وحْد'ه تنظيم سياسي يضم أبناء عدن الأصليين, هو وسيلة تسمح بالفعل أن يصير من أهم مؤسسات المجتمع المدني وأكثرها مصداقية للمشاركة السياسية النشطة, يزيل إحتكار الحقيقة وإحتكار المشروعية وإحتكار الوطنية من القوى السياسية الفاسدة القائمة, يمكن أن يكون أداة لحكم وإدارة المدينة, يضع كل النقاط والإتجاهات والتطورات والأفكار ومصالح أبناء عدن والوطن كله أمامه وهو يتخذ القرار, يزيد من التماسك الإجتماعي ويحافظ على التقاليد والثقافة العدنية المتميزة, ويصبح عنصرا حاسما ليستعيد العدانية مدينتهم وحقوقهم السياسية والمدنية والإنسانية, وتحصل عدن على ماتريد,. هناك خطوات عملية سهلة يتعين على الشباب من أبناء عدن القيام بها لإنشاء حزب سياسيأ, و حتى تجمعا يستطيعون من خلاله التعبير عن أنفسهم ويدافع عن حقوقهم. فالأمور صارت أفضل على الساحة الإفتراضية, وذلك بتدشين حزب على الإنترنت بدون مبالغ تدفع. وعندما يصبح لديهم القوة الكافية يستطيعون بمجهودهم الذاتي إخراج هذا الكيان على أرض الواقع كقوة تفرض نفسها, ويكون لها صوت مسموع وظهير شعبي شبابي جارف. وقد شهدنا كيف لم تصمد الأنظمة والأحزاب التقليدية عندنا وفي بعض البلاد العربية في مواجة المد الكبير الآسر من الشباب. الأحزاب وقادة القوى السياسيه والحكومة ليس لهم بوصلة أخلاقية, تنتقي قصداً أبناء عدن الضعفاء والوصوليين كقادة في الصف الثاني أو محافظين أو وكلاء لمحافظة عدن .. هؤلاء خدم السلطان, ليس لهم ولاء لعدن.