إن محاولة فهم القرارات الأخيرة لحكومة هادي والقاضية بتغيير محافظي: شبوة وحضرموت و سقطرى بشكل منفصل ، ومحاولة ايجاد تفسير كل اقالة على حدة لايتيح ادراك ابعادها ولا الخط العام الذي تنتهجه حكومة عبدربه-بن دغر مصدر تلك القرارت.
لكن عند النظر إليها في سياق -كسلسلة- متصلة منذ اقالة بحاح ورياض ياسين و.... الزبيدي يمكن أن يقودنا إلى ادراك الاتجاه العام لصانعها "عبدربه " الذي يسلكه بعد تحرير الجنوب وتأمينه ، والفشل في تحرير الشمال ، وحالة الانهاك الذي تعانيه قوات التحالف . وغالب الظن أن حكومة عبدربه-بن دغر قد توصلت إلى قناعة أن لا حل إلا الحل السياسي مع حكومة عفاش-الحوثي !! ولان حكومة عبدربه-بن دغر لابد ان تريد ان تتم التسوية في إطار مخرجات مايسمى بالحوار الوطني -التي انقلب عليها عفاش والحوثي - و لايمكنها تحقيق هذا الإطار إلا بفرض وحدة جبرية على الجنوب ، و هؤلاء الرجال وقفوا كلا في مكانه -ومن ورائهم رأي عام - حجر عثرة في وجه ماهو مطلوب منهم التنازل عنه ، حسب توجه حكومة عبدربه-بن دغر ، وبغض النظر عن بعض الفروقات الفردية في توجهاتهم ، فإن القاسم المشترك الذي يربطهم هو ضرورة ايجاد حل عادل وشامل للقضية الجنوبية ، لذا تم ازاحتهم بالتدريج. وفي هذه المرحلة سيعتمد عبدربه وبصفته رجل بلامشروع وطني (سوى مشروع شي_عيشة) على ثلاثة أصناف رئيسية لشغل المناصب العليا :- 1- الإمعات و عديمي الاتجاه السياسي 2- خردة المؤتمر الشعبي العام الفاسدين متقلبي الولاء 3- بعض الإصلاحين (لاستغلال خلافهم مع الحراك ، ككرت سياسي تتطلبه المرحلة -مؤقتا- وسوف يزيحهم فيما بعد). وربما يتم الاستعانة بعدد من التكنوقراط أو الواجهات الوطنية (من غير أولي الرؤى الواضحة) للاستفادة منهم لتلميع النظام (داخليا وخارجيا) فقط.