بعد أن إحترق علي صالح "عفاش" بحادثة جامع الرئاسة "النهدين" – الذي لا تزال تفاصيله مخفية حتى اللحظة- تولت المملكة السعودية علاجه وترميم وجهه وجسمه المتهالك، ثم قدمت المملكة ودوّل الخليج مبادرة لانتقال السلطة في اليمن بطريقة سلمية، وحرصت الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية أن يبقى عفاش حاضرا في الموقف لأجل حساباتها ومصالحها الدولية. تطور الأمر بشكل درامي مخيف وسيطر الحوثي بالتحالف مع عفاش على الدولة، وفر هادي وحكومته الشرعية الى الخارج، واستغاث بدول الخليج فنصرته بعاصفة الحزم، ودخلت شبه الجزيرة في حرب كلفتها الكثير من الدماء. الدرس: ان ترميم وجه صالح وإعادته للمشهد الساسي، جر الويلات لليمن وللمنطقة أجمع. واليوم عادت أطراف إقليمية ودولية أخرى لترميم حزب المخلوع وإعادة تماسكه، وبدأت المطابخ الدبلوماسية والسياسية والإعلامية تعمل بشكل حثيث ومكثف لإظهار براءة قيادات المؤتمر من جرائم عفاش، يظهر هذا جليا ببيان قيادات المؤتمر الأخير الذي عقد في الرياض، والمحاولات الإعلامية والدبلوماسية المستمرة للتبرؤ من عفاش وتلميع رجاله "مثل رشاد العليمي وبن دغر" وتسويقهم كقيادات متوازنة وطنية، مؤهلة لتتولى مسؤوليات هامة في المرحلة القادمة. كل هذا يأتي لتحقيق هدف واحد وهو: تركيز الصراع على شخص عفاش والإبقاء على نظامه وأذرعته. وبذلك تحقق لهم أمور من أهمها : – استمرار قوة عفاش من خلال تواجد أذرعته واتباعه في مفاصل الحكومة الشرعية الحالية، وحتى الحكومات التوافقية المستقبلية. – سلامة اتباع عفاش من العقاب والمحاسبة، بل بقاء أكثرهم في مناصبهم والحفاظ على أملاكهم وامتيازاتهم. – قطع الطريق ووضع العقبات أمام الوطنين والشرفاء للنهوض بالبلد وتحقيق الاستقرار وإعادة الدولة ومؤسساتها. وأنا هنا لا ادعو الى حل المؤتمر فهو حزب منهار، بل يجب علينا جميعا أن نرفض ترميم هذا الحزب وإعادة تماسكه. هذا الأمر ستكون له نتائجه الخطيرة والكارثية على اليمن والمنطقة اجمع، كما كانت نتيجة ترميم عفاش. ( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) .