شكّل وجود الدراجات النارية في مدينة عدنالجنوبية، أحد أبرز أفرازات الحرب الأخيرة وأكثرها ضررًا من الناحية الأمنية والأجتماعية إلى جانب حمل السلاح، لكن متابعون يرون أن الحالة الأولى تعد الأكثر تأثيرًا حيث أن منعها يجعل حضور الثانية ضعيفًا وعلى المِحك فيما يبقى وجودها عاملًا مساعدًا في دعم وجود الأخيرة. ومن هنا،كان مسلحون متشددون قد قادوا عمليات إرهابية ضد قادة عسكريين وأمنيين وقيادات محلية مقاتلة،في مدينة عدنالجنوبية ومدن مجاورة لها،بواسطة الدراجات النارية ،لكن السلطات الأمنية لم تصدر قرارًا أمنيًا لحظر الدراجات النارية ،موازيًا لبعض القرارات التي أصدرتها ولم تكن ذات جدوى بحسب متابعون وسكان محليون. ويرى مراقبون إن قرار منع الدرجات النارية قد يلعب دورًا لافتًا في تحسن الأداء الأمني وسيدعم جهود القوات الأمنية وشرطة المرور في تثبيت الأمن وتنظيم السير على حد سواء. ويمضي مواطنون حديثهم ل(عدن الغد):الدراجات النارية تساهم بشكل سيء في الإزدحام الحاصل حاليًا في عدن خصوصًا في تقاطعات الطرق وعند الدِورات وهذا يعود لأعدادها الكثيرة ولجؤ أكبر عدد من الناس لها بحكم سرعتها وسهولة تنقلها بين الأزقة والحارات. ويرى آخرون إن الأنتشار اللافت للدراجات النارية بدأ منذ مابعد الحرب الأخيرة لكنهُ تعزز بشكل لافت مع الإضطراب الحاصل في أسعار المشتقات النفطية وذهاب الكثير من المواطنين لشراء دراجات نارية البعض منهم،يأخذها للتنقل بها شخصيًا والبعض الآخر يجعلها وسيلة مواصلات. وبالتوازي يقول يسرد سكان محليون السبب الأبرز للأقبال على شراء الدراجات النارية مؤكدين إن أسعارها المختلفة الزهيدة مقارنة بأسعار السيارات جعلتها في متناول الجميع، وعدم إستهلاكها لوقود كثيرة شكّل عاملًا دفع البعض للجوء لها كوسيلة موصلات بدلًا من الباصات التي تتناقص أعدادها عند الأزمات وتتكاثر في الأوضاع الطبيعة لكنها في الحالة الأخيرة تصبح بطيئة مع الإزدحام الحاصل وتوقّف سائقيها أطول فترة ممكنة لجلب الراكبين. ويرى مواطنون إن الدراجات النارية تمثّل خطورة بالغة نظرًا للسرعة الجنونية التي يقود بها سائقيها،مجددين في ذات الصدد التأكيد على إن الدراجة النارية تأتي أولًا في الأضرار عند عمل الحوادث المرورية مقارنة بالسيارة التي تبدو أضرارها أقل،ويرى هؤلاء إن جسم الدراجة النارية المكشوف لا يساعد السائق أو الراكب على تفادي أي موقف عند أي حادث مروري على غرار السيارة التي يلعب حزام الأمان دورًا في حماية السائق والركاب فضلًا عن الجسم الخارجي لها الذي يمكن إن يساعد من على متنها ولو قليلًا.
ويسود سخط شعبي واسع في المدينةعدن،تجاه دور القوات الأمنية التي يرى مراقبون أنها تصدر قرارات أمنية لا تمثّل أهمية أو أولوية مقارنة بما إذا أصدرت قرارًا لحظر الدراجات النارية أو منعت حمل السلاح. وأردف مواطنون حديثهم ل(عدن الغد) قائلين إن القوات الأمنية منعت القات من سابق وهو لا يشكل أولوية أمنية ويحتاج لقرارات تدريجية تمنعها مستقبلًا في إشارة منهم لقراري منع الدراجات النارية وحمل السلاح الذي قالوا أنهُ سيعزز فعالية قرار منع القات معلقين إن من يمضغ القات سيلجأ للدراجة النارية ويتجاوز الحدود المفروضة والموانع وقد يحمل معه السلاح لجلب القات بقوة حد وصّفهم. وأبدى مواطنون ومتابعون مهتمون إستغرابهم الشديد من حالة العجز عند القوات الأمنية من أصدار قرارين مهمين مثل قراري حظر حمل السلاح والدراجات النارية حتى الآن. ويسود إجماع شعبي جنوبًا في عدن الساحلية،على إن البداية الحقيقة لظهور الدراجات النارية كانت قبل إندلاع الحرب الأخيرة با أسبوع حينما قامت مجاميع شعبية مسلحة بإقتحام مواقع عسكرية تتبع حلفاء الحرب شمالًا أُكتشف فيها وجود عدد كبير من الدراجات النارية حينها، معلنًا إنطلاقة الدراجات النارية في عدن قبل إن يتعزز تواجدها بعد الحرب الأخيرة حتى باتت وسيلة الموصلات الأولى في مدينة عدم مركز جنوباليمن. *من صالح محوري