تقرير/صالح المحوري عامان مضيا على تحرير مدينة عدن الساحلية،لكن شيئا لم يتغير في المدينة الجنوبية الصغيرة،ظلت حواجز التفتيش وإغلاق بعض الطرقات كما هي بل تزايدت عما كانت عليه إبان الحرب الأخيرة.
حواجز التفتيش..
في عدن تثار مخاوف واسعة عند السكان المحليون من الكم الهائل لحواجز التفتيش التي تكتظ بها المدينة مع تأكيدهم أن جميعها لا تؤدي دورا أمنيا واضحا ويجمع مواطني المدينة ان حالة التداخل الغريب في مهام الأجهزة الأمنية مع بروز حالة الملشنة، عززت من إقامة حواجز ونقاط أمنية البعض منها لا يساعد على دعم جهود الأمن فيما بعضها الآخر يعزز من حالة الفوضى الأمنية في المدينة وتنتظم أغلبها خارج الإطار الرسمي.
تتقاسم قوى شعبية مسلحة وأخرى رسمية مربعات الأمن في المحافظة ما شكل دافعا لها لإقامة حواجز تفتيش ونقاط تعبر عنها شخصيا وتفصح من خلالها عن تواجدها ،ويتسم الجو العام في هذه الحواجز بغياب النظام مع افتقاد جزء واسع من أفرادها للخبرة في التعامل مع سائقي المركبات والمواطنين المارين بالقرب منها،علاوة على غياب الزي الرسمي الموحد لها بالإضافة إلى عدم انتظامها في الانتشار داخل مع اتخاذها مواقع غير مناسبة ومعرقلة لحركة السير وسط الطرق الرئيسية وقربها المباشر من مواقع مرور المركبات ما يجعلها عرضة لأي هجمات إرهابية.
وعلى نسق موازي،تبرز بوضوح ظاهرة الحشد من الطيف الواحد في هذه الحواجز،ومن هنا يطالب السكان المحليون في المدينة بتقليل أعداد الحواجز والنقاط الأمنية مع ضرورة دمج أفرادها من كل الوحدات والقوى العسكرية والأمنية مع وجوب تعزيز الحس الأمني في هذه المواقع ، وتوحيد الزي الرسمي للأفراد.
يعتقد طيف واسع من مواطني مدينة عدن ،أن انتشار حواجز التفتيش بات ناتجا طبيعيا لمرحلة ما بعد الصراع الذي شهدته قبل عامين،لكنهم يرون أن السلطات الرسمية لم تقم بدورها في إزالة مظاهر الحرب مؤكدين أن انتشار تلك الحواجز والنقاط الأمنية في المدينة ينقل صورة سلبية عن المدينة للخارج ويقدمها كمدينة تتقاسمها مراكز نفوذ ومليشيا مسلحة.
إغلاق الطرقات..
شهدت عدن منذ فترة حراكا لبعض الفصائل التي يعتقد أنها على صلة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب،ونفذت هذه الجماعات هجمات بسيارات مفخخة ،وانتحاريين، واغتيالات منظمة استهدفت من خلالها مراكز أمنية وتجمعات شعبية مسلحة وحواجز تفتيش ووقعت هذه الهجمات بالقرب من معسكرات ونقاط أمنية ما دفع بعض قادة الأجهزة الأمنية لقطع بعض الطرقات فيما بدأ أنه احترازا أمنيا لتلك القوات، لكن إغلاقها شكل عاملا مساهما في تصاعد زحمة السير والاختناق المروري.
ويرى هؤلاء أن إغلاق الطرقات لا يعد حلا أمنيا بل يساعد في خلق مشاكل أخرى ويشكل من ناحية عامل ضغط على أفراد النقاط الأمنية من خلال التفتيش ومن ناحية أخرى يشكل عامل جذب لبعض العناصر الخارجة عن القانون لتمرير بعض أعمالها، ،مضيفين أن بعض الخطوط لا يفترض أن تغلق طرقاتها لأن مواقعها لا تشكل تهديدا أمنيا.
ويضيف سكان محليون أن تواصل إغلاق بعض الطرقات الرئيسية لا يدعم جهود تثبيت الأمن في المدينة وبالتوازي فهو يلعب دورا معرقلا لعملية تحرك المواطنين من وإلى مديريات المحافظة ويعزز من مظاهر الانفلات الأمني . وطالب مواطنون في المدينة بضرورة فتح الطرقات التي أغلقت مع وجوب تشديد الإجراءات الأمنية وتعزيز الأمن في الطرقات