الكل يدرك أن الحرب في الأصل اشتعلت بفعل تسارع خطى اليمن إلى حضن إيران ، تحقير جزيرة العرب بالبداوة والتخلف السياسي والمدني في خطابات وتصريحات ساسة إيران يعزز عقيدة الصراع أللا منتهية و أللا متوقفة في المنطقة ، إيران سعت بكل قوتها الى امتلاك سلاح نوعي ، عراق صدام أبكاها أثناء حربهم معه، امتلكت اليوم السلاح النوعي المتعدد بقدرات ودهاء علماءها ، ودعمت أنصارها في كل مكان ، ورسخت عقيدتها في كل مفاصل البلاد ، أصبح حضورها قوي في المنطقة وفي البعيد ، لا يمكن تحييدها ، هي على درجه عالية من الأهمية للغرب ، في كل الحروب تجد يدها مغموسة ومتحالفة مع دول كبرى منذ الحرب على أفغانستان والى اللحظة تتنقل من نصر إلى آخر . مفاعلاتها النووية مازالت ترمي بضلالها اضطرابا إلى هذه اللحظة ، حصارها الاقتصادي لم يضعفها ، فتح أرصدتها المالية التي جمدت سبب قلق عالمي لأنها تسير بخطى سريعة دقيقة مدروسة نحو نهوض كبير خصوصا وأنها اتجهت إلى الروس وأبرمت اتفاقات عدة على المستوى العسكري والمدني وبصور تطويريه خارقه ، هذا الأمر سرع من إعلان أمريكا ترامب إلى إعادة العقوبات مجددا على إيران ، التحدي الكبير مثل أيضا في إطلاقها الصواريخ البالستيه وحضورها القوي على المياه الإقليمية حد مزاحمتها أساطيل الدول الكبرى وتحرشها لحركةالبوارج الحربية لدول عظمى . في المناطق الملتهبة أصبح حضورها قوي ، وتؤثر بدرجه عالية على مسارات الاستقرار ، أدواتها تكسيهم دعم وحماية منقطع النظير ، وعلى امتداد مراحل علاقتها مع حلفاءها وأدواتها لم تستغني عن المتحالفين معها أو أنها رمتهم إلى مصير مجهول تتخطفهم الأوجاع و التنكيل لقاء صفقه أو تحقيق غاية ضفرت بها . العقد بداء ينفرط ويتشكل عقد آخر بعيد عن مآ ألفه الناس ، في اليمن الأمور تتسارع باتجاه صياغات جديدة رغما عن التحالف العربي، عمق المشكل أن الملايين من البشر هناك في اليمن تعتقد جازمة أن الرياض ومن شايعها في الحرب بلد استعلائي تدميري غازي ومن المستحيلات أن تؤسس وبالمطلق إلى يمن مستقر أو مزدهر . خصوم صالح و أنصاره اجتمعوا اليوم نحوا إضعاف دور التحالف ، الاستقطابات في اليمن عميقة و متجذره نفعيا بصورة مدهشه ، في اليمن خليط من العلاقات الواضحة الصارخة وتعزز المكايدات السياسية الخطيرة ، الرموز المؤثرة والفاعلة تتحرك في فلك التبعية لدول لا ولن ترحم وطنهم ، منهم قبلته إيران ومنهم قبلته تركيا ومنهم أمه الرءوم قطر ، في الأصل التحالف العربي في اليمن لا يحارب فقط جماعه مسلحة مارقة أو رئيس مخلوع داهية إنهم يحاربون شعب عقله الجمعي يضخ نبضا أن لا خير في الرياض وأخواتها – بفعل ممارسات سابقه وحالية تجاه الشعب اليمني - و يحارب أيضا التحالف دول أخرى على ارض اليمن تجذرت هذه الدول بفعل أدوات عززت من تواجدها . إدارة ما يسمون بالا نقلابيين للعمل العسكري والسياسي والحقوقي والإعلام النوعي والمقاومة الشرسة وإدارة مفاصل المناطق الواقعة تحت أيديهم بتناسق تام جعلهم كفة ثقيلة ، وفي الاتجاه الآخر التحالف العربي يتحمل رواتب الشعب ، وانتشار الأوبئة وتكاليف القضاء عليها ، والدمار وضرورة الإعمار ، والضربات العسكرية الخاطئة على رؤوس الأبرياء وتعويضاتهم ، ونزوح الناس عن مناطقهم هربا من الموت ومستلزمات إغاثتهم ، إجمالا سرعت هذه الأمور مجتمعه إلى علوا الأصوات الدولية من خطر انزلاق اليمن إلى واقع اللا استقرار وعلو شوكة الجماعات المسلحة الخطرة الذي سيفضي حتما إلى فشل الدولة ، لذا تعالت الأصوات إلى ضرورة تسويه سياسية توقف الحرب وعندها سيخرج التحالف العربي خالي اليدين وستلاحقه الطعنات . عامل الوقت هو الرهان الذي سيقسم احد الطرفين ، وفي اليمن الشعب تجلد على أقسى الظروف ، وبرلمان صالح الذي خاطب العالم عبر القائم بأعمال السفارة الروسية إلى ضرورة إخضاع كل الموانئ بما فيها الحديدة للرقابة الأممية يصب في ضرب خاصرة التحالف لرفع يده بالتدريج عن اليمن ووصايته والولوج في حلول سياسية قادمة ستسقط عبرها كل أحجار الرياض . الناقة العرجاء التي يتحرك عليها التحالف اليوم في الجنوب لن توصله إلى لجم خطر الجنوب الذاهب حتما إلى حضن صنعاء ، برلمان اليمن و الأصح برلمان صالح و أتباع محسن القادم عبر ريالات الرياض إلى عدن لن يؤسس لمخرجات أقوى من القرارات الدولية التي فوضت الرياض بحمل كل أدوات الموت على اليمن وفي الجنوب ، وسيكون كالجنازة القادمة على الأموات وهي عدن العاصمة الوهم الميتة ، والبنك المركزي المنقول إلى عدن الوهم والميت الآخر ، وتحركات الوهم لحكومية ميتة . التحالف يسير متخبطا على مناطق محررة مضطربة جاثم عليها رجال صالح الأشداء والفارين إليها بأمر زعيمهم ، ومناطق بعيدة عن سيطرتها تتجرع عليها دفع كل التكاليف عسكريا واغثيا ومدنيا وأخلاقيا حد الإعمار ودفع التعويضات ، ومسلك آخر عواقبه أكثر خطورة يتمثل في إفراغ الجنوب من قادته الحقيقيين صانعي التحرر والاستقرار إما عن طريق نفيهم من الجنوب أو حصارهم فيه .