أخيرا ومن دون سابق إنذار انكشف المستور عن تنسيق جمع بين حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) وجماعة أنصار الله (الحوثي) هذا التقارب والتنسيق جاء تكليل لجهود بذلت بين قطبي صراع سياسي وعقائدي. وليس بغريب على الإصلاح (الإخوان) هذا التناقض العجيب فتاريخ هذا الحزب مليء بتبدل المواقف السياسية والدينية فعند تحقيق الوحدة اليمنية المشئومة في مايو عام 1990م كان حزب الإصلاح الوحيد الذي عارض على الوحدة ورفض التوحد وقالوا كيف نتوحد مع اشتراكيين شيوعيين ماركسيين وقالوا رفضنا هذا واجب ديني!؟.
ولم تمر سوى (4) سنوات حتى أعلن علي سالم البيض فك الارتباط في عام94م وكان حزب الإصلاح أول من أعلن التعبئة الشعبية ونادى على قتال الماركسيين الملحدين المرتدين وأعلن انه سيدافع عن الوحدة لأنه واجب ديني واصدر فتواه المشهورة بالقتل والتكفير أفتى حزب الإصلاح ( إخوان اليمن ) بالجهاد ضد الجنوبيين ... بينما اليوم لم يفتي بالجهاد ضد الحوثيين؟.. لماذا الدم الجنوبي حلال والدم الشمالي محرم؟ لماذا لا يفتي حزب الإصلاح اليوم بالجهاد ويحمل السلاح ضد الحوثي وعفاش الذين عاثوا في الأرض فسادا واحتلوا ودمروا مقراته وطردوا قادته ؟ بل على العكس يتحالف معهم ؟!
ومرت سنوات حتى اندلعت حرب صعدة عام 2004 م وكان حزب الإصلاح أول من نادى لقتال من وصفهم بالمتمردين والخارجين عن النظام والقانون وأرسل مشايخه وعلمائه إلى المعسكرات لإلقاء الخطب والتحريض على قتال الحوثي وقال قتال الحوثيين واجب ديني؟!
وكان قد أعلن في عام 2003م حزب الإصلاح عن تحالف جديد يضم عدة أحزاب بينهم الحزب الاشتراكي الشيوعي الملحد حسب قولهم في عام 94م وتحت إطار اللقاء المشترك وقال هذا التحالف واجب ديني؟!
ومرت السنين واتت أزمة 2011م أو ما يسمى ثورة الربيع العربي وكان حزب الإصلاح أول من رحب بالحوثيين في ساحات الاعتصامات وقال الحوثيين إخواننا ونحن في خندق واحد ضد هذا النظام وكان حزب الإصلاح أول كيان يعتذر عن حروب صعدة وقال نحن والحوثيين ثوار وهذا واجب ديني ؟!
لم تمر على أزمة 2011م إلا أشهر وتم التوقيع على المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وبدون سابق إنذار أعلن حزب الإصلاح عن قتال ومحاربة الروافض الشيعة المجوس في دماج الجوف وحجة وعمران وصنعاء وبعض المحافظات وحشد مقاتليه وأعضائه لقتال الروافض الشيعة المجوس كما سماهم وهم الحوثيين وقال قتال الحوثيين واجب ديني ؟!
ولم تمر أشهر بعد سقوط صنعاء ومقتل القشيبي احد قيادات الإصلاح العسكريين وهروب قياداتهم المدنية والعسكرية من اليمن وسقوط مقراتهم بيد الحوثيين وبدون سابق إنذار نسمع إن حزب الإصلاح يتفق مع الحوثيين ويتحالفون من جديد ونست قيادات الإصلاح كل شي وقالوا هذا الاتفاق واجب ديني ؟!
القارئ لتاريخ حزب التجمع اليمني للإصلاح ( إخوان اليمن ) يجد أن منهجهم قائم بشكل أساسي على الكذب والخداع والمكيدة والتقية الرافضية تماما بتمام تحت مظلة الدين, فالمنهج الاخواني وممارساتهم يجد أن الثقافة الإخوانية تصنع عقلية مضطربة متناقضة، تنادي بالشيء من جهة وتنسفه من جذوره من جهة أخرى، ولو أخذنا باستقصاء هذه التناقضات لطال بنا المقال.