عام 2015م، سيطر تنظيم القاعدة على مطار الريان الدولي، ضمن سيطرته المحكمة على مديريات ساحل حضرموت، سنة كاملة من السيطرة على المطار، أصبح موقعا يشوبه الخوف والحذر من أن يكون مفخخا بالمتفجرات والألغام، الأمر الذي جعل قوات التحالف العربي ومعها قوات النخبة الحضرمية، ترجّح قرار إغلاق مطار عاصمة إقليم حضرموت، والاكتفاء بمطار سيئون الدولي منفذاً للمسافرين من المرضى والطلاب المبتعثين والمغتربين من الحضارم وغيرهم، ناهيك عن محدودية الطيران وغلاء أسعار التذاكر مضافاً إليه تكاليف الوصول إلى مطار سيئون. هي مأساة، ونكبة حلت بحضارم ساحل حضرموت، تعدُّ من تداعيات احتلال تنظيم القاعدة لمديرياته، هذا الاحتلال جعل من مناطق المكلا والشحر وغيل باوزير في نظر الإعلام الدولي مناطق موبوءة بلوثة الإرهاب، وبالتالي ظلت تحت المراقبة القصوى، وأغلق مطارها الدولي في وجه الطيران المدني، احتياطاً من أن تصاب رحلاته بأي عمليات إرهابية محتملة، وفي المقابل كان موقع المطار مكاناً مهيأ لاستجواب أجهزة أمن التحالف العربي ممثلاً بالضباط الإماراتيين للعناصر الإرهابية ومن له علاقة وثيقة أو ضعيفة بها. الهاجس الأمني، هو الأكثر حضوراً من بين ذرائع غلق التحالف العربي لمطار الريان الدولي، وبالرغم من النجاح الباهر الذي حققته قوات النخبة الحضرمية في استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة؛ حيث أثبتت نجاحاً كبيراً في متابعة ومراقبة العناصر الإرهابية والتصدي لعملياتها التفجيرية بأقل الخسائر، وأصبحت المناطق الواقعة تحت سيطرتها وحكمها الأكثر بل الأفضل أمناً من مناطق شتى في اليمن، إلا أن ذلك لم يشفع البتة للاستجابة لنداءات الحضارم وإلحاحهم المتواصل بضرورة التعجيل بإعادة افتتاح المطار. ينظر الحضرمي، ويتأمل، بحرقة وتساؤل، إلى عدن الممتلئة بالمليشيات التي تتصارع أحياناً ليس في ضواحي مدينة عدن بل قبالة حرم المطار الدولي، إن لم نقل داخله، ومع ذلك فالمطار يغلق يوماً ويعاود العمل في اليوم التالي، قد يقال: أن هذا مطار العاصمة المؤقتة، وهو رهان من رهانات الشرعية في حربها ضد الانقلاب الحوثعفاشي، فماذا نقول في استمرار عمل مطار سيئون وهو واقع في وادي حضرموت المتواجد فيه، فعلياً، تنظيم القاعدة؛ الذي مازال حتى لحظة كتابة المقال يقوم بعملياته الإرهابية بين الفينة والأخرى، قد يأتي الجواب أنه لا مناص من جعل مطاري عدنوسيئون فقط يعملان بالرغم من التهديدات المتواصلة عليهما، لأن الحكومة الشرعية تحتاج لتثبت للعالم أن مطاراتها بعضها يعمل والبعض الآخر مغلق، ليكون المفتوح منها دليلاً لحضورها كدولة على الأرض، والمغلق دليلاً على معاناتها من الإرهاب فهي تحاربه ليل نهار!! مما لاشك فيه، أننا على يقين، أن دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، قادرتان، وفي فترة وجيزة، على تجهيز مطار الريان الحضرمي تجهيزاً عالياً، وضبطه أمنياً بقدرة عالية جداً، ولكننا أمام أوضاع سياسية ومخاوف أطراف ربما داخل الحكومة الشرعية، من أن يكون اكتمال عناصر تكوين الدولة القوية في إقليم حضرموت تجعل من الرأي العام يدفع بالقبول بوضع جديد يتوافق مع مخرجات الحوار الوطني، وذلك بالبدء باليمن الاتحادي انطلاقاً من حضرموت، فهذه الأطراف التي ترى في تحقيق هذا الوضع على أرض الواقع مقدمة لمرحلة جديدة وشيكة التحقق في ابتعاد "البقرة الحلوب" حضرموت، عن رعاتها الحالبين لخيراتها طيلة العقدين الماضيين، وهي مرحلة جديدة سيعبر بها اليمن نحو الفدرلة أو الكونفدرلة، وستتشكل وقائع وتحالفات مغايرة تماماً عن ما سبق! فهل سيُبشّر الحضارم ببشرى افتتاح مطارهم المنكوب، لعله يخفف من نكباتهم المتراكمة؟! أسئلة عادة ما تطرح بين يدي اللواء الركن فرج سالمين البحسني محافظ محافظة حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الثانية، والإجابة الإيجابية واقعياً عليها هي أكبر دليل على دعم الشرعية اليمنية لهذا القائد الفذ ليحقق النجاح في كافة أصعدة التنمية والنهضة في حضرموت.. وإنا متفائلون ومنتظرون.