لا ارى في هذا الادعاء سببا لتأزيم علاقة الشريكين الى درجة احتمال المواجهة، ذلك ان الشريكين يدركون خطورة خلافهم على سير المعارك التي يخوضونها امام خصم قوي وعنيد ، لذلك فان اهمية الشراكة في الحرب ستفرض عليهم حلا لخلاف الشراكة في السلطة . لاتفسير معقول لخلاف حقيقي بين شريكين في حرب احتمال هزيمتهما فيها وارده الا في حالة واحده ، هي حصول احد طرفي الشراكة بالذات (المؤتمر) لضمان اقليمي ودولي يتضمن (ايقاف الحرب من ناحية واعتباره الشريك في حل سلمي مع الشرعية اليمنية) مقابل التخلص من شريكه الغير مرغوب في شراكته في اي حل سلمي ، لكن لن يكون هذا كافي للمؤتمر للتخلص من شريكه في الحرب ، فهو بحاجه الى فرض توازن قوة تضمن له تعزيز مكانته في الوضع القادم .
ولن يكون البديل غير ضمان بقاء الجنوب جزء من الدولة القادمة يضاف له اقصاء الرموز الجنوبية في سلطة الشرعية واعتبار الرموز الجنوبية في سلطة الانقلابيين هم من يمثل الجنوب في الدولة القادمة، الامر الذي يوحد قوى النفوذ اليمنية (شرعية وانقلابيون) تجاه صفقة رابحة (الاحتفاظ بالجنوب والتخلص من كل المنافسين انصار الله الجنوبيين شرعية وقوى ثورة)، ومن أجل ذلك ستشارك قوات المقدشي وعلي محسن في المساندة عسكريا للتخلص من انصار الله اولا ثم يتوجه الطرفين جنوبا .
لو افترضنا حدوث هذا الاحتمال ، وهو مايمثل جولة جديدة من الصراع طابعها في الاصل (جنوب شمال )وتصبح قوى الثورة الجنوبية ورموز الشرعية الجنوبية مستهدف اخراجها خارج ترتيبات الحل الناقص ، مع ان اي اتفاق يتجاهل تضحيات الجنوبيين في سبيل الاستقلال واقامة دولتهم المستقلة لن يضمن استقرار المنطقة ..ليس هذا فحسب بل ان علاقة شعب الجنوب ممثل بشارع الثورة مع دول التحالف العربي بالذات في الجزيرة والخليج ستصاب بمقتل ..تجاه امكانية حدوث هذا الاحتمال او مايقارب له، يتساءل الكثيرون عن موانع فتح علاقة تفاهم حول مستقبل الجنوب بين المجلس الانتقالي الجنوبي والاخ الرئيس الجنوبي عبدربه منصور بدلا من استمرار قطيعه لاتخدم الطرفين ولاتخدم مصلحة الجنوب وطن وشعب وقضية ؟؟؟
ان الشرخ النافذ بين الشعبين الجنوبي واليمني يجعل الطرفين امام مسؤولية وطنية تذوب امامها التباينات على سلطة وهمية تسبب في ضياع الوطن بكله ..يبدو ان بطانة الاخ الرئيس من الجنوبيين بالذات لايرون في علاقتهم بالرئيس غير تحقيق رغباتهم الشخصية(وظيفة ومال) التي لايحققونها دون ايهام الرئيس بخطر اي تقارب مع المجلس الانتقالي ،وهكذا تصبح قضية الوطن خارج اهتماماتهم ..لن يفيد الرئيس مايقوم به انصاره من محاولات اختراق وتشتيت قوى الثورة الجنوبية بقصد تطويع ولو جزء منها لضمان قبولها بالتبعية لهم، وهو مايرونه ضمان لاستمرار فسادهم المحسوب على الاخ الرئيس.
اخيرا استطيع القول ، لن يفلح من يحاول قبر قضية شعب قدم سيول من الدماء واشهر قضيته الوطنية على كل المستويات وحرر تراب وطنه من الاحتلال ،أو من يحاول اقصاء الحامل السياسي لتلك القضية الوطنية وهو يمد يده لكل الجنوبيين دون استثناء للتعايش في وطن يتسع لكل ابناءه ويبدي استعداده لمعالجة اي اخطاءات بروح المسؤلية الوطنية.... اما ان الاوان ان يستشعر الجنوبيون بكل توجهاتهم ومواقعهم في الثورة والشرعية الاخطار المداهمة لقضية وطن ومستقبل اجياله؟؟ ان كان كذلك فلمن يعملون ؟؟ ومن يمثلون باحتلال مواقع قياديه هنا وهناك ؟؟ الكرة في ملعب الاخ الرئيس..