عندما يغيب الوعي وتتبلد العقول وتتصحر المفاهيم تتعاظم بدورها عقم الحلول فتزداد أوجاع الجموع وتتعدد أوجه المعاناة فيموت الإحساس بالوخز في الضمائر والأنفس ، فيتحول المجتمع برمته إلى نفايات لبقايا بشر .. لا يدركون حقائق الواقع والتاريخ و حزوي البحث عن الهوية المفقودة الغارقة في وحل التخلف والتبلد والانجرار خلف طلاسم قاتله مسمومة لمخطط مرسوم بخبث ودرايا .. لتدمير كل شيء حتى آدميتنا .. ونحيا واقعا قاتلا للأمل ومصير كارثي يقودنا إليه عرابدة صناع هدم المعبد ونافخي الكير ورواد المراقص السياسية .. القابعين خلف الأسوار وفي بطون قصورهم المليئة باللهو والمجون وبيع الأرض والإنسان .. وماذا ننتظر من ساسة ووزراء ومسئولين ودراويش إعلامهم المجوج وهم غارقون في دنيا الإباحة والرقص فوق أشلاع وطن ممزق وجثث ينهشها الجوع والوباء والدمار وقلوب مكلومه تئن وتتألم ؟ ولا تجد مسئولا واحدا من كوم هذه النفايات النتنة والقذرة يؤدي واجبه الوطني بصدق ونزاهة ووفاء..!!. بل نرى وطنا يقاد نحو الدمار واشتعال النيران واغتيالا لاما لامه .. وبيعا لهوية وتاريخ ومسخا لجيل عقيم مشوه بلا ميلاد أو عنوان لن تصمت أفواهنا .. ولن تنكسر أقلامنا ولا يمكن أن نعلن انهزامنا لهذا الغول والوباء القاتل والمدمر .. حتما هناك شرفاء وطنيين و أوفياء لهذه الأرض الطيبة المباركة .. ستحافظ على ما تبقى لنا من وطني..! وستعلن إيمانها العميق والعظيم نصرا .. لا لقاتلي البراءة والحلم وبائعي الإنسان والأرض والمصير.. ففي أرضنا توجد عزة النفس وكرامة لتلين وضمائر حية لم تتلوث أياديها بعفن البيع والسقوط المشين.. وهذا هو الأمل الباقي للحفاظ على ما تبقى لنا من وطن..!!