تعال يا وطني الحزين .. نلملم أحرفنا من جديد نعيد نهار فجرنا التليد- نمتثق أسفارنا عبر المحاور والردى ونشق جدار العار الخزي المذموم.. ونعيد ترتيب رحلة العشاق لغد آخر جديد. من رحلة إلى رحال وسفر آخر صار للأوباش عنوان لهذا الوطن المزعوم.. وسط دراويش الفكر ودعاة ديننا المسلوب باسم الرب يقتادوك لظلام آخر مسموم ومن طهارة الجسد ورقي الذات ينساب على جوانبه لغة كل عاشق لوطنه بات في عشقه مجنون وسط هياج الملأ وأعواد المشانق تصرخ الأفواه لتعلن حزنك لحلم آخر يتبدد نحو عالم آخر مجهول بلا هوية لميلاد آخر مطعون – لأفكار ناشئيه على صناعة جيل آخر بلا ميلاد ولا جذور. وطني الحزين .. قتلوك باسم الدين فتحاربوا .. فتاجروا بك في أسواق بلا ثمن .. فباعوك وكنت لهم عنيد .. ولكنهم تناسوا بأنك غير قابل للبيع في نخاسه دعرهم الملوث بالبيع والغدر والمجون . يرقصون على أشلاك ويحفرون قبور موتانا ويطربون كلما ازداد قتلانا جوعا وقهرا وصراعا و صراعا لتجار الموت ودعارة فكرهم المسموم.. فتبا لهم حين غرقوا في غدر الأوصال وبيع أمجادا لوطن صار لهوا تجارة وصرنا نهوى أرضا بلا عنوان. يا وطني الحزين.. الأوباش يتناحرون بعصابات كرست كنهج وواقع مدروس ، معامله تمزق و حروبا ضروس .ز لا أشجار تحيا بلا أفنان أو جذور هكذا أرادوك .. لا أرض ولا هوية ولا تاريخ وكأنك خلقت من لاشيء مجهول. ومن أفكارهم تبلدت مفاهيم ومن دمارهم كنا لهم وقودا لنار أحرقت المدائن والرياض والسدود أشعلوا في وجدان أمتي روح الانهزامية بين أطلال وحرائق ودماء وانهار دموع. من منا أعلن الحداد واعد الأكفان .. وحفر القبور.. من منا شاهد ضياع امة ووطن يئنى من نابش وحفار للقبور .!! تعال يا وطني – نبكيك معا ونصلي للرب وندعوا صدق وإيمانا لتحفظ حروف أمتنا المضيئة وينير لنا طريقا آخر للعبور- بلا سرداب أو أصفاد أو قيود للرب نعمة في كل حياة وله الأسرار في فلكه نحن سايرون.. فلندعوا رب العباد لإنقاذنا من براثن السحر وبيع الأوطان . عله الرب القادر على لجم عشاق تجارة البيع بالمزاد او بالجان الجاثم على اللحى والدقون..