الأزمات على هذا الوادي تتوالى، ونراها تشتد قرب كل مناسبة للأسف الشديد، والناس على أبواب عيد الإضحى المبارك، تأتي أزمة المشتقات النفطية الحادة إلى جانب الكهرباء وغاز الطبخ المنزلي، لتنتزع فرحة العيد من المواطن الغلبان، أضف إلى ذلك الغلاء الفاحش في أسعار الملابس واللحوم، والأخطر من ذلك كله والأكثر قلقاً ، هو حالة الفلتان الأمني، التي تعيشها مديريات وادي حضرموت، وعودة نشاط فرق الموت التي حصدت أرواح العشرات من الشباب الحضارم المنتمين إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية في هذا الوادي و التي اختفت في فترة ما ، ثمّ عادت وبشكل أعنف وأشرس من ذي قبل . وهذا يجعلنا نستنتج أنّ ما يجري من أزمات وأعمال قتل ، ليس عملا عفويا ، بل هو عمل مخطط ومعد إعدادا جيدا ، ويدار بأيادي وعقول من وراء الحدود وبتعاون وتنسيق وتنفيد من قبل وكلاء محليين باعوا أنفسهم وضمائرهم للشيطان الرجيم ، مقابل حفنة من المال ، لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية ، معروفة للجميع تختص بحضرموت ووحدتها وعمقها الجنوبي وثرواتها وتحررها من هيمنة مراكز القوى ، لكن مايؤلمنا حقا ويؤلم كل مواطن شريف في هذا الوادي ، هو الموقف العاجز للأجهزة الأمنية والعسكرية والسلطات المحلية في الوادي والمحافظة ، في إيقاف هذا العبث ، وخاصة المنطقة العسكرية الأولى ، التي ينتشر رجالها ونقاطها العسكرية في كل مكان من هذا الوادي . وقد أخذت هذه الأزمات وأعمال القتل جانبا تصاعديا بشكل ملحوظ منذ إقالة المحافظ بن بريك القسرية ، وحتى اليوم في تناغم وتنسيق وتوافق موحد ، وكأنها تهدف إلى إفشال المحافظ الجديد وحرق كرته وإظهاره بمظهر العاجز الغير قادر على ايجاد الحلول لمشكلات المحافظة ، ولا سيما مشكلات الوادي والمتمثلة في الأمن والكهرباء والمشتقات النفطية وغيرها من المشكلات ، الوادي العضو النازف في جسم المحافظة ، ويمثل الخطر القادم الذي يهدد حضرموت كلها ، بقيمها ووحدتها وعمقها الحضاري . إذا لم تحل مشاكله ، وخاصة الملف الأمني والعسكري الذي بات يورق الجميع ويهدد استقرار الوادي وينذر بإشتعال النار التي ستلتهم الأخضر واليابس ، فالمواطنون إذا استمر مسلسل القتل ، لن يقفوا متفرجين أمام جثث أبنائهم المضرجة بالدماء ، وياخذون جوالاتهم ويصورون جثث فلذات أكبادهم ، كمايفعل البعض ، بل سيأخذون أسلحتهم للبحث عن القتلة وينتقمون منهم أشد إنتقام ، في ظل عجز وفشل الاجهزة الأمنية والعسكرية ، وهنا تعم الفوضى ويختلط الحابل بالنابل ، وهذا مايريده ويخطط له أعداء حضرموت والجنوب ويضيع الجنوب وتضيع معه قضيته العادلة ويعود الغزاة من جديد ، وتستباح حضرموت أرضها ، وبحارها وسماؤها ، وثرواتها ودماء أبنائها ، كما كانت من قبل لا سمح الله . الإثنين 28 أغسطس 2.17 م الموافق 6 ذي الحجة 1438 هجرية