خراب هائل ذلك الذي يمتد بين منطقة وآخري وغرف وشرفات في داخلها حكايات قديمة يسرد الدمار قصتها لكل العابرين ويخبرهم عن أهلها الذين كانوا هنا بعد أن صارت المدينة متوحشة . اماكن مغلقة كانت مصادر دخل لبعض من يموتون جوع اليوم وهم يتوسلون أمام أبواب البريد صباح مساء وهم منتظرين أن يتفضل عليهم الساسة وقادة البلاد بصرف رواتبهم المتوقفة من ذو سنة تزيد أو تنقص هكذا هو الحال في وطني. فالمصائب والمصاعب تربض فوق رؤوس كل القاطنين هنا بعد أن اختفت كل الحلول وغابت جميع الحيل ووحلت فالقوت الضروري أصبح مشكلة والوقود أيضا فما بالك بالكساء وخاصة ونحن على بعد يوم واحد من العيد والماء أيضا فالمياه ملوثة والأمراض مستشريه وكل يوم يشيع هذا الوطن واحد من ابنائه. المشاكل تستفحل وتزداد تعقيدا يوما بعد يوم والفساد قد بلغ ذروته وانتشر من قمة السلطة إلى أدني درجات السلم الوظيفي ولقد أصبح نهجا يمارس وعلى كافة المستويات. الكل أصبح يشكوا هذه الأيام يشكو من الوضع ،يشكو من الغلاء يشكو من تأخر الرواتب ،يشكو من تلك الديون التي أثقلت كاهله يشكو من الظلم والقهر والتميز والتهميش والفقر والجوع والحرمان والكل أصبح يلبس وجهه بالمقلوب. فالنازحين بمئات الألاف في مناطق مختلفة من الوطن ،الأوبئة والأمراض المعدية تفتك بالفقراء ،الكهرباء في حالة غيبوبة ،الجوع ينهش معظم السكان ،النيابات والمحاكم تكتظ بالبسطاء من الناس الباحثين عن الإنصاف والأمن عاجز عن القيام بدورة ، والأوضاع الإنسانية كارثية.
فكيف سيكون هذا العيد على أبناء وطني يا قادة البلاد بربكم طفلة تنادكم أن اوقفوا نيران مدافعكم واصوات ولعلعات بنادقكم ، فالأوطان لا تبني بالبارود ،والاشلاء، وكمية الجماجم المتناثرة هنا وهناك، وإنما بالحب والتسامح والإيثار وتحكيم العقل وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والابتعاد عن الاناء وحب الذات ،والاختلاف البناء الاختلاف في كل الأمور التي لا تتجاوز حدود الوطن ودمار الوطن وضياعه وتقسيمة إلى مسيخات أو دويلات صغيرة تصبح سهلة المنال لكل طامع وعدو متربص. اننا نعيش اليوم في مرحلة مخاض عسير فمن سوف ينزع فتيل البارود من شوارع وأزقة وحواري بلادي من يا ترى لأننا نكره الحرب نكره الموت نكره الخراب. ،من سوف يعمل على نبذ روح الكراهية والحقد أيا كانت مسوغاته ومبرراته، لماذا تم تفريغ حب الوطن من مضمونة لماذا خلا هذا الحب من قلوب الناس ، لماذا نختزل حب الوطن فقط في الرئيس أو النظام ونسينا أن الوطن دائما أكبر من الجميع وفوق الجميع ، لماذا كل هذا التطاحن على السلطة ، لماذا أصبحنا نعيش في ظل تصفية الحسابات والفوضى والاضطرابات والقلق وسيطرة الأقوى ، لماذا يسيطر فينا الرعب والقتل إيها الوطن الجريح مذ ماتت الأسئلة وتوقف الزمن حاولت نزع حبك من قلبي ولكن كل محاولتي بآت بالفشل الذريع فأنا أحبك أحبك أحبك رغم جوع صغيري وموت اخي فسلام من وطن المنكوبين والمقهورين والمجروحين سلام من وسط الموت والدمار والرصاص والقذائف والقصف والركام وبقايا الأشلاء وجثث الأطفال وجماجم الكبار المتناثرة هنا وعلى طول وطني وما دام في قلوبنا أمل سنحقق الحلم سَنمضي إلى الأمام ولن تقف في دروبنا الصِعاب لندخل في سباق الحياة ونحقق الفوز بعزمنا فاليأس والاستسلام ليست من شيمنا.