وعدت بيونغيانغ واشنطن بمزيد من «الهدايا» بعد تفجيرها قنبلة هيدروجينية الأحد، فيما توقع مراقبون صداماً روسياً – أميركياً في مجلس الأمن، إثر تلميح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رفضه تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، وتحذيره من «هستيريا عسكرية» في مواجهة الأزمة تؤدي إلى «كارثة عالمية». وشدد الرئيس الروسي على «تسوية ديبلوماسية» مع بيونغيانغ بعد ضجة ناتجة من تجربتها القنبلة التي بلغت زنتها 50 كيلوطناً الأحد الماضي. ترافق ذلك مع إعلان فرنسا للمرة الأولى أن «مدى صواريخ كوريا الشمالية الباليستية قد يصل أوروبا في وقت أقرب مما كان متوقعاً». وسمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشراء اليابانوكوريا الجنوبية فوراً أسلحة أميركية «فائقة التطور» لم يحدد نوعها، فيما أعلنت سيول أنها اتفقت مع واشنطن على إلغاء قيود الوزن على الرؤوس الحربية لصواريخها، ما يساهم في الرد على تهديدات كوريا الشمالية التي رصد خبراء تحريكها صاروخاً باليستياً عابراً للقارات في اتجاه ساحلها الغربي، تمهيداً لتنفيذ تجربة إطلاق في 9 الشهر الجاري، بالتزامن مع احتفالات عيد تأسيسها. وفي كلمة ألقاها أمام مؤتمر للأمم المتحدة في جنيف لنزع السلاح، قال السفير الكوري الشمالي هان تاي سونغ، إن «إجراءات الدفاع عن النفس التي نتخذها في الفترة الأخيرة هدية للولايات المتحدة، والمزيد في الطريق طالما تطلق واشنطن استفزازات متهورة ومحاولات لا طائل منها للضغط علينا». وغداة إطلاقها صواريخ باليستية في إطار محاكاة هجوم على موقع للتجارب النووية في كوريا الشمالية، باشرت كوريا الجنوبية مناورات بحرية بالذخيرة الحيّة. وأفاد بيان أصدرته وزارة الدفاع بأن «تدريب اليوم ينفذ تحسباً لاستفزازات من البحرية الكورية الشمالية، ولتفقّد درجة استعداد قواتنا وتأكيد إرادتنا معاقبة العدو». وفي مؤشر لصدام في الأممالمتحدة بين موسكو وبكين من جهة، وواشنطن وحلفائها من جهة أخرى، رفض بوتين على هامش قمة دول «بريكس»، التي اختتمت في مدينة شيامين الصينية، طلبَ الولاياتالمتحدة فرض عقوبات جديدة على بيونغيانغ، باعتباره «غير مفيد وغير فاعل». وزاد: «لا معنى للدخول في هستيريا عسكرية قد تقود إلى كارثة عالمية وسقوط عدد كبير من الضحايا، لذا ندعو إلى حوار وتجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد الوضع». أتى ذلك بعد إعلان السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة نيكي هايلي، أن بلادها ستقدم مشروع قرار لفرض عقوبات جديدة على بيونغيانغ من أجل مناقشته في الأيام المقبلة قبل طرحه على التصويت الإثنين. وقالت: «كفى. العقوبات التي فرضت على كوريا الشمالية منذ 2009 لم تنفع، وزعيمها يستجدي الحرب عبر تنفيذه ست تجارب نووية». وقال السفير الروسي في الأممالمتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن «الإثنين سيكون موعداً غير ناضج لإنهاء بحث حزمة عقوبات جديدة على كوريا الشمالية»، مكرراً الدعوة إلى خفض التوتر و «التركيز حصراً على المسار الديبلوماسي» للتوصل إلى حل للتصعيد في شبه الجزيرة الكورية. وكانت هايلي جادلت اقتراح السفير الصيني ليو جيي الموافقة على خطة مشتركة بين بلاده وروسيا تدعو كوريا الشمالية إلى تجميد تجاربها النووية والصاروخية، في مقابل تعليق الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية مناوراتهما العسكرية المشتركة السنوية، وقالت: «هذا اقتراح مُهين. حين يملك نظام مارق سلاحاً نووياً وصاروخاً عابراً للقارات ويوجهه إليك، لا تتخذ خطوات لتقليص حذرك. لا أحد يفعل ذلك، ولن نفعله بالتأكيد». وكان ناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، أعلن أنها اتفقت مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مكالمة هاتفية بينهما، على الدفع نحو فرض عقوبات جديدة وأكثر شدة على كوريا الشمالية. إلى ذلك، أكد السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر، ضرورة «الإسراع في اتخاذ إجراءات في مجلس الأمن، في ظل تأكيد أعضائه اتحادهم لمواجهة التهديد العالمي لكوريا الشمالية، وامتلاكهم تقويماً مشتركاً للتهديد». وتوقع ديبلوماسيون أن تستهدف الحزمة السابعة من العقوبات المقترحة على مجلس الأمن قطاعات النسيج والنفط وعائدات تنفيذ شركات كورية شمالية مشاريع خارج البلاد، ما يشكل ضربة كبيرة لاقتصادها. وقال بوتين إن إمدادات النفط الروسي إلى هذا البلد «لا تذكر، وتنحصر في كمية 40 ألف طن كل ربع سنة، في حين لا توجد أي شركة طاقة روسية كبيرة هناك». لكن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، أبلغ بوتين في اتصال هاتفي معه عشية زيارته موسكو، بأن «الوقت حان كي يناقش مجلس الأمن جدياً تعليق إمداد كوريا الشمالية بالنفط الخام، وكذلك انتقال كوريين شماليين للعمل في دول أخرى، خصوصاً روسيا، حيث يجمعون أموالاً لإرسالها إلى بلدهم».