رجعت ريما لعادتها القديمة.. مثل شعبي يطلقه المصريون عند تكرار الأخطاء دون علاج صريح ورادع. خاصة في مجال كرة القدم التي مهما حاول المسئولون عن اللعبة الشعبية إصلاحها فنياً والسعي لعلاجها جماهيرياً.. إلا أن أخطاء الحكام مازالت تتمسك بعرقلة مسيرة اللعبة التي بدت تخطو إلي الأمام بالعروض الجيدة والأداء الراقي والاستعداد الطيب الذي وصل للجماهير وهو ما زاد من انتفاضة المسئولين ومحاولاتهم الحثيثة للاستمرار في المطالبة بعودة الجماهير للمدرجات لتنفك العقدة الكروية في إنعاش اللعبة وتحفيز اللاعبين علي تقديم المزيد من الجهد والارتقاء بالمستوي العام للعبة الشقية كما هو حادث في كل بلاد الدنيا.. غير أن أخطاء الحكام المستمرة مازالت تمسك بتلابيب العرقلة والتأخير وجر اللعبة للوراء بدلاً من العكس. في الموسم المنتهي كاد خطأ أحد الحكام أن يلغي مسابقة الدوري بخطأ ساذج أفقد فريق الزمالك نقاط المباراة وأخر ترتيبه بدلاً من مركز الوصيف والعودة إلي دوري الأبطال الافريقية إلي مركز متأخر ليكون في الكونفيدرالية المسابقة الافريقية الثانية ومع ذلك لم نسمع عقاباً رادعاً أقل ما يكون إيقاف الحكم لمدة لا تقل عن موسم. ويبدو أن عادة الخطأ عند الحكام لم تتغير تحت زعم أن أخطاء الحكام واردة وكأنها أحد بنود قانون التحكيم لا ينصلح إلا بوجودها في أي مباراة ليتكرر الموقف مع بداية الموسم الجديد وهذه المرة مع الأهلي عندما تغافل حكم مباراة الأهلي مع طلائع الجيش باحتساب ضربة جزاء غير أكيدة أحرز منها المنافس هدفه وتغافل عن احتساب عدد آخر من الضربات الصحيحة التي أضاعت علي بطل الدوري الفوز بثلاث نقاط. وفي الحقيقة فاللوم لابد أن يقع هذه المرة علي لجنة الحكام الفاضلة أولاً التي تسببت في أخطاء ما حدث في الموسم الماضي وكان طرف المباراة أحد أقطاب اللعبة وهو الزمالك ولولا ستر الله ويقظة وسماحة المسئولين عن الزمالك بقيادة المستشار مرتضي منصور لحدث ما لا يحمد عقباه وكاد يحدث علي كل مطالبه وهو محق. وهذه المرة حدثت مع بطل الدوري بعد أن غض السادة أعضاء لجنة الحكام الطرف الأكبر في المباراة ونسوا ما حدث لشقيقه الزمالك في الموسم الماضي وبدلاً من التدقيق جيداً في اختبار حكم المباراة من بين أصحاب الخبرة في القائمة والمتمرسين علي قيادة مثل هذه اللقاءات الشائكة ولابد أن تكون الأهداف التي يحرزها علي الفرازة وكذلك الحال بالنسبة لتلك التي تدخل مرماه.. راحوا يختارون حكماً واعداً لا يملك الخبرة الجيدة في إدارة مثل هذه اللقاءات الحساسة جداً جماهيرياً وفنياً ليخرج رئيس اللجنة بدلاً من الاعتذار عن أخطاء الحكم يقدم التبرير الساذج والأقوال المأثورة عندهم أن أخطاء الحكام واردة دون أن نسمع عن مجرد عتاب للحكم المعذور الذي أوقفته اللجنة في هذه الموجة لإدارة مباراة أعلي من امكانياته. وأنا شخصياً أحمد الله علي أن خطأ حكم الأهلي جاء في بداية الموسم الذي يستعد فيه الوسط الرياضي وتتهيأ الأندية للمطالبة بعودة الجماهير بعد نجاح الأمن في السيطرة علي كل المباريات الدولية التي أقيمت في مصر وأسعدت معها الشعب المصري كله ومن أجل زيادة حصيلة الأندية ودعمها في الاستمرار في مسابقة باتت تكلف الفرق فوق طاقتها. من هنا أهيب بالسادة الأفاضل أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة المناضل هاني أبوريدة الاهتمام الزائد بقضية أخطاء الحكام واختباراتهم بالميزان بوضع الحكم المناسب حسب ظروف طرفي المباراة وحسب ظروف المسابقة ذاتها وتوقيتات اللقاءات حتي تخرج المباريات في جو من الأمان بفضل خبرة الحكم المعين لإدارة كل مباراة. ولعل أعضاء لجنة الحكام أصحاب الخبرة الكبيرة يدركون ما أطالب به لأنهم يعرفون مسيرة كل حكم وانتماءه ومدي خبرته التحكيمية وكيفية محاولته للنجاح الذي يؤهله عادة لمراتب أعلي من جدول الترقيات ما بين المحلية والدولية وصعوده لمراتب أعلي بدلاً من ظن الجماهير أن أخطاء الحكام التي سوف تقف حجر عثرة في إفساد المسابقة وإلغائها في موسم وإلغائها للموس..والتهديد بعدم عودة الجماهير في الموسم الجديد. *نقلاً عن المساء المصرية