كانت المقاومة الجنوبية أيام الحرب عبارة عن مزيج وطني من النضال والكفاح انتجتها الثورة الجنوبية من داخل معسكرات التدريب التي تأسسة مبكرآ استعدادآ لهذه المرحلة . ثم التحق بها كل ابناء الوطن وقواه المؤمنة بخيار الاستقلال والحرية داخل الوطن وخارجه على كافة الانشطة التي تصب في مصلحة الهداف الواحد ، قدم ابناء الجنوب خلال هذه الفترة صمود اسطوري في النضال والكفاح واثبتوا تلاحم واجماع وتوحيد واصطفاف وطني عظيم لم يحدث في تاريخ الجنوب من سابق وبذلك كان يعتبر الانتصار الحقيقي للوطن والهوية والانسان .
لكن كان قدرنا ان اللوبي اليمني والقوى السياسية اليمنية الاخرى التي لم نحسب لها حساب ولم نستفيد من تاريخها بمراحل الصراع السياسي السابق بالجنوب كانت لنا بالمرصاد خصوصا عندما شاهدوا هذا الاصطفاف التاريخي الجنوبي ، استشعروا بالخطر وحركوا كوادرهم الاعلامية والسياسية لحرف هدف المقاومة بالتخلي عن كلمة احتلال يمني والاكتفاء بمليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ولكون الاعلام نصف الحرب تعاطى معها الاعلام العربي والجنوبي ايضآ ،على الرغم ان الحرب كانت بين شعبين شاركت بها كل شرائح المجتمع السياسية والمدنية والعسكرية والقبلية والدينيه .
ولكون المقاومة الجنوبية بعد ذلك رجعت جزء من الحكومة اليمنيه بطريقة او باخرى ، سلمت الانتصارات وكل زمام الامور لحكومة الشرعية التي تمثل الاحتلال ذاته تحت حجة ( الدعم العربي ) بينما كان الاجماع الجنوبي ان وجد العقل والدهاء السياسي بالذات بعد السيطرة على الارض وبعد اعلان الانتصار ، يستطيع فتح قنوات اتصال مباشرة مع الحلف العربي وتوحيد العمل المشترك مع الحلف والشرعية والحفاظ على الاستحقاق الوطني واهداف الثورة حتى وان كان ضد رغبة السعودية لكن كان هناك دول اخرى تتقاطع مصالحها مع المقاومة الجنوبية ومستعدة للدعم .
الان يجب على كل القوى الشريفه الجنوبية ان تتدارك الامور وتعود الى نقطة البداية وتعمل على تأسيس مجلس سياسي وعسكري موحد وقيادة موحده وهدف واحد وشعار واحد وفتح قنوات اتصال مع الحلف والشرعية وبسط سيطرة كامله على الارض .
والا في حال رجوع الحكومة اليمنيه الى عدن سيزيد الامور تعقيدآ لان هناك بالمقابل قوى جنوبية هي الاخرى لم ترغب بعودتها ولم تسمح بتمرير مشاريعها في عدن مما يجعل الامور تنزلق نحوا ماهوا اخطر وقد تظهر جهات اخرى كثيرة مثل القاعده وانصار الشريعه والجيش الوطني والجيش الحر ومليشيا حوثيه ومليشيا عفاشيه واخرى اصلاحية وكل جهة ستكون لها جهة اخرى تدعم وتمول ولكل يحاول السيطرة ولم يكن بمقدور التحالف العربي السيطرة او حسم الامور الذي قد يكتفي بتأمين الملاحة الدوليه وباب المندب .