النفوس المريضة في كل زمان ومكان، والجاهلون لا يخلو منهم عصر من العصور، وما تعرض له زميلنا الأخ فتحي بن لزرق من يوم ملطخ بالعار لتلك الفئة المأزومة في محافظة النضال الضالع لا يمثل بالضرورة توجهات أبناء الضالع الأحرار، نعم إنه يوم أسود لكل الجنوبيين، وليس لأبناء الضالع فحسب، فمسألة أن يتعرض إعلامي وفي وطنه الذي يناضل من أجله ومن من؟ من أبناء جلدته ووطنه الذين يدعون لاستعادة الدولة . اليوم الأسود لابن لزرق في الضالع لا يعني مسح تاريخ أبناء الضالع الشرفاء، ولكنه يحتاج منا لمراجعة أجندتنا تجاه قضية الجنوب، فيجب علينا أن نحترم وجهات النظر، لأن ما تراه صائباً بنظرك ليس بالضرورة أن يكون عند غيرك كذلك، فوجهات النظر تتفاوت، ولكل إنسان وجهة نظره التي يجب أن تُحترم، وما قامت به تلك الفئة من أبناء الضالع لا يعني أنه يعبر عن وجهة نظر أبناء الضالع الشرفاء، فالزميل بن لزرق ليس ضيفاً في الضالع بل هو في وطنه وبين إخوانه من كرام أبناء الضالع، وما حدث للزميل بن لزرق يوم أسود بكل قتامته، ويجب على كل أبناء الضالع استهجانه وإدانته، فالأوضاع لا تتطلب كثيراً من المشاحنات والفوضى، فحرية التعبير مكفولة لكل أبناء الجنوب، ولن أفرض عليك توجهاتي كما لا يحق لأحد أن يفرض عليّ ما يؤمن به . يمثل فتحي بن لزرق مثالاً للقلم الحر الذي لا يداهن ولا يحب المجاملة، لهذا سلطت الكثير من الجهات سهامها نحوه، وحاولت النيل منه بشتى الوسائل فتارة بالتخوين وأخرى بالتهديد والوعيد والتي كان آخرها ما جرى له في محافظة الضالع. إن مثل هذه الأقلام الحرة لا تُهدد ولا تُخوّف، لأنها تزداد نشاطاً وحيوية، فهي مجبولة على كتابة ما يمليه عليها الواقع من حقائق، فتحية لبن لزرق وتباً لمن وقف في طريقه ليملي عليه متى يكتب، وكيف يكتب، وإنني باسمي أعلن تضامني مع هذا القلم الحر، ولك مني يا أستاذ فتحي كل الأحترام .