في السنوات الماضية من عمر الثورة أو الحراك الجنوبي كان الجنوبيين في الساحات أو في الإعلام والمنازل وفي كل مكان يرددون شعارات مناوئة للوجود الشمالي وأن الشمال الذي دخل مع الجنوب في الوحدة هو احتلال واصبحوا يهتفون بضرورة رحيله من الجنوب وعودة الدولة الجنوبية حتى انه أصبح عن الجنوبيين الاحتلال الاحتلال اليمني . في هذه الفترة من النضال كان مصطلح الاحتلال اليمني لايكاد إن يفارق السن وأفواة الجنوبين بكل فئاتهم العمرية ولاتكاد الساحات والجدران أن تخلوا من شعارات ضد الاحتلال اليمني حيث أصبحت القناعات موجودة لدى الجنوبيين على أن الواقع المفروض هو احتلال بكل ما تحمله الكلمة من معنى وذلك بالنظر الى واقعة اجتياح الشمال للجنوب في 94 وأساليب القمع والتنكيل التي يتعرض لها الجنوبيين فيما بعد . مصطلح ولفظ الاحتلال اليمني فقط بدون الإشارة إلى الشمال قد لايتطابق بهذه التسمية على اعتبار أن الجنوب جزء من اليمن أيضا وقبل الوحدة كان اليمن منقسما إلى دولتين لاتخلوا من اسم اليمن ولهذا نلاحظ في الوقت الحالي ان مصطلح الاحتلال اليمني لم نعد نسمعه بتلك الصورة وبتلك الحدة التي كنا نسمعه قبل الحرب الأخيرة أثناء التظاهرات والفعاليات المتكررة التي ينظمها الجنوبيون . إن نسيان مصطلح الاحتلال اليمني والعمل إلى جانب الشرعية يوحي إلى أن الجنوبيين قد تناسوا العمل الثوري وتركوا النضال وموقفهم من الوحدة قد تغير وكما لو أن الوضع قد تغير إلى الافضل وأصبح الاحتلال اليمني الذي يصفه الجنوبيين غير موجود بمجرد انتهاء الحرب أو الحصول على راتب . إذن حاليا لاوجود للإحتلال اليمني وكما لو أن الحرب الأخيرة أعادت للجنوب دولته والدليل التخفيف من مطالبات بإستعادة الدولة وانخفضت الأصوات التي تطالب برحيل الاحتلال اليمني ، لذا تم استدراج الجنوبيين الى معارك خارج حدوده واشغالهم وجعلهم يلهثون وراء الراتب الهدف منها تشتيت تفكير الجنوب وإنهاء القضية الجنوبية وترسيخ الوحدة اليمنية وفعلا يتم ترسيخ الوحدة بسقوط المئات من الشهداء الجنوبيين خارج حدودهم . مصطلح الاحتلال اليمني الذي كان يردده الجنوبيون انتهى مع انتهاء الوجود العسكري للنخب الشمالية ربما لكن الوجود السياسي لهذه النخب مازال موجود وتمارس التجويع والتركيع وبالتالي فإن الوحدة مازالت باقية ولم ترحل او انتهت وما رحل وانتهى عن الجنوب سوى مصطلح الاحتلال اليمني ليس إلا ..
