اختطفت ميليشيا الحوثي في صنعاء، مسؤولا عسكريا كبيرا مقربا من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، شريكها الأساسي في الانقلاب، وأحالته للتحقيق، بعد رفضه تنفيذ توجيهاتهم، مع استمرار الصراع والتوتر بين حليفي الانقلاب. وأكدت مصادر صحفية في صنعاء، أن ميليشيات الحوثي اختطفت اللواء الركن قائد محمد العنسي، مدير دائرة شؤون الضباط بوزارة الدفاع الخاضعة لسيطرتهم في صنعاء، بسبب رفضه تنفيذ توجيهاتهم بالتوقيع على كشوفات الترقيات، التي أصدروها لعناصرهم قبل عام ونصف.
ووفق المصادر، فإن اعتقال اللواء العنسي تم بناء على أوامر القيادي الحوثي المدعو أبوعلي الحاكم، والذي تم تعيينه أخيرا رئيساً للاستخبارات العسكرية في سلطات الانقلابيين غير المعترف بها، في إطار إجراءاتها المتصاعدة للانتقام من الموالين للمخلوع صالح حليفها في الانقلاب.
وأوضحت، أن مصير العنسي، مازال مجهولا منذ أيام، وترفض ميليشيات الحوثي الكشف عن مكان احتجازه.
ويشغل اللواء العنسي منذ عام 2006 منصب مدير دائرة شؤون الضباط بوزارة الدفاع، بموجب قرار أصدره له الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، باعتباره من الموالين والمقربين منه، وكلفه الرئيس عبدربه منصور #هادي مطلع عام 2014 على رأس لجنة رئاسية للتفاوض مع ميليشيات الحوثي، ودارت شكوك تأكدت لاحقا بتواطئه في تسهيل اقتحام الحوثيين محافظة عمران واجتياح العاصمة صنعاء.
وأعلنت قبائل أنس التي ينتمي إليها المسؤول العسكري المختطف، بمحافظة ذمارجنوبصنعاء، عن النفير العام لمواجهة تعسفات ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وأصدر مشايخ ووجهاء قبائل أنس في اجتماع طارئ لهم، بيانا، يطالب جماعة الحوثي بسرعة الإفراج عن اللواء قائد العنسي، وهددت بالتصعيد إذا لم يتم تنفيذ ذلك.. وتوعدت بأنها ستقوم بما "يتوجب عليها في الحفاظ على أبنائها بالشكل المناسب".
وحمل البيان القيادي الحوثي أبوعلي الحاكم وجماعته، مسؤولية اختطاف العنسي، والنتائج المترتبة على هذا العمل.
على ذات السياق تمكن الحوثيون من توجيه ضربات متتالية موجعة للرئيس المخلوع صالح في عمقه الاستراتيجي. وذكرت مصادر صحفية أن صالح قام خلال الأيام الماضية باستدعاء قيادات من الحرس الجمهوري وتفاجأ برفض تلك القيادات التي تتبع الحرس الجمهوري الحضور رغم تكرار استدعائه لها .
ووفقا لمصادر موثوقة فقد علم صالح بعدها أن تلك القيادات بايعت جماعة الحوثي منذ زمن وهي قيادات مؤثرة في الحرس الجمهوري تتبع القوات الخاصة وألوية الصواريخ.
مصادر وثيقة الصلة قالت إن الحوثيين منذ دخولهم صنعاء كانوا يخططون كيف يضعفون صالح .. وقاموا بضخ أموال طائلة على قيادات الحرس الجمهوري وكان هذا بدعم إيراني من قبل الحرس الثوري واستطاعت قيادات الحوثي استمالة قيادات ألوية الصواريخ التابعة للقوات الخاصة التي كانت تتبع نجل صالح ثم توالت عمليات الاستقطاب وكسب القيادات الأخرى وتم دفع ما يقارب المليون دولار لكل قائد في الحرس الجمهوري ووزعت لهم الأراضي وأعلنوا الولاء لجماعة الحوثي دون علم صالح الذي كان يظن أن تلك القيادات لا تزال تدين له بالولاء.
من جهة أخرى، سحبت بحرية التحالف العربي باخرة محملة بمادة القمح الأساسية من موانئ البحر الأحمر بميناء الحديدةجنوباليمن.
وقالت مؤسسة موانئ البحر الأحمراليمنية:"إن بحرية التحالف العربي، سحبت الباخرة (FULMAR) المحملة ب25 ألف طن من مادة القمح الأساسية، والتابعة لمنظمة الغداء العالمي، من غاطس ميناء الحديدة (غربي اليمن).
ونفى بيان صادر عن المؤسسة التي يسيطر عليها الحوثيون وقوات المخلوع صالح ما أوردته وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين، حول منع مسلحي الجماعة إفراغ 15 باخرة في الميناء.
وذكر البيان أن التحالف الذي تقوده السعودية، سحب السفينة إلى خارج منطقة المخطاف، ووجهها بالتحرك إلى بُعد 65 ميلا خارج منطقة الغاطس، وذلك بعد وصولها الساعة ال9 صباح اليوم، إلى الغاطس.
وأضاف: "تعتبر مؤسسة مواني البحر الأحمراليمنية الشريان الوحيد الذي يغذي أكثر من خمس عشرة محافظة وأكثر من عشرين مليون مواطن».
وقال البيان:" إن الميناء يعاني من الضربات الجوية التي استهدفته سابقاً، وإنه «ما تزال قوات التحالف العربي تمارس تعنتها وصلفها على ميناء الحديدة إعلاميا عبر تسريبات مضللة بأن ميناء الحديدة تحتجز بواخر تحمل مواد غذائية.