طالب عمّال الصرف الصحي في محافظة أبين، السلطة المحلية والحكومة بسرعة صرف رواتبهم المتوقفة منذ أكثر من عامين، وسرعة توظيفهم بشكل رسمي تقديراً لخدمتهم الطويلة، حيث مرّ على أغلبهم أكثر من عشرين عاماً وهم في عداد المتعاقدين، ولم يتم تثبيتهم في وظيفتهم إلى اليوم، حتى أصبحوا ضحايا للإهمال، وتم حرمانهم من حق التوظيف. ونتيجة لهذا الإنتهاك، تعاني أسر ثلاثة من عمّال الصرف الصحي الذين توفوا، من التعسف الوظيفي، وإيقاف رواتبهم بعد الوفاة. وتواجه أسرهم اليوم معاناة لا توصف بعد وفاة معيلهم الذي قضى عمره يخدم في إدارة الصرف الصحي معرضاً حياته للخطر، في ظل عدم وجود عناية صحية لهم، وحرمانهم من علاوة تغذية.
أحد هؤلاء العمّال المتعاقدين توفي، وهو ينظف أحد غرف التفتيش مختنقاً بالغازات السامة، فتم مجازاة أسرته بإيقاف راتبها الشهري، وهو مصدر دخلها الوحيد، ومع استمرار هذه المعاناة وتوقف رواتب عمال الصرف الصحي بمديرية خنفر بمحافظة أبين منذ أكثر من عامين، وانعكاساتها السلبية على حياة أسرهم، لم يقصّروا في عملهم، فنراهم يباشرون عملهم بكل همّة ونشاط ومن دون كلل أو ملل، رغم المأساة التي يمرون بها، والتي لا يمكن أن يتحملها غيرهم.
فريق نزل إلى الأرض، والتقى عمّال الصرف الصحي، لينقل معاناتهم للجهات المختصة. مشرف العمّال في خنفر عادل سليمان فتيني، قال «نحن نعاني من توقف رواتبنا منذ بداية العام 2015م، وإلى اليوم ولم نستلم طيلة السنوات الماضية سوى رواتب ثلاثة أشهر فقط، ومعنا التزمات تجاه أسرنا لم نستطيع الوفاء بها بسبب توقف رواتبنا».مشرف العمّال في خنفر : رواتبنا متوفقة منذ بداية العام 2015 وأكد فتيني «أسرنا بدون مواد غذائية، ومعنا منازل إيجار، وكل شيء غلاء من أين نأكل وأين نسكن ونحن لنا أكثر من عامين بدون رواتب لم نستطيع في العيد نشتري كسوة أطفالنا، والان مدارس لم نستطيع أيضاً شراء لهم مستلزمات المدرسة اضطررنا أن نخرجهم من الدراسة، فنحن لم نستلم رواتبنا».
وتابع «للأسف أيضاً رواتبنا ضئيلة، أربعين ألف ريال، خاضعة لضريبة، يبقى لنا اثنين وثلاثين فقط ومع هذا لم تصرّف لنا، ونحن الآن سيكتمل لنا العام الثالث ونحن بدون رواتب».
وختم قائلاً «نحن ملتزمون بعملنا على الرغم من أنه لا يوجد لدينا علاوة تغذية، ولا خطورة، ولا صحة، ولا نستلم علاوة صيانة وتنظيف لخطوط المجاري، ومعاناتنا كبيرة، لذا نتمنى من السلطة المحلية بالمحافظة والحكومة معالجة مشكلة توقف رواتبنا بأسرع وقت».
العامل سامي قائد قليص، قال إنه «متعاقد» مع إدارة الصرف الصحي في خنفر منذ «خمسة وعشرين عاماً ولا يعلم ما هي أسباب عدم توظيفه طيلة هذه السنوات الطويلة»، مؤكداً أنه يعاني اليوم معاناة كبيرة نتيجة توقف راتبه منذ أكثر من عامين، ويطالب الجهات المختصة بسرعة الإفراج عن رواتب العمّال.
عامل آخر يدعى محمد عوض، قال بحسرة وألم «للأسف لم نجد من يلتفت لمعاناتنا نحن عمال الصرف الصحي نعمل من دون رواتب منذ أكثر من عامين، ولم نستلم علاوات كانت تصرف لنا فقط حوافز وتوقفت ومعاناتنا معاناة اليوم لتوقف رواتبنا التي ستقارب الآن السنة الثالثة».
وطالب عوض السلطة المحلية بأبين ب«سرعة التدخل وحل مشكلة رواتبنا نحن عمال الصرف الصحي في مديرية خنفر فقط، بينما زملاؤنا في زنجبار تصرف رواتبهم بانتظام».تعاني أسر ثلاثة من عمّال الصرف الصحي الذين توفوا، من التعسف الوظيفي من جهته، مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي في أبين المهندس صالح محمد بلعيدي، أكد وجود «معاناة كبيرة» لعمّال الصرف الصحي بالمحافظة، نتيجة توقف رواتبهم لأكثر من عامين. وأشار «مع ذلك يبذلون جهود كبيرة في عملهم، وحقيقة العمل الذي يقومون به لا يستطيع أحد القيام به»، لافتاً إلى أن «رواتبهم ضئيلة جداً لا تتعدى الثلاثين ألف ريال».
وأوضح أن «هناك جهود بذلها معنا محافظ أبين اللواء أبوبكر حسين، وتم التوجيه من قبل رئيس مجلس الوزراء باعتماد موازنة لإدارة الصرف الصحي بأبين، تشمل رواتبهم وحوافزهم ونفقات التشغيل اللازمة لكافة أعمال التشغيل والصيانة»، مشيراً إلى أن «هذه الموازنة ستضم لموازنة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي - أبين، من هذا العام وتشمل التوجيهات صرف مخصصات الربع الرابع من هذا العام بصورة عاجلة».
هذه صورة مصغّرة عن معاناة عمّال الصرف الصحي في مديرية خنفر بمحافظة أبين، الذين حرموا من أبسط حقوقهم وهي رواتبهم الشهرية التي تعاقدوا بها، ويعملون بهذه العقود منذ أكثر من عشرين عاماً، كما حرموا من حقهم في التوظيف الذي كان يفترض أن يحصلوا عليه مقابل خدماتهم الطويلة في هذا العمل، فضلاً عن باقي الحقوق المستحقة التي يكفلها قانون العمل.