600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    أقذر أنواع الحروب هي حرب الخدمات... بريطانيا وإسرائيل أشرف من الاحتلال اليمني    تسليم الجنوب لإيران "لا يجب أن يتم عن طريق دول الجوار"    للجنوبيين: أنتم في معركة سياسية تاريخية سيسقط فيها الكثير وتنكشف أقنعتهم    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    يوفنتوس يتوج بلقب كأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    أوقفوا هذا العار.. إعلان إسرائيلي غاضب ضد ''توكل كرمان'' بسبب تصريحاتها الجريئة عن حرب غزة    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    موقف عامل يمني بسيط يرفع رؤوس اليمنيين في المملكة !!    عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    الكشف عن ترتيبات أمريكية مؤلمة للحكومة الشرعية وقاسية على القضية الجنوبية    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجرد ذكريات ... لن أنسى موقف البطل الشهيد سعيد علي حيدره السعيدي الكلدي مدير عام سجن البحرين بجعار
نشر في عدن الغد يوم 04 - 10 - 2017

احتلت بريطانيا العظمى أرض الجنوب العربي طوال 129 عاماً وكانت مقارعة الاحتلال مستمرة من قبل أبناء الشعب الجنوبي طوال تلك المدة ، وهناك ملاحم عظيمه سطرها رجال الجنوب العربي طوال سنين الاحتلال وفي أواخر الستينات تم إنشاء جبهتين للنضال ضد الاستعمار البريطاني المحتل لأرض الجنوب وهي الجبهة القومية وجبهة التحرير وكلاهما يناضلان لتحرير الجنوب
وكان والدي قيادي في جبهة التحرير وكان الكثير من اقاربي وقبيلتي منخرطين في صفوف جبهة التحرير ونادرا مايوجد عضو في الجبهة القومية ... وخاضت الجبهتان نضالا شرسا ضد الاستعمار ...
وعند بدأ الثورة في الشمال اي في اليمن حسب ماكان يقال اي انه من ذهب الى الشمال كانوا يقولون عنه لقد ذهب إلى اليمن وهكذا من جاء من الشمال يقال انه جاء من اليمن وكانوا يأتوا اناس يقال عنهم (العلوانه والمفرد علواني) هؤلاء يقال عنهم علاونة اليمن كانت معهم مزامير وكانوا يقومون بمتابعة الثعابين للامساك بها ولم نسمع حينها باسم جنوب اليمن الا صبيحة إعلان الاستقلال يوم 30 نوفمبر 67 .. من عام 1963 الى عام 1967 كانت الجمعية العامة للامم المتحدة قد أصدرت 7 قرارات باسم الجنوب العربي وحتى وثيقة الاستقلال تشير في فقرتها الاولى إلى استقلال الجنوب العربي وكانت بريطانيا ترفض هذه التسمية كانت تسمي الجنوب العربي بمسميات كالمحمية الغربية والمحمية الشرقية ومستعمرة عدن وكانت سلطنات ومشيخات الجنوب متمسكة بالهوية الجنوب العربي وكانت الرقعة الجغرافية لمحافظة ابين حاليا تقام على ترابها خمس سلطنات وهي سلطنات عميقة بالتاريخ الجنوبي ومعترف بها في الكومنولث سلطنة الفضلي وسلطنة اليافعي وسلطنة العوذلي وسلطنة العوالق السفلى وجمهورية دثينة وكلا يعرف حدوده داخل رقعة الجنوب العربي ولم تنشأ اي حروب كبيرة بين تلك السلطنات واذا ماحصلت اي مشكله سرعان مايتم حلها بالعرف وغيره وعاشوا آلاف السنين كاسره واحده وكذلك بقية السلطنات الاخرى في الجنوب العربي والسبب لانه لم يكن هناك من يصدر صكوك الوطنية للآخرين مثل ماهو حاصل اليوم مع الأسف الشديد. .
.. وقد هب الكثير من ثوار الجنوب العربي للسفر الى فلسطين للدفاع عن الثورة الفلسطينية والى اليمن للدفاع عن الثورة السبتمبرية وخاضوا معارك حامية الوطيس ومنهم من استشهد ومنهم من جرح والبقية عادو إدراجهم لمواصلة النضال ضد المستعمر البريطاني وكان والدي ومجموعة كبيره من اقاربي من ضمن الذين ذهبوا الى اليمن للدفاع عن ثورة سبتمبر وكانوا يترددون على اليمن ليتزودوا بالمؤن وشراء الاسلحة.
وعند استقلال الجنوب العربي كان السبق للجبهة القومية في تشكيل وفد المفاوضات وفعلا استلمت الجبهة القومية زمام الحكم من بريطانيا وتم تجيير الهوية من الجنوب العربي الى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.
وقام أعضاء الجبهة القومية التي كان نهجها اشتراكي قامت بالزج بأعضاء الجبهة التحرير في السجون والقمع ومنهم من تمكن من الهروب الجماعي الى الشمال والكثير منهم زج بهم في غياهب السجون وقدموا للمحاكمات الصورية والاعدام والسجن المؤبد وما الى ذلك وفي نهاية عام 69 بداية 70 كانت مواجهات دامية.
لاخوالي ال المارم الذين داهمت منازلهم القوات التابعة للتنظيم السياسي للجبهة القومية ودارة مواجهات كبيره تمكن خالي البطل الشهيد سالم المرخي بن ناصر بن داهجه المارمي من قتل المأمور وقائد الشرطة وقائد الحملة قبل ان يسقط شهيدا وإلى جانبه ولد أخته البطل الشهيد محمد أحمد وارد المارمي رحمة الله عليهم وكذلك إصابة الشيخ المرخي بن ناصر بن داهجه المارمي والذي اعتقل لمدة 15عام و سقطوا شهداء وجرحى أمام اعين اطفالهم ونساءهم دون اي ذنب اغترفوه إلا لانهم ينتمون لجبهة التحرير التي اعلنت الجبهة القومية تخوينها واتهمتها بالرجعية والارتزاق زيفا وباطلا وتمكنت القوات المداهمة باستدراج مجموعة كبيره من افراد القبيلة عن طريق الحيلة قبل تفجير الموقف بحجة المفاوضات السلمية لتسليم البطل الشهيد سالم المرخي وعند تفجير الموقف تم اعتقالهم وفي مقدمتهم الرجل الشجاع والمعروف في المنطقة الشيخ احمد عبدالله بن داهجه المارمي والملقب باحمد الكاملي ومعه مجموعه بعضهم لايتجاوز سن الثالثة عشره والذي تم إعدامهم جميعا فيما بعد وقد تم تفجير الوضع المبيت عندما حضر المناضل الشهيد سالم المرخي واخبره المأمور بان لديه تعليمات رئاسية عليا بإحضاره حيا او ميتا وعليه الامتثال لهذا دون شوشره فتبسم سالم وقاله اما حيا فلن تأتي بي ولكن ميتا ممكن وصاح على ابيه ياباااه "لقد اعتبنا" اي عابوا علينا وكان واقف بجواره دون سلاح وحينها كان سالم الرجل الوحيد في القبيلة الذي يمتلك رشاش كلاشنكوف والاخرين اسلحة كناد وعيلمان وغيره من الأسلحة التقليدية وكانت معه قنبلتين معلقه بخصره وعند تحركه اطلق عليه المأمور النار من مسدسه ليصيبه في فخذ رجله ولكن سالم سدد بندقيته لرديه قتيلا وهكذا قتل الاخرين الا ان الحظ لم يحالف سالم الذي أصيبت بندقيته في المغلاق وتعطلت وخرجت عن الجاهزية القتالية وحينها رمي القوة بالقنبلتين الذي أحدثت فيهم اصابات وكان قد اصيب ب 7 طلقات ثم تمكن الجنود من قتله بإطلاق عليه وابل من الرصاص من الخلف مع ابن شقيتة واما والده فعندما سمع بصوت الشهيد سالم يناديه قام فورا بانتزاع بندقية جندي اسمه خليل ولكن احد الجنود سدد بندقيته لصيب الشيخ المرخي اصابة ماكنه من خلفه ليسقط جريح .

وقد تم تشتيت القبيلة ولم يتبقى الا الحريم وذلك من جراء قمع القوات وقد تم اخذ الجريح وباقي الاسراء علما بان القبيلة لم تكن مستعدة لهذا الهجوم المباغت ولولا فقدان القوات لقياداتهم الذي سبب لهم ارباك ولم يعد من يوجههم ودب الخوف فيهم باعتقادي انهم كانوا سيبيدون الكل و لم يعد اي شخص هناك يقوم بدفن الشهداء بعد انسحاب القوات. ولكن البطلة ام الشهداء محمد ومنصور وناصر وعبدالله الذي اعدموا وهي شقيقة الشهيد سالم قامت بإحضار جمل لأنه لايوجد لديها وسيلة نقل الجثامين وقامت بشد الجثث على الجمل لتحملهم الى المقبرة التي فيما بعد آخرون حضروا لمساعدتها في دفنهم وكانت جثة شقيقها الشهيد سالم وجثة ابنها الشهيد البطل محمد احمد وارد .

واما المعتقلين المناضلين الافذاذ أعضاء جبهة التحرير من افراد القبيلة فقد قدموا للمحاكمات الصورية عبر الإذاعة والتلفزيون وحوكموا بالإعدام رميا بالرصاص حتى الموت هكذا كان منطوق الحكم وسياسته.
باستثناء الوالد المرخي بن ناصر حكم عليه بالسجن15 سنه وايضا ولده احمد وكذلك الشيخ عبد الله محمد وارد اما البقية تقريبا 12 تم إعدامهم وفيهم الفتيان ناصر احمد وارد وعلي راجح محمد السعيدي الكلدي الذي لم تتجاوزا اعماره الخامسة عشره وكان ذلك في 13 مارس 1970م وكتبت يومها صحيفة 14 أكتوبر خبر اعدامهم وتهمة كل منهم الكيدية وكانت تهمة الشاب البطل منصور احمد وارد المارمي بأنه تلقى مبلغ عشرة آلاف شلن من السلطان البائد أحمد بن عبدالله الفضلي ذلك السلطان الثائر الذي شهد له الجميع بمافيهم الزعيم عبدالناصر واصبح في نظر الجبهة القومية رجعي وخائن بلغة تلك الثقافة التي غزتنا من يومها حتى يومنا هذا. ..
فحكم على منصور وارد الإعدام رميا بالرصاص حتى الموت .. وشردة بيقية القبيلة الى الشمال
ولم يتبقى الا الشعار يتبادولون القصائد
فكانوا اهل المارم يسكنون في منطقه اسمها الحصحص

فقال الدوحة من به شبعه ينزل لاحبيل الحصحص
اما بايحصل فيده ولابايضلي يفحص

وقال
الحصحص واشعابه عرور
شلت صماصيم الملاح ذي هم صباح النور
وسال السيل من رأس النحور
صاب القبيلي اعوج يقاتل المأمور
وسالم قابل المأمور والعسكر حضور
وقال خذها وانتول معادني معذور
واسدل الستار على هذه المذبحة البشعة الى يومنا هذا دون تعويض او اعتذار ومع ذلك دخلنا في التصالح والتسامح الجنوبي وتبنيناه خيار ولكن الكثير من المنافقين يتخذونه شعار وعصا موسى..
واما والدي وبقية زملاءه فقد تمت مطاردتهم من قرية الى قرية وكانوا يفتشون عليه حتى في جواني اعلاف المواشي بحثا عنه واخيرا تمكن عمي علي حسين احمد ولد خال ابي من الوصول لفخامة الرئيس سالم ربيع علي الذي بدوره كتب رسالة يقال لها تأمين بان المناضل محسن أحمد مؤمن في وجه الثورة وهو حر وليس عليه اي شيء التوقيع الرئيس سالمين وجاب الرسالة عمي وسلمها ابي على اعتبار انت الان مؤمن من قبل رئيس الجمهورية الامين العام المساعد للتنظيم السياسي للجبهة القومية سالم ربيع علي (سالمين) ومن حقه الذهاب الى الاسواق دون اي اعتراض وكان قد حضر والدي الى احد المحاكم لمقابلة مسؤل ما ومعه مجموعه من افراد القبيلة مسلحين وحينها قال له ذلك لاداعي لهذاااااااااااا فانت لست بحاجه لحمل السلاح بعد اليوم انت رجل مناضل ولديك ورقة تأمين من الرئيس وكان كل هذا الكلام من المسؤل مجرد خداع ولكن القبيلي محسن صدق وبالمقابل كانوا خلاياء جهاز امن الدولة يتعقبوه دون ان يعرف وذات يوم ذهب إلى السوق دون مرافقين وفوجئ باعتراضه ومباغته واعتقاله وعند وصوله الى سجن زنجبار كان ضابط التحقيق البطل الشهيد دهمس احمد النخعي موجود وكان يناديه من خلفه دون ان يحس الجنود وهو زميله في النضال ويقوله محسن المعذرة لن استطع افعل لك شيء واعتقد انني سوف الحق بك الى السجن وفعلا فيما بعد تم اعتقاله واعدامه رحمة الله عليه واما والدي فقد أخذ من سجن زنجبار الى سجن البحرين بجعار ذلك السجن الشهير الذي كان كبار قادة جبهة التحرير في محافظة ابين يقبعون فيه وتم تعذيبهم واعدامهم وعند متابعتنا بعده سلمت لنا استمارة دائمة من خلالها يسمح لك بالزيارة للسجين وكنا نقوم بزيارته وبعض احيان ادخل قبل ان يتم إخراجه إلينا من الزنزانة وصادف وجود الوالد البطل الشهيد الشيخ محمد احمد النخعي شقيق شيخ قبيلة النخيعن البطلة والى جانبه ولده الشهيد الشيخ خالد وكذلك الشيخ الشهيد البطل محمد ناصر النخعي صديق والدي الروح بالروح وعهيده وكان الوالد الشيخ محمد يناديني ويسلم علي وكذلك البقيه وكانوا يحبون ابي وانا مسمى بهم فكلهم يعتبروني نسيبهم اي سميهم وهم اهلي وناسي.
وقد تم اعدامهم جميعا رحمة الله عليهم ومعه الكثير من ابطال قبيلة النخعين الفضلية ومنهم الشيخ السيد محمد النخعي والشيخ محمد حسن النخعي والشيخ صالح دهمس دعوس النخعي والبطل هائل محمد بن مريم النخعي شقيق الشهيد علي محمد بن مريم النخعي الذي اغتالوه الانجليز والمناضل حسن امذبب والمناضل علي بن عوض بن مريم النخعي وفضل بن دهمس النخعي
وكثير من قبيلة النخعين الذي نالهم القمع والتشريد وهي قبيلة مناضله وقد صدت في عام 57 هجوم بري وجوي من قبل القوات الملكية البريطانية على قرية المساحل معقل مشايخ النخعين ولكن قاتلو أبناء النخعين والكثير من قبائل ال فضل وتم كسر شوكة المعتدي البريطاني وقتل قائد الحملة البريطانية والكثير من جنودهم وهزموا شر هزيمة برغم تفوقهم جويا وبريا ..
وذات مره كنت في زيارة ابي وشاهدت رجل لم تفارقني صورته حتى هذا اليوم نعم شاهدت رجل ذو شخصيه فريده صاحب لحية كثيفة بيضاء ناصعة كاللبن فشد انتباهي برغم صغر سني فقادني الفضول لاسأل الوالد من هذا يا ابي قال وهو يبتسم هذا المناضل عزب الشدادي والذي تم إعدامه فيما بعد رحمة الله عليه وقد لاقت قبيلة ال شداد الفضلية مالاقته قبيلة النخعين وباقي القبائل بابين قبائل ال فضل المراقشة وال بالليل والنخعين وال شداد وكذلك العواذل وباكازم ويافع ذاقوا القمع والتنكيل والاعدام لأن الكثير منهم ينتمون الى جبهة التحرير الرجعية والامبرياليه وما الى ذلك من التهم الذي أطلقها القومجيين الجنوبيين .
المهم بعد فتره وتقريبا في أواخر عام 72 بداية 73 وانا بدأت الدارسة الابتدائية في زنجبار وحضرت ذات يوم لزيارة والدي الا انهم أعادوا لي الاستمارة مكتوب عليها ممنوع الزيارة الى اشعار اخر وهنا جن جنوننا فقلنا خلاص اعدموه وكنت اتابع ووجدت ساعة والدي نوع صليب في مكتب جهاز امن الدولة في جعار وزاد حزني على ابي وكنت احبه حب فوق مايتصوره المرء وكانت امي رحمة الله عليها أمراءه شجاعة يرغم خسارتها للكثير من اهلها الذين تم اعدامهم وشرد بالاخرين وبرغم حزنها عليهم وعلى والدي الا انها كانت شجاعة وقويه وحينها كانت تأتينا أخبار لانعلم صدقها من عدمه وكانوا يقولون بان الجبهة القومية سوف يداهمون البيوت ويفتشونها وياويل من وجدو معه بندقية او ذخيرة اما القنابل من هي معه يعتبر اكبر مجرم وسياخذون حتى الاطفال وحلت المصيبة على امي وهي تحتفظ ببندقية ورصاص وقنابل تابعه لابي ولكن عليها ان تتصرف وتتخلص منها قبل ما يداهمونا ويأخذون حتى اطفالها ..

وفي تلك الليلة الظلماء ومازلت أتذكرها حزمت والدتي حقائبها وانطلقت بها الى الكهوف في احدى الاودية التابعة للقبيلة ودفنتها في تلك الكهوف بعد ان فرقتها ووضعت القنابل والرصاص في برادات القهوة (الكتالي) مفرد كتلي وحتى أنها فيما بعد اضاعت بعض الامكان والى اليوم والليلة لم يتم العثور عليها ونتمنى بان نعثر على مكان دفنها..
واستمرينا في المتابعة على والدي ولم يخالدني اليأس وانا صغير في السن ولكنني كنت احس انني أحمل مسؤلية كبرى وكنت اتردد على مكتب المحافظة محمد علي أحمد والذي كان يعاملني كأبنة ويشفق عليا ، كان رجل بمعنى الكلمة ..
وذات مره قابلته وهو طالع من المكتب متجه الى منصة عرض الشرطة الشعبية لحضور عرض لا ادري لاي مناسبة وعندما شاهدني أخذني معه الى فوق المنصة وجلست إلى جانبه ولاول مره بحياتي اجلس فوق منصة وحتى لمانزلت كان الاطفال يسألوني ايش يكون لك المحافظ فتشجعت وقلت لهم عمي ...
وعقب انتهى الاحتفال كلمته بخصوص ابي وهو يعرف بموضوعي من كثر مراجعتي له فقال لي ياولدي لا استطيع ان اوصلك لابيك ولكن تأكد ان ابيك مع الدولة وان شاء الله سوف يخرج وامر لي كالعادة بمساعده بملغ خمسين شلن وراشن للأسرة وكانت الخمسين الشلن حينها مبلغ غير عادي ولها قيمتها ..
ولكن انا لم استسلم كنت ابحث عن والدي وابحث عن العلم (حينها كنت في الابتدائية) وكان يشجعني أستاذي ومعلمي صاحب الفضل في تعليمي بعد الله سبحانه وتعالى الأستاذ الشيخ سالم عوض بلعيدي المرقشي حفظه الله وعافاه وكان يعرف والدي وهو يشغل مدير عام المدرسة.
المهم ذهبت انا وامي وإخواني الى الحاكم الفعلي لأبين رئيس التنظيم السياسي للجبهة القومية جاعم صالح محمد الله يرحمه ودخلنا عليه في مقر التنظيم وهو كان منزل أحد سلاطين ال فضل وتم تحويله الى مقر للتنظيم ثم للحزب الشيوعي الاشتراكي
وشرحنا له انهم منعونا من الزيارة فكان كلامه شبيه بكلام المحافظ اي ان ابوك مع الدولة ولم يعدم حينها اجهشت بالبكاء عند ما قالت امي ياجاعم ان كان انتم اعدمتوه اخبرونا وخلاص لكي نقتنع وحينها لم اتمالك نفسي فبكيت بكاء شديد وكانت الدموع تتساقط من عيوني بغزاره وكنت امسحها بيدي على زجاج النافذة لمكتب جاعم ولكنه نهرني قائلا لاتبكي الرجال لاتبكي قع رجال مش (هكه) اي مش هكذا قلت وانا اواصل البكي ابوي ابوي قال بس اقولك ابوك مع الدولة تفهم فقامت امي واخذتني مع خواتي ولم تعير جاعم اي أهمية الله يرحمها كانت شجاعة وقويه ولست ادري من اين أتتها تلك الشجاعة والقوة بعد المصائب التي حلت عليها ..
اذا"نحن أمام معضلة كبرى لان كبار مسؤلي المحافظة منعونا من الزيارة فكيف الحل ولاتوجد قوة في الدنيا تستطيع مساعدتنا بعد جاعم صالح والمحافظ ومن ذا الذي نفسه تسول له بمساعدتنا عن اخبار ابي ؟ ؟.
فكان البطل الشهيد رحمة الله عليه سعيد علي حيدره السعيدي الكلدي مدير عام سجن البحرين بجعار حيث تكبل الأسود في الاغلال وكان ابن عمه الله يرحمه راجح محمد السعيدي الكلدي تزوج سابقا من أمرأه تقرب لنا وانجب منها ولد وبنتان الولد الطفل الشهيد على راجح محمد الذي تم إعدامه من ضمن اخوالي لان خالي تزوج امه وانجب منها اولاد وبنات وتربى في كنفه وكان مدير السجن سعيد علي يعرفنا .
وكنت كما اسلفت سابقاً كل يوم أربعاء اذهب الى سجن البحرين بجعار والتقي الشيخ الوقور ابو الحافة بن باقس المرقشي وكان البطل الحافة في السجن مع والدي وكان الشيخ باقس يلبس ثياب بيضاء ناصعة وكان يتوكى على عصا غليضه وكان يجلسني الى جواره بعد ان عرفني وكانت تربطنا قرابة بال باقس .
كانت الناس تحضر في الصباح الباكر رجال ونساء تحتشد أمام بوابة السجن الحديدية ويستمر هذا الاحتشاد من الفجر حتى الساعة الرابعة والنصف او الخامسة مساء والكل يأمل ويقول لعل وعسى يحصل على خبر على قريبه وكان الشيخ بن باقس يناديني عندما يشاهدني ويجلسني بجواره ويضمني إليه خوفا علي من زحمة المراجعين وهكذا نلتقي كل يوم أربعاء موعد الزياره ونقف امام البوابة وفي يوم من ايام الاربعاء فتح الباب المدير سعيد علي حيدره الكلدي واذا بي في وجهه فمسك بيدي وادخلني قال ايش معك قلت له وعيناي غارقة بالدموع ياعم سعيد هل ابوي ذبحوه ورد علي وهو يضحك لالا من قال هذا ابوك موجود واقسم بالله انه موجود وقلت اريد اشوفة ولو من بعيد فقال هل ذهبت للمحافظ وجاعم صالح قلت نعم ولكنهم رفضو فقال لي وكيف لي ان اسمح لك انا ؟ فصمت برهة من الوقت وقالي اسمع اريد اكلمك رجل لرجل يعني يقصد انه سيخاطبني كرجل ند له ففهمت قلت مرحبا قالي اسمع الذي سوف اقوله لك اذا سمعه ايا كان سوف يتم قتلي وقتل والدك وحتى انت سيذبحونك وكان يشدد عليه بعدم إفشاء السر قلت له ولايهمك ياعم سعيد .
قال لي: طيب تعال لي في مثل هذا اليوم وسوف اجيب والدك امامك ولكن انتبه انتبه احد يعلم بهذا وقلت له عفوا ياعم سعيد تسمح لي اخبر امي بهذا قال طيب اخبرها فقط هي فقلت له لايمكن اخبر احد.. ياله من رجل شجاع وعظيم و بكل بساطه يضع ثقته في طفل لم يبلغ سن الرشد ماهذا بحق الرب فكنت اقول لنفسي معقول والدي عائش على الدنيا وسوف اشوفه ... عدت ادراجي واخبرت امي بماحدث وما ان استمعت لكلامي فقامت ووضعت يدها على فمي قائله ناصر اووووبه اي انتبه حد يسمع هذا فاهم قلت لها فاهم ومرت ساعات الاسبوع والايام علينا مثل الجمر وكأنها سنين ويوم الاربعاء استئذنت من استاذي القدير سالم عوض وكان يعرف باني احاول الدخول على والدي .
وكان الكثير يقولون محسن خلاص اعدموه لان الكثير من زملاءه تم اعدامهم ولكن الموت والحياة بيد الله عموما ذهبت كالعادة وجلست امام البوابة من ضمن الحشود واذا بجدي بن باقس يمسك بيدي يقول ايش قالوا لك المرة الاولى قلت قالوا ممنوع ورجعوني من داخل.
المهم جلست حتى قرب العصر واعتقد ان المدير اختار الساعة التي يستطيع فيها احضار والدي وفجأة افتتحت البوابة واذا بالمدير يمد يده لي ويجلبني الى داخل السجن واخذني على جنب في زاوية من السجن ولم يكن الا اثنين من العساكر في تلك الزاوية احدهم يحمل بيده رزمه من المفاتيح فقال له اذهب واحضر السجين محسن احمد بسرعة وتحرك الجندي كالبرق واحضر ابي وهو ماسك بجلباب قميصه وشعره طويل ومنثور وهو هزيل واشعث فقال له وقفه عندك في الزاوية واعتقد انه كان لايريد حراس المراقبة فوق السجن يشاهدونه وفهمت ان الجندي متعاون مع مديره فأوقفه فقال لي المدير سعيد علي هل عرفته قلت له نعم وانا احس انني سأطير من شدة الفرحة فناديت ياباااااه الحمدلله احنا بخير ياباااااه وهو كان يقول ارجوكم اسمحولي احضنه ولكن المدير أمر بإرجاعه فورا خوفا بان يكتشف أمره وكانت المقابلة لاتتجاوز دقيقه ولكنها كانت عظيمه بالنسبة لي وهي افضل دقيقة في حياتي وكان موقف رجولي من رجل شجاع لايهاب الموت ولكنه يحمل في جوفه قلب عظيم يحتوي على الشجاعة والرأفة معا وعليكم ان تتخيلوا هذا الموقف الذي لايستطيع اي رجل يفعله ايامها ايام الحكم بالنار والحديد والقبضة الفولاذية للجبهة القومية ايفعل هذا ويتواطأ مع سجين رجعي مرتزق ومخرب؟؟!! بالله اي رجل هذا يارب ولكنه الرجل الشجاع البطل سعيد علي حيدره السعيدي الكلدي رحمة الله تغشاه .. وقد حكا لي والدي عقب 15 عام قال يومها أتوني المحققين في الليل وانا في قمت القهر لعدم احتضانك ووصلت إلى درجة انني اتمنى الموت ولا المذلة وقال كانوا اربعة محققين ويحمل احدهم مسدس كان يصوبه باتجاهي طالبا مني الاعتراف والتوقيع على مايقولونه ولحظه ترك المسدس على الطاولة فتناولته وصوبته نحوهم اريد اطلق النار عليهم لكي ارتاح ويعدموني ولكن مع الأسف الشديد كان المسدس فارغ من الطلقات النارية وبعدها تم ضربي حتى اغمي علي وعند ما صحيت احضروا لي الكهرباء ليعذبوني بها.
واليوم وانا استحضر هذه الذكريات القاسية منذ طفولتي يتبادر الى ذهني السؤال التالي هل يوجد معنا اليوم مثيل للبطل القائد سعيد علي؟ هل من رجل شجاع وذو مروه ومعروف يشبه الكلدي؟ لا اعتقد وبالذات والتاريخ يعيد نفسه هناك معتقلين جنوبيين قاتلو ضد الغزو الحوثعفاشي ولكنهم اليوم يقبعون في السجون على ايادي جنوبيه ما اشبه الليلة بالبارحة مع فارق عدم وجود بطل وصاحب نخوة مثل سعيد علي والذي لم يكن من قبيلتي ولكن فقط كانت تربطنا صهارة به ... علما ان البطل الكلدي استشهد في حرب 86 المشؤوم وقد بكيته كثير ولن انساه طالما والنفس بين الجوانح


والى اللقاء في الحلقة القادمة

العميد/ ناصرمحسن الفضلي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.