عند قيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة في عام 1962م في شمال الوطن ضد الحكم الكهنوتي تدافع الكثير من أبناء حالمين لمشاركة إخوانهم المناضلين في المحافظات الشمالية في الوطن لحمل السلاح ضد الحكم الأمامي جنباً إلى جنب مع المجاميع التي بادرت بالتحرك من أبناء المناطق المجاورة لحالمين من أبناء ردفان ويافع والشعيب والضالع وغيرهم من أبناء المحافظات الجنوبية الذين هبوا لنصرة إخوانهم في شمال اليمن. حيث شاركت تلك المجاميع من المناضلين مشاركة فعالة في ثورة 26سبتمبر الخالدة وقد أستشهد وجرح العديد من أولئك المناضلين الأبطال من أبناء حالمين ومن المناطق المجاورة أثناء المعارك التي خاضوها ضد فلول الملكية والإمامة. وجسد أولئك المناضلين أروع التضحيات والفداء في عدد من المعارك في الجبال منها المحابشة وصرواح وحجة وغيرها. من المعارك في عدة مناطق أختلط دم اليمنيين دفاعاً عن الثورة السبتمبرية المجيدة ومن خلال تلك الملاحم البطولية التي سطرها رجال الثورة ورسموها بوجوههم الناصعة على الواقع النضالي ممثلاً بوحدانية الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً وبفضل الدعم الجماهيري الذين ألتفوا لحماية تلك التضحيات والإنتصارات وحول الثورة السبتمبرية وكذلك الدعم الكبير الذي قدمته مصر الحرة أم العروبة سواء الدعم بالرجال أو بالمال والسلاح والذخيرة كان ذلك عاملاً كبيراً في تحقيق نصر ثورة ال26 من سبتمبر عام 1962م والقضاء على الحكم الإمامي المتخلف في جزء من الوطن اليمني. وكان لأبناء حالمين الذين يخصهم مقالي هذا دوراً مشرفاً في هذا الإنجاز. ومثل إنتصار ثورة ال26 من سبتمبر تحولاً عظيماً في قيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م ضد الإحتلال الإنجليزي القوة العظمى آنذاك في العالم بعد عودة الثوار من أبناء المحافظات الجنوبية من الشمال بقيادة الشهيد راجح غالب لبوزه مفجر الثورة الذي وبعد استشهاده أتسعت رقعة المواجهات وكان دور مساند من أبناء حالمين في المشاركة إلى جانب إخوانهم في مواصلة المشوار وكان الحضور النضالي من أبناء حالمين بقيادة الشيخ المناضل عبدالله مطلق صالح بارزاً مع أبناء وطنهم وسطروا مناضلو شعبنا أروع الملاحم البطولية ولقنوا جيش الإستعمار البريطاني الخسائر من حيث القتلى والجرحى والعتاد والآليات وإسقاط الطائرات. كما سقط شهداء في صفوف الثوار وجرحى كان في يوم الثورة الشهيد القائد راجح لبوزه في ردفان وأدى ذلك إلى إلتفاف الكثير من الثوار وزاد من التلاحم الشعبي وحملوا السلاح وأخذت الأرض تشتعل ناراً من تحت أقدام الغزاة المحتلين بفضل العمليات الفدائية لرجال الثورة سواء في ردفان أو غيرها من المناطق في المحافظات الجنوبية الشرقية من الوطن المجيد. وكذلك من خلال الدور النضالي للمناضلين من مختلف المناطق ضد الإحتلال البريطاني رأت الضرورة فتح جبهات عدة للنضال لكي تمتص الضغط الذي يقوم به الجيش البريطاني ضد جبهة القتال في ردفان التي كانت الأشد سعيراً وكان من ذلك تشكيل جبهة حالمين لتكون همزة وصل بين الضالع وردفان ويافع وكانت بقيادة الشيخ عبدالله مطلق ومعه العديد من المناضلين الذين لايتسع الحديث لذكرهم فليعذروني حفظهم الله وهنا أترحم على شهداء هذه الثورة العظيمة التي نتعلم منها فنون النضال والقتال والسيادة لإن تضحياتها أقامت وطن والشفاء للجرحى وتبقى أكتوبر شموخنا ومجدنا في التاريخ.