هكذا هي الثورات التي تأتي من المعاناة والظلم تظل خالدة في وجدان ابنائها واجيالها القادمة وتبقى تضحيات رجالها البواسل وشهدائها الابرار هي الخطوط الحمراء التي لاتقبل التسويف بتلك الدماء الزكية من اي قوى سياسية جنوبية على وجه الخصوص .. كل تلك المراحل المصيرية التي خاضها الشعب الجنوبي في مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني لم تكن ترتهن لزعامة ما بل ترسخت تلاحم كل المناطق الجنوبية في مقارعة الاستعمار البريطاني ولم تظهر حينها اعراض مرض المناطقية والشللية الممقتة وهنا ياتي احتفال العيد الاكتوبري 54 والجنوبيين يعيشون في مناطقهم المحررة من طيش وعربدة الانقلابيين واعوانهم الحوثيين ، ويحذونا الامل في ان يعي الجنوبيين هذه المرة بالاحتفال بهذه المناسبة وهم يتشتتون هنا وهناك وبعيد عن العاطفة والتعصب الاعمى الذي اثار كثيرا من اللغط والهراء الفارغ الذي لايسمن ولايغني من جوع .. وحين يجسد المحتفلون بهذة المناسبة كيانهم الجنوبي امام العالم تاتي الحاجة الماسة للملمة الجراح والترفع عن الصغائر والمشاريع الصغيرة وتكوين راي جنوبي يستمد قوته من قواعدة الشعبية وليس من الزعامات الفارغة التي اثخنت روحنا النضالي بالجراح والتباعد والتشظي الذي لايساهم في انتزاع حقوقنا السياسية كشعب ثائر كان يملك دولة معترف بها دوليا ، ولهذا اتركوا التصادم وتوجية معاول الهدم والتخوين لهذه الفعالية او تلك لان الخسران الاوحد هو شعب الجنوب الذي تحمل مالا يطاق من العدو ومن ابناءه المتشيطنين في كل اتجاة سياسي جنوبي .. كل الاطروحات التي تبرز عن قيادات جنوبية علينا ان نتفهمها دون عمى سياسي لا لايلبي طموحات تضحيات اولئك الشهداء الذين قدموا ارواحهم فداء للجنوب والوطن ككل واكثر مايعيب نضال الجنوبيين ان نزواتهم تغيب الوعي الوطني وتغيب هذه الذكرى المجيدة بطيشان البعض الذي يظن ان الجنوب لايتسع الا لافكارة وتلك مصيبة .. نسال الله ان يهديهم إلى طريق الاجماع والتوحد ونبذ التخوين والمناطقية ، وغدا لناضرة لقريب ، وكل الخلود لشهداءنا الابرار ..